التوليفة قد تصل إلي 6 أنواع نباتية-
خط ساخن: 16023 يجب أن تعرفه كل أسرة-
اللواء ”أحمد الخولي”: يصعب تعقب الإستروكس-
-“والى”: الحرب ضد المخدرات لا تقل عن الحرب فى سيناء
جيل جديد من تجارة الموت ظهر منذ عدة سنوات لكن تم معرفته منذ فترة قصيرة الإستروكس,الفودو,الزومبي أنواع من المخدرات يستهدف الشباب بل والأطفال والمراهقين إنذار خطر راقبوا أولادكم وبناتكم اعرفوا أصدقاؤهم, تحدثوا معهم.
فرغم كل المجهودات التي تقوم بها أجهزة الرقابة والأمن ألا أن تهريب هذه السموم يتم وبشراسة عبر حدودنا,هذا التحقيق يلقي الضوء علي ماهو الإستروكس وهل يختلف عن الفودو وأمثاله وما أعراضه علي متعاطيه وهل هناك حلول للمتعاطي وماهي الجهات المسئولة عن تقنين وتجريم المتعاطي.
اقرأ هذا التحقيق…
إحصاء إدماني
يعد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي من أهم الجهات التي تقوم بدور توعوي وعلاجي لمرضي الإدمان وهو تابع لوزارة التضامن الاجتماعي وبالتواصل مع الدكتور عمرو عثمان، مدير الصندوق أمدنا بأحدث إحصائية صادرة عن الصندوق في 2017 عن عدد المتعاطين الذين استفادوا من خدمات العلاج والتأهيل في مراكز العلاج من خلال خط ساخن وضعه الصندوق لأي متعاطى يريد التعافي وهو16023 وهذا الخط يقدم خدماته في 12 محافظة توضح الإحصائية زيادة نسبة المستفيدين من خدمات الخط الساخن بنسبة 20% مقارنة بعام 2016 حيث اتضح أن الترامادول لايزال المخدر الأكثر انتشارا بين المدمنين بنسبة 30% رغم تراجع انتشاره عن العام الماضي. ويأتي الحشيش في المركز الثاني بنسبة 23% بينما وصلت نسبة انتشار الهيروين إلي 15%, وظهرت حالات للعلاج من إدمان المخدرات المخلقة الجديدة مثل الإستروكس بنسبة 4.3%.
توليفة قاتلة
في حديث مع د. نبيل عبد المقصود مدير مركز علاج السموم بقصر العيني الفرنساوي حول المواد المخدرة المخلقة الجديدة قال: المواد المخدرة الإدمانية تنقسم إلي نوعين: مواد طبيعية ومواد تخليقية.
النوع الأول مثل الحشيش والبانجو
أما النوع الثاني التخليقي مثل الترامادول ومؤخرا الإستروكس والفودو…
ولكن الهيروين مثلا يتكون من مواد ليست دوائية, ولكن غير مصرح بإستخدامها.
خطورة الإستروكس تحديدا أنه توليفة من مواد كيميائية مخدرة مع نباتات طبيعية لها صفة دوائية مثل الأتروبين والهايوبين,والتي تدخل في أدوية علاج التسمم بالمبيدات الحشرية ، والمغص، والقولون العصبي.
وأكد د. عبد المقصود: أن وضع كمية كبيرة من المخدر مع هذه المكونات النباتية في صورتها الخام قد يؤدي إلي الوفاة حتي من أول جرعة, واستخدامه حتي بكميات بسيطة لفترة طويلة يؤدي إلي الإصابة بسرطان الرئة والفم وجلطات المخ.
توليفة مختلفة
وأضاف د. عبد المقصود: الإستروكس يختلف عن الفودو والزومبي لأن الفودو حشيش صناعي أي مركب من مواد صناعية تشبه الحشيش الطبيعي تماما,ويتم تصنيعه في الصين ويأتي إلينا مهربا ولكن خطورته تعادل 100 مرة أقوي من الحشيش الطبيعي.
