خلونا نتفق في البداية إننا شعب معندوش ثقافة النقد، أو بلاش نعمم وخلونا نقول حبة حلوين من شعبنا الجميل معندوش ثقافة أنه ينقد حد صح علشان يفيده أو يخليه يتقدم في حياته، يعني هو أنت بتبقى قاصد خير بس الموضوع مش بيظبط معاك وبيقلب بنفاق، يا أما بيقلب بحاجة ودي فعلاً اللي بيقلب لها أغلب الوقت وهي التجريح.
يمكن التجريح ده جاي نتيجة إننا اتربينا غلط أو على فكرة تف على عمو يا حبيبي فكبرنا مش عارفين إزاي تقدر تنقد اللي قدامك من غير ما فعلاً تجرحه جامد أو تقول كلام فعلاً يدمره، مع أنك فعلاً بتبقى حابب تساعده وتغيره وتحاول تخليه أفضل في حياتك، بس متعرفش إزاي الموقف مرة واحدة يتغير كده!
ممكن أكبر إثبات لكلامي ده هو الموقع الشهير اللي اسمه مواقع “صراحة” واللي كان بدأ الناس تشترك فيه وتشير لينكاتها في الموقع ده طمعاً في إنها تسمع كلمة حلوة أو رسالة تفرحها ولكن زي ما الكل عارف تأتي الرياح بما لا تشتيه السفن أو نقدر نقول يشتهيه الشعب المصري، والدليل أن مرة واحدة اتقلب الموقع لنفسيات سودة وجحيم يمكن مكنش موجود أيام الجاهلية.
ولأجل الصراحة، أنا واحد من الناس اللي جالهم كلام زي الفل على الموقع، طبعاً حب الناس نعمة -بتريق طبعاً على الكلام اللي جالي-، أنا مجرد ما عملت الموقع لقيت مسجات سواء شتايم أو سب وقذف أو حتى الدخول في الأعراض سواء أنا أو أهلي كتير جداً!
ولكن اللي يعتبر استفزني فكرة أن اللي بينتقد سفري وشايف أنه كان خطوة علشان أداري بيها على حد تعبيره على فشلي في الثانوية العامة ده اللي استفزني جداً!، بالرغم من رسايل تانية كتير كانت جاية لي لكن دي اللي استوقفتني بشدة!
يعني بالرغم من أن المسج فعلاً فيها مسج حلوة وهي أنك بتحاول توعيني أني لو فضلت في الحالة اللي بذاكر بيها دايماً هتكون نهايتي وحشة، إلا أنك فعلاً الموضوع ضرب منك خالص!، ضرب بمعنى الكلمة!
فيها إيه لو إبتدينا نربي ولادنا من وهما صغيرين إزاي يقولوا لحد على عيب فيه من غير ما يجرحوه أو يتعبوه نفسياً بكلامهم، حرفياً ناس كتير جريت على دكاترة نفسيين بسبب الكلام السلبي اللي جالهم على موقع صراحة، لأن فعلاً الكلام كان مؤلم، فليه تكون سبب في جرح حد؟!
لازم تعرف أن نقدك لازم يبقى زي المطر المعتدل، بينزل فيروي الأرض ويخلي الزرع يطرح من غير ما يبوظ الجذور على عكس السيل اللي بينزل يغرق الأرض ويضعف الجذور ويموت النبات.
اختار كلامك وأسلوبك في النقد علشان تبقى فعلاً مطر في حياة الناس، بس مطر مجرد ما يجي تسمع الناس بتقول بارك إكليل السنة بصلاحك، مش تسمعهم بيقولوا لما ألحق أغطي الغسيل، يعني من الأخر أغطي ودني بدل ما أسمع دبش!