الباب الثالث
الوقت البهي
طرقك يارب عرفني,سبلك علمني, دربني في حقك وعلمني,لأنك أنت إله خلاصيمز25:4-5.
أعطنا يارب وقتا بهيا وسيرة بلاعيب وحياة هادئة
مزمور 25مز24-صلاة باكر من الأجبية:
إليك يارب رفعت نفسي,إلهي عليك توكلت,فلا تخزني إلي الأبد,ولا تشمت بي أعدائي, لأن جميع الذين ينتظرونك لايخزون,ليخز الذين يصنعون الإثم باطلا, أظهر لي يارب طرقك, وعلمني سبلك,اهدني إلي عدلك وعلمني,لأنك أنت هو الله مخلصي, وإياك انتظرت النهار كله,اذكر يارب رأفاتك ومراحمك,لأنها ثابتة منذ الأزل, خطايا شبابي وجهالاتي لا تذكر. كرحمتك اذكرني أنت من أجل صلاحك يارب.
لأن الرب صالح ومستقيم لذلك يرشد الذين يخطئون في الطريق يهدي الودعاء في الحكم, يعلم الودعاء طرقة,جميع طرق الرب رحمة وحق لحافظي عهده وشهاداته, من أجل اسمك يارب تغفر لي خطيتي لأنها كثيرة. من هو الإنسان الخائف الرب؟ يرشده في الطريق التي ارتضاها, نفسه في الخيرات تثبت ونسله يرث الأرض,الرب عز لخائفيه واسم الرب لأتقيائه,ولهم يعلن عهده عيناي تنظران إلي الرب في كل حين, لأنه يجتذب من الفخ رجلي.
انظر إلي وارحمني, لأني ابن وحيد وفقير أنا, أحزان قلبي قد كثرت أخرجني من شدائدي,انظر إلي مذلتي وتعبي,واغفر لي جميع خطاياي انظر إلي أعدائي فإنهم قد كثروا وأبغضوني ظلما,احفظ نفسي ونجني لا أخزي لأني عليك توكلت. الذين لا شر فيهم والمستقيمون لصقوا بي, لأني انتظرتك يارب, يا الله أنقذ إسرائيل من جميع شدائده,هللويا.
هذا المزمور يعتبر صلاة للطمأنينة حاول أن تحفظه كصلاة تشددك في حياتك.
صلاة الساعة السادسة التي نصليها في منتصف النهار, هي ساعة مهمة جدا فهي ساعة الفداء التي فيها صلب السيد المسيح في تحليل هذه الساعة في الأجبية نصلي عبارة تعتبر رسالة تطمئن الإنسان وتذكره كيف يعيش,تقول: أعطنا يارب وقتا بهيا, وسيرة بلاعيب وحياة هادئة لنرضي اسمك القدوس المسجود له.. في منتصف النهار في وقت العمل والانشغال وجميع الناس في نشاطها وحيويتها نصلي طالبين هذه الثلاث طلبات:
1- وقتا بهيا 2- سيرة بلاعيب 3- حياة هادئة.
1- الوقت البهي:
أي اجعل عمري بهيا وحلوا وأعطنا أن تكون حياتنا كلها لامعة أمامك,والوقت البهي هو الوقت النافع والمفيد للإنسان فالوقت ينقسم إلي قسمين:أوقات منيرة وبهية ومفيدة سواء للإنسان أو البشرية,وأوقات بلا فائدة وربما تكون فاسدة أو شريرة,فمن أي نوع يا تري وقتك من الاثنين؟
في منتصف اليوم أصلي:يارب من فضلك اجعل كل يوم من أيام حياتي يوما منيرا,وقتا بهيا, ساعات نافعة,مثلما يعلمنا القديس بطرس الرسول:انظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرةأف5:16,15.
ما هو الوقت البهي؟ هو وقت تملأه بأفكار أو أعمال أو أقوال كلها تمجد اسم الله, كما يقول معلمنا بولس:فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا,فافعلوا كل شيء لمجد الله1كو10:31.. وقت أمجد فيه ربنا سواء كان في: المذاكرة ,أعمال المنزل,العمل,الخدمة, والمجاملات… الخ.
