يحظي العالم العربي باهتمام لا مثيل له في التاريخ فهو يمثل اليوم الأكثر حضورا وتأثيرا في معظم وسائل الإعلام.. بسبب مشاكله الكثيرة وصراعاته, فلا تخلو دولة من النزاعات والصراعات وتحتل مشكلة السودان الاهتمام الأكبر في وسائل الإعلام العربي.. ولكن هناك مقولة تؤيد أنه لا يوجد إعلام موضوعي إلا القليل في ظل انتشار الفضائيات.. وعن هذا الموضوع وكيف يتناول الإعلام الغربي الملف السوداني يقول هاني رسلان رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الدراسات الاسراتيجية والسياسية بالأهرام:
إن الإعلام العربي بشكل عام يعد أحد الفاعلين الأساسيين في ظل الأزمة السودانية وذلك علي اختلاف تجلياتها سواء جنوب السودان أو دارفور, فالإعلام الدولي لعب أكثر من دور محاولا تثبيت فكرة أن هناك إبادة جماعية في دارفور علي خلاف الحقيقة التي أثبتتها تقارير لجنة التحقيق الدولية المكلفة من قبل مجلس الأمن والتي صدرت عام 2005.
وأوضح أن الإعلام العربي يعاني من التقصير فقد اهتم بالأبعاد السياسية فقط ولم يعط الاهتمام بالجوانب الإنسانية والمحن التي تعرض لها السودانيون نتيجة القتال واسع النطاق. وذكر أن الإعلام لعب دورا في تشويه أزمة دارفور وبروز ظاهرة هروب السودانيين لإسرائيل ووضع هذه الظاهرة في أطر غير صحيحة وتبريرها علي أسس سياسية غير موضوعية حيث إن عددا كبيرا من الهاربين كانوا من غير السودانيين ولا علاقة لهم بأزمة دارفور أو مشكلة الجنوب.
أما بالنسبة للإعلام الغربي فيؤكد رسلان أن أدواره معظمها سلبية تقوم علي المبالغات الشديدة واصطناع بعض الأحداث.
الدكتور علي عجوة أستاذ الإعلام جامعة القاهرة يختلف مع الرأي السابق فيقول: إن الإعلام العربي له دور فعال أولا بالنسبة للنواحي السياسية ونظرته لمشكلة دارفور وتقديم المساعدات والدعوة للوحدة بين الشمال والجنوب بالشكل الذي يرضي جميع الأطراف, لأن السودان في الأساس دولة عربية أساسية, محورية تمثل لنا بعدا قوميا ويظهر ذلك في أن السودان يستحوذ علي اهتمام أكثر من أي دول عربية أخري.
أما الإعلام الغربي فهو متنوع الاتجاهات والميول – كما يري د. عجوة – وله أجندة خاصة به ولا نستطيع أن نضع الإعلام الغربي في مرتبة واحدة, لأنه ليس حريصا علي وحدة السودان كما هو الحال بالنسبة للإعلام العربي.
أما جمال عنقرة – صحفي سوداني – فيؤكد أن الحديث عند أزمة السودان في الإعلام العربي والغربي يعتبر أزمة وذلك لأن السودان لم يلتفت إليه بالقدر الكافي إلا في سنوات الأزمة ثم أن السودان حكومة وشعبا قد عجز عن تحقيق التواجد المطلوب في وسائل الإعلام إلا بخطاب الأزمة أيضا.
وعن دور الإعلاميين أنفسهم يقول محمود حسين – كبير المراسلين بقناة النيل للأخبار: إن الإعلام العربي لم يقصر فقط مع السودان ولكنه مقصر أيضا في قضايا أخري مثل الصومال, الصحراء وقضايا الهجرة غير الشرعية فهو يعطي اهتماما كبيرا لقضايا فلسطين والعراق أما القضايا الأخري فهي في مرتبة ثانية. وذلك يعكس ضحالة وعدم كفاءة الصحفيين والإعلاميين, فنجد أن الإعلاميين أنفسهم تنقصهم الموضوعية الحقيقة ولكن في النهاية لابد أن يهتمون أكثر بأمور السودان وأن يكونوا علي دراية بهذه القضية.
أما الإعلام الغربي فكما يري حسين فهو من الأساس يمتلك موقفا معينا ويري أن القضية تطهير عرقي.