جلست بالأمس أتخيل لو أجتمعت مع أشهر ناس خلدهم التاريخ أو كانوا أصحاب رسالة مهمة في الحياة أو لهم إنجازات مازال وسيزال التاريخ يتحدث عنها وعنهم هم أيضاً، اذا اجتمعت بهم، ما الذي سأتعلمه منهم ليكون مفيد لنفسي ولخبراتي في العام الجديد!
فتخيلت سقراط وهو يخبرني بأن العاطل ليس من فقط لا يعمل، بل أيضاً من يعمل شيئاً وهو يستطيع أن يعمل بأفضل منه، فاحياناً نعمل في أعمال لا تتناسب مع قدراتنا أو أحلامنا وطموحاتنا، وهذا ليس خطأ، ولكن الخطأ، هو عدم السعي لما هو أفضل ولما يناسبنا بشكل أفضل من هذا.
وتخيلت رالف والدوامرسون، وهو يقول لي: “يا صديقي تكمن الشجاعة في القدرة على التعافي من الصدمات”، وأن ليست الصدمات هي نهاية الكون وأن مازال لدينا الكثير لنقدمه للعالم، وأن السقوط ليس النهاية، ولكن الاستمرار في سقوطنا هو النهاية لاحلامنا ولكل ما تمنيناه لحياتنا.
وصديقي مارتن لوثر كينج كان أخبرني بأنه “لو سعى للرد على كل نقد يعترض طريقه، لن يكون لديه أي وقت للقيام بأي عمل بناء”، وأن منطق الناس الحديث عن كل الأخرين، وأما منطق الناجحين، عدم الالتفات للنقد، الا للكلام البناء فقط، ومن يهدمك عليك أن تبهره بنجاحك ومثابرتك واصرارك على النجاح.
وكانت نصيحة إدجار آلان بو لي هي: “أن أصدق نصف ما أرى فقط، وألا أصدق أي شيء أسمعه فقط”، لأن من عادة الناس الحديث عن أي شخص بطريقة ربما مبهرة وهو أنسان عادي مثل الجميع أو بطريقة مهينة وهو مبدع ومبهر ويستحق الأحترام، ولأنني أيضاً لا أعرف الدوافع وراء أفعال الأخرين فيجب ألا أحكم عليهم من أفعالهم فقط!
أما جيمس ديوار عندما أراد أن يحدثني عن العقول أخبرني بأنها: “مثل المظلات لا تعمل إلا عندما تفتح”، وأن العقول ليست بزر مثل المظلات ولكن تفتح بالمعرفة والثقافة والقراءة وشغف بالعلم والسعي للمعرفة، وأن ليس كل من قرأ كتاباً مثقفاً، ولكن كل من أستغل من قرأه في كتاب في حياته الخاصة.
وعندما سألوني ما نصيحتك لمن سيعرف ما دار في جلستنا تلك، أجبت: “أن الأوقات التي كنت تحسبها لن تمر مرت، وأن اليوم كان هو الغد الذي تخشاه بالأمس، ووجدت أنه لا يستحق كل ذلك الخوف والقلق، وأن اليوم للحياة، والغد للأمل، أما الأمس فيكفيك أن يكون درساً تتعلم منه لتتجنب أخطاءه اليوم وغداً”.