تختتم غدا فعاليات الدورة العشرين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي,شاركت فيه 43 دولة أجنبية وعربية قدمت 83 عرضا مسرحيا علي مدار 10 أيام وسط عدد من الانتقادات التي وجهت لإقامة هذه الدورة رغم الحرائق التي اندلعت في المسارح المصرية وآخرها كارثة حريق المسرح القومي,وكان الفنان فاروق حسني أكد علي سلامة المسارح التي تقام عليها العروض وأن ما حدث بالمسرح القومي هو ناتج عن إهمال واضح من جانب العاملين,وأن إقامة هذا المهرجان أمر ضروري لاستمرار القاهرة في مسيرتها في دعم الأنشطه الثقافية علي مستوي العالم وأن إلغاء المهرجان ربما يسبب أضرارا وشكوكا حول وضع المسارح في مصر وهو ما سيؤثر علي المهرجانات القادمة ولاسيما أن مهرجان الموسيقي العربية سوف تبدأ فعالياته في نوفمبر المقبل .
شاركت 28 دولة أجنبية في المهرجان وقدمت 36 عرضا مسرحيا حيث مثلت الولايات المتحدة الأمريكية فرقتا ماجومبين ومارجولي.قدمت الفرقة الأولي عرضا بعنوان خارق.. مضاد.. مقاوم تمحور العرض حول فكرة تحليل نموذج البطل الأمريكي.بداية من راعي البقر مرورا بالبطل الرياضي والمحقق الجنائي, ويعمل العرض علي فحص الملامح الضمنية لهذا البطل من خلال تجلي الملامح التجريبية من عرض الأسباب والآثار الناتجة عنها ومزج العرض بين الرقص والحركة والنص الموسيقي بشكل مبتكر.
وخرجت فرقة مارجولي عن النطاق المحلي إلي المنظور السياسي بتقديمها عرض ما الذي أعرفه عن الحرب؟ للمخرج أندريامادركس ويناقش الحرب الأمريكية علي العراق ويتخذ العرض موقفا مناهضا لها, وقد استقي المؤلف مارجولي شيرمان أحداث العرض من مجموعة جنود أمريكان ممن شاركوا في الحرب علي العراق مقدما فتاتين تبلغان 19 عاما تغادران أمريكا لأول مرة للمشاركة في الحرب,ثم تقتلان في المعركة ويروي تحول أحد الجنود إلي معارض للحرب بعد أحداث سجن أبوغريب,وقد أثار العرض عواطف الجمهور الذي قدم تحياته للقائمين علي العرض لكشفهم المعارضة ضد الحرب.
ومن الواضح أن المنظور السياسي كان له أكبر تأثير علي عروض المهرجان ولاسيما الحرب علي العراق وفضائح سجن أبوغريب,حيث قدمت فرقة تيتروالميركادو الإسبانية عرضا بعنوان جنية أبوغريب الذي ركز علي الصور وشرائط الفيديو التي التقطت داخل سجن أبوغريب بكل ما فيها من ذكريات.
أما العرض الإسباني الثاني كان لفرقة مسرح سيمولاكرو الذي قدم عرضا بعنوان أحمال علي الظهر يناقش فيه قضية اللاجئين,نتيجة الحروب ويعتمد في ملحمة العرض التجريبي علي الالتحام بين الموسيقي والمسرح واستخدام السرد,بدلا من المواد المعتاد عليها في المسرح.
أما روسيا فقد شاركت بعرضين,الأول بعنوان ملاحظات تينوروتا لفرقة مسرح القمر والذي استخدم فيه اللغة والرقصات والحركات بشكل يختلف عن الأوبرا والباليه والبانتومايم,والعرض الثاني هو بداية الخلق وتدور فكرته حول أسطورة قديمة للشماليين وهي أسطورة يونانية.
وقدمت فرنسا عرضا بعنوان مدرسة الأرامل للفرقة الدولية لمسرح البندق ويربط العرض ما بين عالمي الشرق والغرب ويمزج ما بين المسرح الكوميدي والتجريبي والقصائد الشعرية.
ومن العروض الإيطالية المشاركة عرض أين تطير العنقاء وهو عرض إيطالي – مصري ما بين أكاديمية الفنون المصرية وفرقة مسرح معمل الكيستينيس, ويعتمد العرض علي دمج الثقافات المختلفة ويتحدث الإيطاليون والمصريون لغة واحدة.
