أما أنا فصلاة
الصلاة سلاح عظيم, وكنز لا يفرغ, وغني لا يسقط أبدا.. ميناء هادئ وسكون ليس فيه اضطراب
(القديس يوحنا ذهبي الفم)
وقال لهم أيضا مثلا في أنه ينبغي أن يصلي كل حين ولا يمل, قائلا: كان في مدينة قاض لا يخاف الله ولا يهاب إنسانا. وكان في تلك المدينة أرملة. وكانت تأتي إليه قائلة: أنصفني من خصمي! وكان لا يشاء إلي زمان. ولكن بعد ذلك قال في نفسه: وإن كنت لا أخاف الله ولا أهاب إنسانا, فإني لأجل أن هذه الأرملة تزعجني, أنصفها, لئلا تأتي دائما فتقمعني! وقال الرب: اسمعوا ما يقول قاضي الظلم. أفلا ينصف الله مختاريه, الصارخين إليه نهارا وليلا, وهو متمهل عليهم؟ أقول لكم: إنه ينصفهم سريعا! ولكن متي جاء ابن الإنسان, ألعله يجد الإيمان علي الأرض؟ (لو18:1-8).
الصلاة يا عزيزي هي الخطوة الثانية التي سنخطوها سويا.. فالصوم والصلاة يخذلان الشيطان, والزهد يهزم طغيانه.. لذا فقد سلط الكتاب المقدس الضوء علي مبدأ أنه ينبغي أن يصلي كل حين ولا يمل من خلال قصة قاضي الظلم.
فإذا كان قاضي الظلم الذي ظلم الأرملة قد أنصفها في النهاية لأجل لجاجتها, فما بالك بقاضي القضاة الكلي العدل ألا ينصف مختاريه؟!.. وهنا يأتي السؤال: كيف أصلي.. كيف أتمتع بصلاة حقيقية؟
وللإجابة علي هذا السؤال دعنا نتأمل قليلا.. لقد وهب الله الإنسان نعمتي العقل وحرية العمل, ليصنع بهما العجائب, ثم منحه البعد الثالث وهو القلب ليكون موضع الالتقاء بالله, فصار الإنسان عابدا, وتولدت داخل الإنسان الرغبة في الله, وصارت الصلاة هي التعبير عن رغبة الإنسان في الله, بل صار في داخل الإنسان عطش وحنين للأبدية.
* دعنا نرسي معا مبادئ مهمة عن كيفية الصلاة:
1- عندما تصلي ضع في ذهنك أنك أمام الحضرة الإلهية..
كل التقدير.. كل الخشوع.. كل الرهبة.. كل الاحترام.. وكأنك تطرح العالم إلي خارج.
2- عندما تدخل إلي جو الصلاة اكشف عن خطاياك..
الصلاة الحقيقية تحتاج من الإنسان أن تكون بالحقيقة خطاياه واضحة أمامه.. ضع أمامك قول داود النبي: لك وحدك أخطأت, والشر قدامك صنعت (مز50:4).
طوبي لمن يبصر خطاياه أفضل ممن يري ملائكة (أحد الآباء).
3- عندما تدخل إلي جو الصلاة املأ قلبك بروح الشكر..
أعمال الله وعطاياه العظيمة في حياة كل منا لا تنتهي.. نعمة الصحة.. نعمة الحركة.. نعمة السلام.. نعم لا تحصي.. احرص دائما أن تشكر الله علي عطاياه العظيمة ونعمه في حياتك.
4- تذكر مجتمعك الذي تحيا فيه: أسرتك.. كنيستك.. خدمتك. اذكر مخدوميك وأفراد أسرتك بأسمائهم, وأخيرا اذكر نفسك.. وضع أمامك دائما أن تمزج صلاتك باللجاجة.
5- احرص أن تمارس الصلاة بشكل يومي..
* خصص وقتا كل يوم تجلس فيه ولا تفكر سوي في الله.
* ابدأ يومك بالصلاة صباحا عقب الاستيقاظ, وكذلك مساء عند النوم.
وليكن نظامك فيها هو:
* تهيئة الجو العام للصلاة: مكان واحد للصلاة- به أيقونة الصلب أو صليب في الشرقية مع بعض صور أخري.
* الإعداد للصلاة: يلزم أن نعد أنفسنا قبل وقت الصلاة, فلا يليق أن ننتقل من الأشياء التي كنا منهمكين فيها إلي الصلاة مباشرة, لأنك إن فعلت ذلك لن تتلذذ بالصلاة.
ليكن لك: قراءة روحية.. ترنيمة أو لحن.. الجلوس في صمت.. التأمل في صورة الصلب.. قبل البدء في الصلاة.
* ابدأ الصلاة بالسجود 3 مرات إلي الأرض.
* امسك صليبا وقت الصلاة في يدك.
* ارفع يديك وعينيك نحو السماء.
* تحدث مع الله ليس بألفاظ عامة (مثل ضابط الكل), بل بألفاظ حية مثل: يا بهجتي, يا فرحي, أحبك يارب يا قوتي.
* لتكن صلواتك من القلب, فالله لن يسألك كم مرة صليت؟ أو كم ساعة وقفت؟ ولكن سيسألك كيف صليت؟.
* كن صريحا في حديثك وافتح قلبك لله وصل قائلا: أعطني يارب أن أحبك.. عرفني يارب من أنا..
* بعد الصلاة استرح قليلا واشكر الله بالصمت.
أما عن الصلاة كحياة, فهناك خطوات أعمق:
+ اقرأ عن رجال الصلاة القديسين.. أمثال داود النبي.
+ اقرأ عن فضيلة الصلاة, وماذا قال الآباء عنها.
+ استمتع بالصلوت المذكورة في الكتاب المقدس وتعلم منها كيف كان هؤلاء القديسون يصلون بها.
+ درب نفسك علي الصلاة كل حين:
* اختر صلاة تشعر بمذاقها في نفسك.
* رددها أثناء وقت فراغك وأثناء وجودك بين الآخرين دون أن يشعر أحد.
* كررها وأنت علي فراشك قبل أن تنام, وكذلك عندما تستيقظ, فيكون الله أول من تخاطبه.
إليك هذا المثال العملي:
- عند الاستيقاظ قل: هذا هو اليوم الذي صنعه الرب, فلنفرح ونبتهج فيه.. ضع في فكرك: هذا اليوم هو ملك لله- وأنت أيضا ملك لله- اطلب بركة الرب باركني يارب, كن معي.
- اخرج من منزلك حاملا رسالة الله المفرحة للجميع أنت سفير المسيح علي الأرض.