وأضاف عبد المقصود أن الزومبي هو مخدر جديد أيضا عبارة عن مادة كيميائية تشبه ملح الطعام ولكنها كريهة الرائحة لذلك يتم طحنه ويضاف إليه بردقوش أو أي عشب آخر ذو رائحة طيبة, وأحيانا يذاب ويحقن في الجسم، والزومبي له نفس تأثير الهيروين والمنبهات في نفس الوقت لذلك فعند تعاطيه يشعر الشخص بالانتعاش والسعادة ثم يفقد السيطرة علي نفسه ويبدأ في الهلوسة والتصرفات العدوانية واللإرادية مما يجعل المتعاطي خطرا علي من حوله حيث يقوم بضرب كل من حوله ضربا مبرحا حتي الموت. والزومبي يؤدي أيضا إلي وفاة المتعاطي خاصة إذا أخذه محقونا وقد جرمته كل دول العالم, ولم تجرمه مصر حتي الآن.
واقترح عبد المقصود: محاسبة أي شخص يتم القبض عليه وبحوزته مادة نباتية مخلوطة بمادة كيميائية تستخدم في التدخين,وذلك لأن الحكومة لن تستطيع إدراج كل المواد الكيميائية المخدرة في جدول المخدرات وذلك لكثرة عددها وتطورها بشكل سريع, وبالتالي ربما يتم السيطرة علي الأمر وتخويف التجار الذين يروجون لها مؤكدين للمتعاطين أنهم لن يكتشفوا لأنها لم تدرج فى جدول المخدرات ولاتظهر في التحاليل الأخرى.
الأخطر
وأكد د. محمود محمد عمرو – مؤسس المركز القومي للسموم, وأستاذ الأمراض المهنية بكلية طب قصر العيني -: الإستروكس هو خليط من مواد دوائية مصنعة بكميات وبطريقة عشوائية مما يجعله سام ويسهل إدمانه ومضاف إليه مواد عطرية ويحدث له تطور بشكل سريع,وهو بديل للحشيش,ففي البداية كان المخدر يتكون من 3 مواد ومع تطوره أصبح يتكون من 6 أو 7 مواد.فيصعب مع الوقت تحديد مكوناته نتيجة للتطور السريع في تكوينه.
وتابع عمرو:هذه المادة يتم تصنيعها في دول شرق آسيا وتأتي إلينا مهربة من هناك,أو من الحدود الليبية، وتركيبها يدل علي أن القائمين عليها كيميائين أو صيادلة لأنهم يعرفون تأثير هذه المواد عند دمجها مع بعضها ومدي تأثيرها علي المتعاطي,مؤكدا أن هذه المادة تظهر في التحاليل,علي عكس الشائع.
وأضاف عمرو: الإستروكس يتم تعاطيه عن طريق لفه في شكل سيجاره ويكون علي شكل أعشاب مطحونة فتخلط وتلف علي شكل سجائر وتناول جرعة زائدة من الإستروكس يؤدي إلي الوفاة وذلك لأن هذه المواد تؤثر علي الجهاز العصبي لجسم الإنسان وعلي الأوعية الدموية حيث أن هذه المادة تؤدي إلي انقباض أحد الشرايين المهمة بالمخ, وبالتالي لاتصل كمية الدم المطلوبة إلي عضلة القلب, مما يؤدي إلي الهبوط الحاد, وبالتالي تحدث الوفاة وخطورتها تفوق بكثير خطورة الترامادول.
حالة في الواقع
سردت د. أمل فخري – إستشارية الأطفال بمستشفي أحمد ماهر التعليمي, وزميلة طب الأطفال – أنها صادفت منذ شهر في عيادة الأطفال بالمستشفي طفلا في الصف الأول الإعدادي 13 سنة يعاني من دوخة وصداع وترجيع وعدم تركيز وخمول ونوم لفترات طويلة,
وعند الحديث مع الأم قالت: ابني يعاني من هذه الأعراض منذ 15 يوما تقريبا وتم عرضه علي طبيب باطني فشخص الحالة علي أنها التهاب حاد في المعدة وكتب له علاج لمدة أسبوع ولكن لم يحدث أي تحسن.
فذهبت به إلي طبيب قلب, فأجرى له موجات صوتية علي القلب وصورة دم كاملة وكانت النتيجة هي إنيميا نتيجة لنقص الحديد, فكتب له فيتامينات فأخذها لعدة أيام ولكن لم يتحسن وظلت الأعراض كما هي الخمول والترجيع مستمران ونصحني البعض بعرض ابني علي طبيب مخ وأعصاب,وبالفعل ذهبت به إليه وبالكشف الظاهري قال الطبيب: إن الولد سليم تماما ولا يعاني من أي مرض في المخ ولكن للاطمئنان طلب عمل أشعة مقطعية علي المخ له. وفعلا أظهرت الأشعة أن الولد سليم ثم ذهبنا بإبني إلي طبيب نفسي,فكتب له علاج اكتئاب لمدة 6 شهور ونصحنا بعمل جلسات نفسية وأخذ ابني العلاج لمدة 3 أيام ولكني لم أقتنع بأن ابني يمر باكتئاب وذلك لأنه لم يتعرض لأي صدمة أو مشكلة أو شيء يسبب له اكتئاب لذلك قررت أن أحضره إلي عيادة الأطفال للكشف عليه مجددا لأني متأكدة أن ابني ليس مكتئبا.