وتتطرق دولة البرازيل في عرضها أول قطمة لأزمة الغذاء العالمية.. وقدمت دولة النمسا عرضين,الأول بعنوان مدينة النحاس 1001 ويحكي قصة مدينة يتجمد سكانها ليلا ويتحولون إلي نحاس ويبدأون في البحث عن أسباب بؤسهم,أما العرض الثاني فهو مختبرلاليش المسرحي ويبحث العرض في ذاكرة الإنسان ليس بحس السرد الفردي,ولكن بحس الجمع الكوني ويحاول خلق حالة من الاستمرارية بين الماضي والحاضر,كما تتطرق السويد إلي حالة الحرب من خلال عرضها الهروب إلي أين والذي يتناول الحياة والناس بعد الحرب بما تمثله من بشاعة الأخلاق الإنسانية وخراب للمدن والنفوس.
من اللافت للنظر في الدورة العشرين لمهرجان حضور دول أفريقيا مثل السنغال التي قدمت عرضا بعنوان أميري لرفقي داكابي ويحكي العرض قصة أمير عاشق لزوجته يحاول خلق ثلاث جزر لإسعادها,ولكنه لم يستطيع وكل ما وجده في النهاية هو الحب منها.. أما دولة مالاوي فقدمت عرضا بعنوان صرخة الشيب وينتقد العرض المعتقدات البالية حول كبار السن في مالاوي والذين يتهمون بمزاولة أعمال السحر وتعليمها للصغار.
شاركت في المهرجان ست عشرة دولة عربية بأكثر من 40 عرضا مسرحيا, وغلب علي العروض الطابع السياسي,حيث شاركت الأردن بعرض أبيض وأسود وتقدمه فرقة المسرح الحديث بالمملكة الأردنية وتناول النزاعات العسكرية التي لا تنتهي في الشرق الأوسط,وهو بمثابة صرخة في وجه الحرب لوقف حالة الفوضي في المنطقة والسعي للوصول لرسالة السلام.
والتجريب في العرض يعتمد علي علم الدلالة السيميولوجيا والتجريب في النص بحيث يقوم علي بناء غير تقليدي,أما العرض الثاني الذي تقدمه فرقة وزارة الثقافة الأردنية بعنوان قصة حب الفصول الأخيرة مأخوذ عن قصة حب التي كتبها الفرنسي جان لاجارس, وهي مسرحية تشير إلي تأثير الحروب علي حياة الناس, أما الكويت فقدمت عرضا بعنوان غسيل ممنوع من النشر وتتعرض أحداثه إلي هواجس الصراع لصحفي مهمش عندما تتحول أفكاره الممنوعة من النشر إلي هلوسات يقظة,والشكل الفني للعرض يقوم بتحويل الأحداث والشخصيات إلي حالة مشاهد كاريكاتيرية لخلق فضاء مسرحي يفسح المجال لمكان وزمان احتفالي تهكمي.
وقدمت السودان عرض أجنحة الضفادع التي تبحث عن فضاء لتحلق فيه وشاركت البحرين بعرض فجأة لم يهطل المطر وشاركت فيه شخصيتان فقط وفي نهاية الأمر نكتشف أنهما شخصية واحدة بلا هوية ويطاردان بعضهما منذ زمن وعلاقة التجريب بالعرض تبحث في تفتيش عن الهوية,من خلال التباس الحقيقة التي لا يمكن الوصول إليها في العالم.
وقدمت لبنان عرضا بعنوان العميان الذي يحكي عن اثني عشر شخصا رجالا ونساء وطفلا من العميان يقودهم قس مريض طلب منهم الاستمتاع بآخر يوم تشرق فيه الشمس قبل مجيء الشتاء, وعند منتصف الغابة تركهم القس الذي كان يقودهم.
أما العروض المصرية التي شاركت في المهرجان فهي ليلة عيد وفانتازيا الجنون لمسرح الشباب والقرص مع الزمن وخيانة وفاكس لمسرح الطليعة وهي من عروض إنتاج البيت الفني وقدم المركز الثقافي القومي لدار الأوبرا عرض قصة الفراشة القاتلة تأليف وإخراج وليد عوني أما مركز الهناجر فقدم ثلاثة عروض هي تشكيل, وتحت التهديد, وكافتيريا, أما الهيئة العامة لقصور الثقافة فقدمت عدة عروض منها,الحوائط, حلم الأجنحة, بدون ملابس, قابل للكسر, وشارك صندوق التنمية الثقافية بعدة عروض,منها قهوه سادة, وخالتي صفية والدير أما البيت الفني للفنون الشعبية فشارك بعرض منين أجيب الناس.