نادية عبده تتحدث نيابة عن رئيس الوزراء وتؤكد تجربة مصر في تمكين النساء رائدة وستستمر
هدى بدران: الاتحاد النسائي العربي يناقش التمكين الاقتصادي ويربطه بقضية التعليم
أحمد زايد: التمكين عملية شاملة لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية والتعليمية فقط
فاطمة خفاجي: بني السلطة الاجتماعية والسياسية تعيق تمكين النساء
افتتح صباح اليوم الثلاثاء، الاتحاد النسائى العربي مؤتمره الرابع منذ إعادة تسجيله بوزارة الخارجية عام 2015 ، كمنظمة عربية تضم الاتحادات النسائية العربية، أقيم المؤتمر بالمعهد السويدي بالإسكندرية تحت عنوان “المرأة العربية في سياق متغير :أدوات التمكين بين الواقع والطموح” ويستمر لثلاثة أيام.
تتضمن أجندة المؤتمر النقاش حول عدة قضايا أبرزها التمكين الاقتصادي وعلاقتة بالتعليم، ويتناول المؤتمر أوضاع المرأة الريفية بالبلدان العربية، بالإضافة إلى العنف الذي يمارس ضد المرأة في ضوء اتفاقية القضاء على كافة أشكال العنف ضد النساء.
بدأ المؤتمر بالجلسة الافتتاحية والتي خصصت لكلمات كلا من الامينة العامة للاتحاد الدكتورة هدى بدران، والسيد مدير المعهد السويدى بيتر ويديرود، والاستاذة هبة ونيس ممثلة هيئة بلان انترنشنال ، وأناب رئيس الوزراء شريف إسماعيل السيدة نادية عبده محافظ البحيرة بإلقاء كلمة مجلس الوزراء .
تناولت هدى بدران خلال كلمتها أبرز جهود وأنشطة الاتحاد النسائى العربي خلال ثلاث سنوات مضت، حيث ذكرت تقرير الظل ” بكين 20″ والذى يرصد أحوال المراة العربية ويشمل التحديات والانجازات التى حققتها النساء العربيات، وقد عرض بالامم المتحدة واعتبر من أحسن ثلاثة تقارير بالأمم المتحدة، بينما يركز هذا المؤتمر على مناقشة قضية التمكين الاقتصادي للمرأة، والذي قام الاتحاد بدراسة بهدف وضع مقياس للتمكين، ومدى علاقة التمكين الاقتصادي بالتعليم، وقد اجريت دراسة شاركت فيها ست دول عربية، واستعانت الدراسة بأدوات البحث الكمي والكيفي، حيث تم مقابلة 3 آلاف سيدة من 6 دول عربية هى السعودية والبحرين ومصر والسودان والحزائر وتونس، ختمت بدران كلمتها بتوجية الشكر إلى ممثلي الدول العربية وكذلك الشركاء في إقامة المؤتمر وعلى رأسهم المعهد السويدي ومؤسسة بلان.
تلى ذلك كلمة السيد بيتر ويديرود مدير المعهد السويدي الذي رحب بالحضور مؤكدا على أهتمام المعهد بقضايا المسأواة بين الجنسين ومناهضة العنف ضد النساء، وقدر ربط بين مدى تمكين النساء اقتصاديا وتحسن أوضاعها على مستويات عديدة، وثمن دور الرائدات العربيات في تغير وضع المرأة بالمنطقة العربية، وقال إن الحركة النسائية ساهمت في تغيير أوضاع النساء إلى وضع أفضل، وساهم العديد من القادة السياسين في فترات تاريخية مختلفة في دعم مطالب النساء .
وعرض بيتر أهمية التعليم فى خلق ببيئة تحمى النساء وتمدهن بالمعارف والقدرة على التحقق ورعاية اطفالهن، واضاف ان التعليم بجانب التمكين الاقتصادي يعنى مستقبلا افضل للاطفال والنساء بل والمجتمع، واضاف تربيت مع أمى فكانت المعلمة والمربية واثرت هذه التجربة فى حياتى وجعلتنى أنظر للحياة بشكل مختلف، ولقد عملت في المجال النسوي في عدة دول وقد حاولت الحد من العنف ضد النساء في المجال الخاص والمجال العام .
بينما تناولت محافظة البحيرة المهندسة نادية عبده تجربتها في الإدارة والتنفيذ قبل وصولها لموقع المحافظ، وقالت عبدة إن النساء اليوم على رأس السلطة السياسة والتنفيذية، لدينا وزيرات فى مواقع مهمة، وكل الوزيرات متميزات، وصلنا 6 وزيرات يتقلدن مناصب وزارات الاستثمار والتخطيط والسياحة والثقافة والهجرة .