استطردت فخري: شعرت بأن الولد ربما تعاطي شيئا ما, سبب له هذه الأعراض، لأن من كشفي الظاهري عليه وجدته سليما, فطلبت من الأم الخروج من غرفة الكشف وظللت أنا والولد وطبيبة زميلة فقط وبداخل الغرفة. حاولت أولا أن أكسب ثقة الولد وطمأنته ببعض الكلمات المشجعة,ثم بدأت أسأله لأفهم ماذا حل به فدار بيننا هذا الحوار:
د. أمل: هل لك أصحاب؟
الولد:نعم
د. أمل : وإيه رأيك فيهم؟ وشاطرين زيك كده؟أكيد أنت أشطر
الولد: سكت لحظة ثم أجاب بصوت متقطع صراحة لا وبيشربوا سجاير, وأنا والله حاولت أبعد عنهم بس هم مش سيبني في حالي وبيضايقوني. وبدأ الولد يسترسل في الحديث قائلا: منذ أسبوعين كانوا بيشربوا سجاير ورا المدرسة وكانوا بيلفوا فيها حاجة كدة زي الأعشاب. وطلبوا مني أني أشرب معاهم, وعندما رفضت كتفوني وحطوهالي في بقي بالعافية وتكرر هذا الموضوع عدة مرات في نفس الأسبوع, من ساعاتها وأنا أشعر بالأعراض دي وبتعب شديد ولكني متكلمتش ولاحكيت الكلام ده لبابا أو ماما لأني خفت منهم.
د. أمل: هل تعرف اسم هذه المادة التي توضع داخل السيجارة.
تلعثم الولد في الكلام ثم قال ”إستروكس”.
د. أمل:منين بيشتروها أصحابك؟
الولد: بيشتروها مطحونة زي الأعشاب وهم بيلفوها,وأحيانا بيشتروا السجاير جاهزة وجواها الإستروكس.
ولكني معرفش منين بيشتروها, وثمن السيجارة حوالي من خمسة الى عشر جنيهات.
وأكدت فخري: بعد ما سمعت ما قاله الولد طمأنته مرة أخري وإني سوف أشرح لأمه ما حدث وأنه لا ذنب له وكان رغما عن إرادته حتي نتمكن من علاجه ويشفي تماما وبالفعل دخلت الأم إلي غرفة الكشف وحكيت لها ما حدث كله وذلك في وجود الولد.ثم أخرجت الولد وطلبت من الأم التعامل معه برفق وعدم تأنيبه حتي تستطيع إنقاذه ومعالجته حتي لو كان أصدقاؤه لم يجبروه علي تناول هذه السجائر بإرادته يكفي أنه اعترف بذلك.
قمت بتحويل الولد لمركز السموم بالدمرداش لعمل تحليل مخدرات له, وعلاجه ومتابعته طوال فترة أنسحاب المخدر من جسمه.
إرهاب آخر
ومنذ أيام أفتتحت غاة والى وزيرة التضامن الأجتماعى ورئيس مجلس أدراة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أحد مراكز العلاج التابعة للقوات المسلحة ، وصرحت بإن الحرب ضد المخدرات والإدمان لا تقل عن الحرب التى تدور على الإرهاب فى سيناء الآن.
وكان لنا لقاء مع د. تامر حسني، الاستشاري النفسي وعلاج الإدمان، بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان: مشكلة المخدرات لا تقل فى أهميتها وخطورتها عن مشكلة الإرهاب, وفي السنوات الثلاث الماضية, لاحظنا تطورا غير عادي في عالم المخدرات حيث انتشرت أنواع وأصناف كثيرة من المخدرات لم تكن معلومة لدينا نحن المتخصصون في علاج الإدمان, إلا عندما أتي إلينا في مركز مكافحة وعلاج الإدمان عدد كبير من مدمنيها, بدأنا وقتها نعرف أن هناك أنواعا جديدة من المخدرات انتشرت في المجتمع المصري مثل الفودو, الزمبي, وأخيرا المخدر القاتل الإستروكس.