الوقت البهي هو الوقت الذي تملأه بالروحيات بالعمل الروحي إن كانت وقفة صلاة أو جلسة مع الإنجيل,وقت تحضر فيه اجتماع في الكنيسة سواء روحي أو تعليمي,أو في صلوات التسبحة أو الترانيم أو حفظ لحن, أو وقت تقضيه في قراءة كتاب أو تعيش في سيرة قديس أو في مناسبة من مناسبات الكنيسة, فهو الوقت الذي تملأه بالروحيات وهذه الروحيات هي التي تبني حياتك وتجعلك تنمو روحيا,مثل الرقت الذي تقضيه في جلسة الاعتراف وما يسبقه في الاستعداد للاعتراف وما يليه, الذي فيه تطلب أن تسندك نعمة الله لتعمل ما علمك إياه أبوك الروحي.وأيضا مثل الوقت الذي تقضيه في خلوة روحية في أحد الأديرة أو أحد بيوت الخلوة أو وقت تقضيه مع مرشد روحي تتعلم منه, مثلما يقول داود النبي:أخبر باسمك إخوتيمز22:22 كلامنها مع بعض يكون في حديث روحي والحديث الروحي ليس حديثا جافا,لكن إن تعامل الإنسان بطريقة روحية فهذه الأحاديث الروحية تمجد اسم الله.
الوقت البهي هو أيضا الوقت الذي تملأه بمشاعر التوبة فالعالم يحاول أن يشغل الإنسان مثلما نقول في صلاة النوم:العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة والملاهي هي الأشياء التي تلهي الإنسان أو التي تسرق وقته أو تخدعه,أو التي يظن أن فيها فائدة وهي ليست كذلك.
عندما نتأمل في قصة الابن الضال نجد أنه أفسد أوقاته ترك بيت أبيه وانحدر به الحال حتي وصل إلي مزرعة الخنازير وابتدأ يجوع ويشتهي أكل الخنازير, وهنا بدأت مشاعر التوبة تتحرك داخله وبدأ عنده الوقت الجيد البهي وهذه المشاعر جعلته يعود إلي أبيه قائلا: أخطأت إلي السماء وقدامك ولست مستحقا بعد أن أدعي لك ابنا..لو15:19 وكأن الوقت البهي أو مشاعر التوبة القليلة التي حركته هي التي أنقذت بقية عمره, لذلك لحظة صغيرة قد تنقذك من خطية كبيرة ولا أقصد بكلمة لحظة المعني الفلكي لها, لكن أقصد, وقت قصير يحرك فيك مشاعر التوبة,هذا الوقت البهي ينير كل حياتك.
أيضا الوقت البهي هو الذي تقضيه في الافتقاد- إن كنت خادما أو كاهنا- فهو يؤثر وبشدة في حياة الإنسان,وهو أيضا الوقت الذي تقضيه في قراءات سواء روحية أو ثقافية تبنيك, فإحدي مقومات تقدم الإنسان والأمم هي القراءة, من الإحصائيات التي قرأتها في ذات مرة أن الإنسان في الشرق يقرأ خمسين سطرا في السنة! في حين أن الإنسان الغربي يقرأ مائة كتاب وكل كتاب لايقل عن مائة صفحة وهذا الفرق هو سبب التقدم.
الوقت البهي هو الذي تقضيه في قراءات نافعة لك, لذلك في سفر الرؤيا يقول:طوبي للذي يقرأرؤ1:3 وأيضا من الأوقات البهية الوقت الذي تقضيه في حل المشاكل بروح الرجاء وروح الايجابية.
لذلك طلبة: أعطنا يارب وقتا بهيا مرتبطة جدا بالآية: انظروا كيف تسلكون بالتدقيقأف 5:15 لذلك الوقت البهي مرتبط جدا بالسلوك بالتدقيق.
لذلك أحرص أن تكون أوقاتك صحيحة منيرة ولامعة فيصير عمرك كله مقدسا.
طبعا إنسانة مثل المرأة السامرية الوقت الذي فيه تقابلت مع السيد المسيح كان وقتا بهيا كذلك زكا عندما قابل السيد المسيح,وأيضا اللص اليمين الوقت الذي قضاه مصلوبا مع السيد المسيح, كان وقتا بهيا.
لذلك كل إنسان عاش في القداسة أو أنقذه الله من خطيئة أو من سقطة يكون هذا الوقت بالنسبة له وقتا بهيا,ويشكر الله عليه.
الخلاصة:اسأل نفسك في كل يوم,هل في هذا اليوم كانت أوقاتي منيرة؟ وماذا فعلت فيها؟ الله يعطينا في كل صباح 24 ساعة بكرا تصنع فيها ما تشاء.