أضافت عبده أن المرأة العاملة نموذجا يحتذى به في الكفاح والاصرار، وصورة من صور التكامل المجتمعي ، واضافت ان تجربة مصر فى التمكين السياسى يحتذي بها فى المجتمعات العربية الان مؤكدة على ان عطاء المصريات لا ينضب.
بينما عرضت هبة ونيس ممثلة هيئة بلان انتنر نشنال والتى تعمل فى مجلات الاسرة والطفل ان المؤسسة أستطاعت العمل فى العديد من المحافظات فى مصر، كما أسست لها افرع ببعض الدول العربية بالاضافة الى 52 فرع لها فى العالم .
وأضافت “ونيس” أن بلان يسعدها التعاون مع الاتحاد النسائي العربي ووالمعهد السويدى، فى هذا المؤتمر الذى يتناول قضية التمكين الأقتصادي، وان مؤسسة بلان تسعى الى مد أوجه التعاون مع كافة المنظمات الاقليمية خاصة تلك العاملة فى مجالات رعاية الطفولة والدفاع عن النساء والفتيات .
وأضافت “ونيس” أن بلان استطاعة العمل مع الفتيات بالمحافظات خاصة فى مواجهة العنف والختان والتحرش والحد من التسرب من التعليم، وذكرت ونيس أن المؤسسة تعتمد على استراتجية إشراك الرجال في مجالات عملها لكي يتم تحقيق نتائج ملموسة حسب رؤية المؤسسة التي تعتبر قضايا النساء والطفولة قضايا مجتمعية تخص أفراد المجتمع ككل .
بينما تناولت الجلسة الثانية دراسة ” التمكين الاقتصادي وعلاقتة بالتعليم” وقد أدارتها صالحة داوة ممثلة دولة تونس، وتحدث فيها كلا من الدكتورة فاطمة خفاجي خبيرة النوع الاجتماعي عن المؤشرات النوعية للدراسة وأهم نتائجها، وأوضحت الدراسة معوقات التمكين المتمثلة في بني السلطة الاجتماعية والسياسية التي تهمش النساء، بينما تناولت رشا الخولي أستاذ الإحصاء بجامعة القاهرة المؤشرات الكمية للدراسة وكيف تم اجرائها، وعرضت كذلك مؤشرات المقابلات التى اجريت بست دول عربية، كما عرض الدكتور أحمد زايد استاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة نتائج دراسة التمكين الاقتصادي وعلاقتة بالتعليم والتى اجرها فى مصر، وذكر ان عملية التمكين عملية شاملة لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية والتعليمية فقط ولكن لابد ان تتأسس على قاعدة ثقافية بمعنى ان الثقافة الداعمة للمرأة القائمة على المسأواة والمناهضة للتميز والاقصاء والتى تلقى تأييدا من بنى السلطة الاجتماعية والسياسية هذه الثقافة تشكل القاعدة التى يقوم عليها التمكين وياتى بعدها توفر فرص العمل الاقتصادية، وياتى التعليم لكي يكمل الضلع الثالث فى المثلث، وتتراتب هذه العوامل تشكل هرم التمكين الاقتصادي .
إلى ذلك انتهى اليوم الأول للمؤتمر, وسيناقش اليوم الثاني نتائج دراسة التميكن الاقتصادي ووضع النساء اقتصاديا بالإضافة إلى جلسة نقاش لدراسة “العنف ضد النساء في ضوء اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ” والتي ستناقشها كلا من الدكتورة فاطمة خفاجي.
جدير بالذكر, أن الاتحاد أسس بجهود من رائدات مصريات على رأسهن هدى شعراوي، حيث دعت فى ديسمبر 1944 لمؤتمر نسائي شاركت فيه خمس أقطار عربية هي مصروا لعراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وكان من ضمن نتائج المؤتمر تأسيس الاتحاد. وانتخبت هدى شعراوي كأول أمينة للاتحاد، وتوالت على أمانة الاتحاد العديد قيادات نسائية واعتبرت القاهرة مقرا دائما للاتحاد منذ ذلك العام، انتقل الاتحاد على اثر توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد إلى بغداد ومنها إلى اليمن عام 2005 واستمر هناك إلى إن انعقد مؤتمر الاتحاد في 9 يونيو 2014 وانتخبت د. هدى بدران أمينا عاما وعاد الاتحاد للقاهرة .
يتكون الاتحاد من الجمعيات والاتحادات النسائية وقد حمل الاتحاد منذ تأسيسه عدد من القضايا المركزية، كاستقلال مصر والدول العربية، كما أكد الاتحاد على أن تحرير الأوطان شرط هام لتحرير النساء, وتضامن الاتحاد مع القضية الفلسطينية بوصفها قضية مركزية في الوجدان العربي واستطاع الاتحاد النسائي العربي خلال العامين الماضيين استعادة عضويته بالمجلس الاقتصادي بالأمم المتحدة واليونسكو .