وتابع حسني: أكثر فئة تتعاطي المخدرات هي فئة المراهقين ذكورا وإناثا علي السواء وهذا يشير إلي استهداف الشباب وتدميره لأنهم هم مستقبل الوطن.
أغلب الحالات التي أدمنت الإستروكس والفودو كانت تتعاطي الحشيش وبدأت في تعاطي الإستروكس أو الفودو وذلك أولا لرغبتهم في المخاطرة والبحث عن ما هو جديد وغريب في سوق المخدرات، وهذه هي السمة الأساسية لكل المدمنين والثاني هو أن الإستروكس رخيص الثمن, حيث يباع الكيس منه ب 350 جنيها, والآن يباع علي شكل سيجارة, حيث يمكن لأي فئة شراء واحدة أو أكثر بحوالي 10 أو 15 جنيهًا.
وأوضح حسني: حجم التعاطي في مصر هو ضعف المعدلات العالمية ففي العام الماضي جاء إلي المركز 104 آلاف مريض حوالي 3% منهم مدمني فودو وإستروكس كما أننا رأينا العديد من حالات الوفاة بسبب تعاطي الفودو والإستروكس.
وأضاف حسني:الإستروكس يسبب هلاوس سمعية وبصرية ومن أول نفس يشعر المتعاطي بالانفصال عن الواقع والشعور بأنه مات وكأنه في الآخرة وبعد زوال تأثيره يشعر وكأنه عاد للحياة مرة أخري, ولكن للأسف حتي لو لم يمت فهو سيتحول حتما إلي مريض نفسي أو عقلي لديه هلاوس سمعية وبصرية.
وأكد حسني: مركز مكافحة وعلاج الإدمان قام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العام الماضي بعمل بحث واكتشفنا أن 7.7% من طلاب المرحلة الثانوية في مصر يتعاطون المخدرات وأن الأكثر انتشارا بينهم هو الترامادول يليه الإستروكس والفودو.
ونوه حسني إلي: الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان هو 16023, ويجب علي كل أسرة تعرف أن ابنها أو بنتها تتعاطي إستروكس أو أي مخدر الاتصال والحضور فورا إلي المركز لإنقاذه، ويخضع المدمن لبرنامج علاجي طويل ثم يمر بمرحلة التأهيل حتي يشفي تماما لذا يجب أن تكون الأسرة داعمة له ولا تتعجل النتائج لأن الأمر يحتاج إلي وقت طويل يختلف من مخدر إلي آخر.
إدارة خاصة
صرح اللواء أحمد الخولي – مساعد وزير الداخلية السابق توجد إدارة أنشئت في وزارة الداخلية خصيصا لمكافحة المخدرات المهربة خصوصا المخلقة وهي توليفة من نباتات طبيعية مع مخدر وغالبا تأتي إلينا من حدودنا مع ليبيا حتي لو تم استيرادها من الصين ولكن تأتينا من الحدود.
ولكن المشكلة أن الإستروكس تحديدا تركيبة غالبا من تصنيع مدمن تتكون من مجموعة من النباتات الطبية ويضيف إليها مخدرا ويتم ذلك داخل مصر ولذلك يصعب ملاحقتها، ولكن الفودو الذي صنع التركيبة غالبا كيميائي لأنها من مواد كيميائية تظهر بسهولة عند تحويلها إلي المعامل والطب الشرعي.
والشرطة مع القوات المسلحة علي الحدود تقوم بمجهودات جبارة لكشف هذه المواد الجديدة والمهربة ولكن التهريب يتزايد وبشراسة لأنه تجارة مربحة.
ويوجد مجلس أعلي لمكافحة المخدرات مكون من 11 وزارة بالإضافة إلي قطاع مكافحة الجريمة المنظمة ومنها جرائم تهريب المخدرات وهو علي مستوي دولي.
ونحن حاليا نشارك مع وزارة التضامن في حملات توعية بدأت منذ 2015 وأيضا حملات الكشف عن المدمنيين بين سائقي الحافلات المدرسية والعاملين في المدارس والطلبة ونصيحة لكل أب وأم راقبوا أولادكم وتعرفوا علي أصدقائهم لأن مشكلة الإدمان تتلخص في أصدقاء السوء.