طيرت وكالات الأنباء، ونشرت صحف العالم، صورة حضارية رائعة لشعب وحكومة كندا وهما يستقبلان المهاجرين أو اللاجئين السوريين إستقبالا إنسانيا حضاريا بالغتاء والموسيقى، أطفالا كنديين ابرياء يغنون اغنيات دينية إسلامية للترحيب بأطفال مثلهم عرب مع أبائهم وأمهاتهم جاءوا هاربين من الارهاب الأسود الذى ليس له دين أو انتماء.
شعب كندا المتحضر ضرب اروع الامثلة فى احتضان اللاجئين والفارين من الموت، من سوريا والعراق واليمن، فى الوقت الذى تغلق اوروبا الابواب امامهم، ويتركونهم الى مصيرهم الاسود والغرق فى البحر، والموت فى العراء، ونحن فى عز الشتاء، وفى الوقت الذى ينادى المرشح الامريكى الجمهورى للرئاسة: دونالد ترامب بعدم دخول المسلمين امريكا، وهى صحيحة غير مسئولة بالطبع، بمثابة مسمار فى نعشه، لانه لا يمكن ان ينجح، فهناك جالية كبيرة اسلامية فى امريكا، علماء وقيادات ورجال اعمال مسلمين ذو اصول عربية، كذلك فان المصالح الدولية ترفض هذا التعصب الاعمى.
اقول فى الوقت الذى ينادى هذا المتهور الجاهل باغلاق الابواب امام المسلمين، ونفس الوقت ترفض معظم الدول الاوربية فتح ابوابها للمهاجرين اللاجئين الذين يصارعون الموت، ويموتون على قارعة الطريق وفى البحر.
فى هذا الوقت نجد لمسة حنان وحب إنسانى من كندا، تستقبل المهاجرين وترحب بهم وتمسح دموعهم، وتعدهم للحياة الجديدة، بل وتغنى لهم اغنياتهم الدينية المحببة اليهم حتى تعود اليهم انسانياتهم ويشعرون ان هناك امل فى بشرية جديدة تؤمن ايمانا حقيقيا، بان الانسان هو اكبر قيمة فى الوجود، ويجب مساعدته والاخذ بيده فى محنته.
تحية لكندا التى تعرف معنى الانسانية واحترام الاخر مهما اختلف فى اللون او اللغة، او الجنس، او الدين. كندا المسيحية ترحب بالجميع مسلمين ومسيحيين، ولا تسأل احد عن دينه او معتقداته، هى تحترم الانسان لانه إنسان، ومن هنا فهى تعمل على نجدته وانتشاله من الموت والفقر والغرق.
العجيب فى نفس الوقت ان معظم الدول الاسلامية العربية، وغير العربية لم تفعل شيئا للشعوب التى دمرها الارهاب وجعل شعبها مطرودين لاجئين مشردين، بعد ان كانو مواطنين محترمين يعيشون فى رغد من العيش.
السؤال الذى يفرض نفسه هو:
من الذى يمول الارهاب؟ وماذا يريد؟ هل يسعد هؤلاء بخراب العالم ودماره والقضاء على دول بأكملها؟ وبصراحة اقول، ان امريكا وحلفائها، الذين هم حلفاء الشيطان هى التى تلعب دور الشيطان فى العالم، تنشر الحروب وتوزع الاسلحة وتشجع الارهاب، لكى تغير خريطة الشرق الاوسط وتقضى على الدول العربية، واحدة بعد الاخرى، وتفعل كل هذا لتشبع انانيتها من السيطرة على العالم، واتاحة الفرصة لاسرائيل لكى تستكمل كل عدوانها وتقيم دولتها الدينية الصهيونية فى قلب العالم العربى، لكى تسيطر عليه، وعلى بتروله وعلى كل كنوزه وخيراته وثرواته.
انها امريكا التى تحولت الى شيطان يلعب ويبث سمومه فى كل الارجاء من اجل مصلحته وانانيته، المصيبة ان امريكا هذه تتشدق بحقوق الإنسان، وهى اول من يفقد الانسان حقوقه، حتى فى داخل امريكا يعانى السود حياة فقيرة بائسة فى ظل اول رئيس امريكى اسود هو اوباما!
لست اعرف ماذا سيقول التاريخ عن هذا الذى جاء إلى البيت الابيض ببشائر الخير، وتوقع العالم بالسلام على يديه، ثم نفاجأ بانه دكتاتور ارهابى يشجع الارهاب الاسود على القتل والتدمير واغتيال الانسان، وهل ننسى ما فعله مع محمد مرسى الذى حكم مصر فى غفلة من الزمان ومنحه حوالى اربعة مليارات دولار ليقضى على مصر.؟