تتراكم الأحلام والأهداف والهويات منذ الصغر, فالبعض يبذل أقصي جهده لتنفيذ أهدافه والبعض يتخلي عنها لطلاب الثانوية العامة حتي يصلوا للحظة الذروة في التنسيق الجامعي, فإذا لم يتمكن الطالب من الالتحاق بالكلية التي حلم بها علي مر السنوات فسيكون مضطرا للالتحاق بكلية يدرس فيها ما لا يرغب به.
يقول باسم عزمي ثانوية عامة – أدبي: أعشق الفنون الجميلة بجميع أنواعها وحلمت كثيرا بإحدي كليات الفنون الجميلة, ولكن للأسف عند ظهور نتيجة الثانوية العامة عرفت أني لم أتمكن من الالتحاق بها ولم يحقق حلمي, ولكني لم أيأس ففكرت في بديل لحلمي وجدت أني أستطيع الالتحاق بأكاديمية الفنون وقررت الالتحاق بقسم ديكور مسرحي.
وأضاف مايكل جودة ثانوية عامة – علمي قائلا: ميولي تتجمع عند جهة واحدة وهي الصيدلة, كانت أحلامي دائما في هذا الاتجاه, كنت أري نفسي داخل صيدلية وأقوم بإرشاد من يريد النصيحة وكنت أتمني تحقيقه خاصة أنني عملت بصيدلية لبعض الوقت, ولكن أتت النتيجة واختلف الأمر, فأنا لم أحصل علي مجموع يؤهلني لكلية الصيدلة, ولا أستطيع الالتحاق بجامعة خاصة لأن مصروفاتها باهظة وحتي إذا عملت بأقصي جهدي لم أستطع تدبرها لذلك قررت التخلي عن حلمي والالتحاق بكلية علوم, وأتمني التوفيق في تلك المجال.
ورأي محمد محمود ثانوية عامة – أدبي أن أحلامه كانت محاصرة للعمل إعلامي وقال: كنت دائما أري نفسي مكان المذيع الذي أشاهده وأتمني الالتحاق بكلية إعلام حتي أنني قبل ظهور النتيجة, كان من يسألني عن الدراسة أقول دون تردد إعلام, فخاب ظني بعد ظهور النتيجة, وتحطم حلمي, ولكن مازال فكري في كلية الإعلام.
أشار نبيل رمزي – مهندس معماري إلي أن حلمه بأن يكون مهندسا لم يتحقق وقال: كانت حالتنا المادية ضعيفة ولكني لم أراها عقبة, فقررت العمل في حرفة الكهرباء خلال الثانوية, بعد دوام المدرسة حتي التاسعة مساء وأذاكر حتي الرابعة صباحا, ولم يؤهلني مجموعي للالتحاق بكليات الهندسة في الجامعات الحكومية فالتحقت بجامعة خاصة وظللت أعمل في حرفة الكهرباء أثناء الدراسة حتي تخرجت وحصلت علي فرصة للعمل بإحدي الشركات الكبري.
أكد د. شاهين رسلان – دكتوراه الصحة النفسية – أن التنسيق هو أسوء شيء وجد بمصر في عهد حسني مبارك, وقد تم افتتاح الجامعات الخاصة بطريقة عشوائية, وهذا رفع من الحد الأدني للكليات الحكومية, وبالتالي جعل الشباب يلتحق بالجامعات الخاصة, وهذا يزيد من أعباء الأسرة المصرية, فبسبب الكم الهائل للجامعات الخاصة أصبح التعليم لا يعتمد علي العقول ولكن علي الذين يملكون المال, فرغم تفوق الشاب إلا أن حلمه لم يتحقق بسبب عدم تكافؤ الفرص, وأشار شاهين إلي أن الذي يملك قدرة عقلية يتعلم لكن الذي يمتلك قدرة مالية فيجب عليه التفكير في إنشاء مشروع أو ما إلي ذلك حتي لا يتساوي الطالب العادي بالطالب المتميز, وأوضح أن الأزمة موجودة منذ فترة كبيرة والبدائل هنا سلبية, فالنظام البائد أحدث خللا في التعليم, ونتمني من وزير التعليم أن يضع في اعتباره بعد ثورة 25 يناير أن يصلح نظام التعليم الفاسد.
وأضاف د. أحمد زايد – أستاذ علم الاجتماع جامعة القاهرة – أن هناك معيارا للاختيار في الالتحاق بالجامعات, وأن التنسيق هو أحسن نظام يطبق النموذج المثالي لأن الطالب يتقدم إلي الجامعة ويضع تحت عدة اختبارات بما تعرف بالاختبار الكامل, والتي وضعت في خطة عملية تطوير التعليم أثناء استقلال الجامعات, وقد أشار أحمد إلي أن هناك وجهة نظر أخري تقول إن دخول الجامعات الخاصة كان بالوساطة وأن الفقراء لا يلتحقون بها وهنا لا تحدث المساواة.
وأوضح د. فوزي عبدالغني – عميد كلية الإعلام جامعة فاروس بالإسكندرية – أن التعليم ينقسم إلي ثلاثة أقسام أولا: من حصل علي مجموع والتحق بالجامعات الحكومية, وثانيا: من لا يستطيع أن يدخل الدراسة الحكومية فيتجه إلي الأبواب الخلفية عن طريق التعليم المفتوح, وثالثا: من يريد أن يحقق هدفه يذهب للجامعات الخاصة الأكثر استعدادا للتعليم, فهي تملك درجة كبيرة من المعامل وخبرة المدرسين المنتدبين, فبعض الشباب المتميزين في الدراسة يلتحقون بها بسبب إمكاناتها الكثيرة, وهناك أيضا معاهد سنتين أو التعليم المفتوح الذي نري أن مصاريفه أقل بكثير من الدروس الخصوصية التي يأخذها الطالب في الثانوية, وألمح د. فوزي إلي أنه آن الأوان لحدوث توسعات في الجامعات الحكومية وينبغي التفكير جيدا في احتياجات سوق العمل وهل نحتاج إلي مهندسين وصيادلة وعمال… إلخ.