قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها (680)
بكل التقدير والعرفان أتوجه بالشكر لمساهمي مؤسسة وطني للطباعة والنشر -الشركة المساهمة التي تصدر عنها جريدة وطني- علي احتشادهم وتعضيدهم وقرارهم باستمرار الشركة ومن خلالها الجريدة, وبهما معا استمرار الرسالة الإعلامية الوطنية القبطية التي تضطلع بها وطني منذ نشأتها عام 1958.
فكما أشرت في هذا المكان منذ أسبوعين كان موعدنا الأربعاء الماضي 25أبريل لانعقاد الجمعية العمومية غير العادية للمساهمين للنظر في حل الشركة أو استمرارها علاوة علي النظر في مضاعفة رأس المال إذا استقر الرأي علي استمرارها… وبعد استيفاء الإجراءات القانونية وتحقق النصاب القانوني لصحة الاجتماع, تم طرح ومناقشة النتائج المترتبة علي ميزانية 2017, وتفاقم مجمع الخسائر الأمر الذي يستلزم العرض علي المساهمين باعتبارهم مالكي الشركة وأصحاب رأس المال… والحقيقة أن المناقشات التي دارت في القاعة التي شهدت الاجتماع عكست بشكل مشرف إيمان الجميع بالرسالة الإعلامية الوطنية والقبطية التي تضطلع بها وطني وهي رسالة خطت إلي عامها الستين هذا العام محققة بذلك عمرا يناطح سائر الصحف المصرية القومية والخاصة من بعد صحيفة الأهرام العريقة التي تقف في الصدارة وحدها بمسيرتها الممتدة 142 عاما حتي الآن.
لم يتعامل المساهمون مع الموقف المعروض عليهم مثلما يحدث في شركات صناعية أو تجارية متعثرة, فلم تكن معايير الربح والخسارة شاغلهم إنما كان همهم الاطمئنان علي استمرار رسالة وطني وكانت غيرتهم قوية في توفير كافة السبل من أجل إقالتها من عثرتها, فليس الاندفاع نحو تصفية الشركات المتعثرة هو القرار الصائب دوما بل ينزع أصحاب المال وأصحاب المصلحة إلي انتهاج سبل العلاج ومنها ضخ رؤوس أموال تسهم في الإنقاذ, فما بالنا ونحن إزاء أصحاب رسالة غيورين كل الغيرة علي ضمان استمرارها… إزاء ذلك كان قرار الاجتماع بإجماع الحضور الموافقة علي استمرار الشركة وعدم تصفيتها والموافقة علي مضاعفة رأس المال بأغلبية 96% من الحضور.
بذلك اجتازت وطني التحدي الأول نحو استمرار رسالتها وفي غضون الأسابيع المقبلة يبدأ مسار الاكتتاب في زيادة رأس المال علي النحو الذي يحدده القانون وهو مسار يبدأ بعرض الزيادة المطلوبة علي المساهمين الأصليين كل بنسبة مساهمته ثم ينتقل إلي المساهمين الأصليين مرة أخري دون التقيد بنسبة المساهمة, وأخيرا إذا استدعي الأمر يتم دعوة مساهمين جدد للاكتتاب… والحقيقة أن الغيرة علي استمرار وطني ورسالتها منذ كتبت في منتصف هذا الشهر لم تكن مقصورة أبدا علي مساهمي الشركة, إنما هالني سيل الاتصالات والكتابات التي تلقيتها من قرائها ومحبيها يعرضون المساندة والتعضيد ويعربون عن اهتمامهم البالغ نحو إقالتها من عثرتها… وهذه الغيرة وتلك المشاعر الدافئة الكريمة إنما تمثل رصيدا عزيزا من الحب يلقي علينا جميعا في وطني -كل أسرة وطني- مسئولية كبيرة من أجل إسهام كل منا في الارتقاء بالعمل وخدمة الرسالة في المرحلة المقبلة.
شكرا جزيلا لمساهمي وطني… شكرا لأصدقائها ومحبيها داخل مصر وخارجها… شكرا لقرائها ومعلنيها العماد الرئيسي لاستمرار رسالتها.