منذ صغرها كانت تطمح في أن تكون راقصة باليه,ولم تكن تحلم في يوم من الأيام أن تصبح ممثلة إلي أن داعبت الفكرة خيالها وهي في المرحلة الثانوية بعد أن سمعت في الراديو إعلانا لمعهد الفنون المسرحية يطلب آنسات للانضمام له,فترددت كثيرا قبلما تخطو خطوة واحدة إلي أن خاضت الامتحان بنجاح,ومن ثم تخرجت في معهد التمثيل في عام 1954 لتبدأ مشوارها الفني علي مدار 55عاما قدمت خلالها ما يقرب من 170عملا مسرحيا و70عملا إذاعيا…إنها الفنانة القديرة سميحة أيوب سيدة المسرح العربي…والتي كان لنا معها هذا الحوار.
* كيف بدأت مشوارك الفني؟
* * بدأت مشواري الفني بعد التخرج في معهد التمثيل حيث عكفت علي الدراسة بالمعهد لصقل مهاراتي الفنية,وبعدها انشغلت كثيرا بأعمالي الفنية واضعة نصب عيناي قيمة الفن وما يحمله من معان سامية ليساهم في ارتقاء الإنسان بذاته ومجتمعه إلي أن توليت منصب مديرة المسرح الحديث مدة خمسة أعوام من عام 1972 حتي عام 1977 ثم توليت إدارة المسرح القومي لمدة 11عاما أعقبها تقديم استقالتي في عام 1989.
* وما أسباب هذه الاستقالة؟
* * لم أعد قادرة علي الدخول في معارك وصراعات,فقد اجتهدت وسعيت علي مدار سنوات طويلة بكل عزم للقضاء علي الروتين والأسلوب البيروقراطي إلا أن اللوائح والقوانين والميزانيات حالت دون تحقيق أهدافي علي الوجه الأكمل مما جعلني أقدم استقالتي لأتفرغ بصورة أكبر لأعمالي الفنية التي أقدمها لعشاق الفن الهادف.
* وما رأيك فيما يعانيه المسرح المصري حاليا؟
* * لا شك أن المسرح المصري عاش في حقبة الستينيات نهضة عظيمة يشهد لها الجميع,ولكنني متفائلة بوضع المسرح حاليا فقد بدأ يدخل مرحلة انتعاش ويقظة بعد أن كان راكدا لفترة طويلة حيث نجد الآن ازدهار مسرح القطاع العام وعودة الجمهور إليه وازدحام مقاعده بعد أن كانت الستارة ترفع علي عدد قليل من المتفرجين.
وأنا شخصيا أحب مسرح محمد صبحي فهو يمتلك المتعة إلي جانب الفكر والسياسة لما يقدمه من إبداع فني لا يستهين بعقول الجمهور.
* ما أشهر أعمالك التي تعتزين بها؟
* * أعمالي التي أعتز بها كثيرة لا حصر لها سواء كانت محلية أو عالمية…حيث قدمت بعض أعمال الشاعر بريخت وأشهرها دائرة الطباشير…ولكنني أعتز بمسلسل سمارة بعد النجاح الساحق الذي حققه في الإذاعة فمن خلاله حفظ الجمهور نبرات صوتي,أيضا مسرحية رابعة العدوية لما حققته من نجاح كبير وقت تقديمها,و الناس إللي في التالت التي حصلت علي أفضل عرض مسرحي عام .2001كما اعتز بأعمالي في التليفزيون الذي استطعت من خلاله الدخول لكل بيت مصري وعربي فقدمت زكية هانم وأميرة في عابدين والضوء الشارد.
* وماذا عن تجربتك مع الإخراج المسرحي؟
* * تجربتي مع الإخراج بدأت من مسرحية مقالب عطيات وكانت عن طريق المصادفة فلم أكن خططت لهذا,لأن حلمي كان إخراج مسرحية قبل الإفطار في ذلك الوقت,ولكن مخرج مسرحية مقالب عطيات بعدما اختار الطاقم الذي سيشارك في المسرحية قرر السفر وأجل عمل البروفات لحين رجوعه,وكنت أنا حينها المشرفة علي الفرقة العاملة. وعندما وجدت أن رجوعه تأخر كثيرا ذهبت إلي رئيس الهيئة وأخبرته بأن المخرج تأخر في العودة ولم يبق سوي شهر واحد ليبدأ العرض المسرحي فطلب مني أن أخرجها بدلا من مسرحية قبل الإفطار ورغم اعتراضي الشديد في البداية حيث إنني أقوم بالدور الأول في المسرحية إلا أنني خضت التجربة وأغلقت علي نفسي الباب مدة خمسة أيام لدراسة النص المكتوب وخلق أفكار وأساليب جديدة إلي أن اكتمل العمل ولقي نجاحا باهرا.
وبعد نجاح المسرحية تلقيت عروضا كثيرة من القطاع الخاص لكنني رفضت وصممت علي أن أحافظ علي هذا النجاح إلي أن أعجبت بنص مسرحية ليلة الحنة للكاتبة فتحية العسال التي تناقش قضية مضمونها أن يقوم كل منا بواجبه تجاه الأمة العربية.
* بعد نجاح تجربة الإخراج أيهما مفضل لديك الإخراج أم التمثيل؟
* * بالطبع أنا سعيدة جدا بهذه التجربة لكونها تصقل الفنان المبدع بشكل جديد يستطيع من خلاله تقديم قضايا داخل قوالب وأشكال فنية تساعد المتلقي علي إدراك العمل الفني المقدم بحبكة درامية بكل سهولة ويسر لذلك فلم أتردد في خوض التجربة مرة أخري إذا ما وجدت عملا فنيا هادفا.