نصطحبكم اليوم – خميس العهد – إلي علية صهيون بجبل صهيون و هنا غسل السيد المسيح ارجل تلاميذه و فيه كان العشاء الاخير و هي من اهم المحطات قبل الصلب .. يطلق علي هذا المكان باللاتينية (Coenaculum) ويعني المكان المعد لتناول الطعام، ويعني أيضا بمعنى أوسع الطابق العلوي من البيت وهو في النص الإنجيلي يعني الطابق العلوي.
•• العلية مرتبطة بثلاث ذكريات إنجيلية هامة وهي: اولا غسل ارجل التلاميذ وتأسيس الإفخارستيا – (مرقس 14 ) 22وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر واعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. 23 ثم اخذ الكاس وشكر واعطاهم فشربوا منها كلهم. 24 وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين، ثانيا ظهور المسيح القائم من بين الأموات، و ثالثا حلول الروح القدس حيث بدأت المسيحية بالانتشار في القدس وكان مركزها الأول في علية صهيون وكانت لديها القناعة بأنها الآن شعب الله الجديد فسموا أول كنيسة باسم صهيون المقدسة.. وهكذا تحول اسم صهيون من مدينة داود في سلوان إلى المنطقة التي تقوم عليها العلية •• هنا في العلية منزل و دار مارمرقس المكان الذى ذكر كتابيا فيه ان يسوع قام بعمل الفصح مع تلاميذه (مت 17:26\ مر 15-14:14\ لو 18-1:22)، غسل أقدام تلاميذه(يو 11-4:13)، كان الرسل والمؤمنون مجتمعين فيه يوم أطلق ملاك الرب سراح القديس مار بطرس من السجن، فجاء إليهم وهم يصلون لأجله(أع11-7:12)، أعطى رسله سري جسده ودمه الاقدسين (مت 35-26:26\مر22:14\لو20-19:22)، أعلن لهم عن آلامه وموته(مت 25-20:26\مر17:14\لو23-21:22، ظهر المسيح لتلاميذه بعد قيامته(مر 14:16 \لو49-33:24\يو 29-19:20)، حل الروح القدس على تلاميذ(أع4-1:2)، انتخب ماتياس فحسب مع الأحد عشر رسولا_أع(26-15:1)، انتخاب الشمامسة السبعة، وأول رسامه كهنوتية في الكنيسة المسيحية(أع6: 1-8)، كان يجتمع فيه الرسل والمؤمنون بنفس واحدة يعد صعود الرب(أع1:13, 14)، كان يجتمع فيه الرسل للتعليم وكسر الخبز والشركة والصلوات. (أع2: 2:42-4\47: 23\12-11) ، يخبرنا اللاهوتي السرياني مار اياونيس أن الرسل في بيت مرقس هذا كرسوا الميرون لأول مره في تاريخ الكنيسة المسيحية ومنحو التثبيت لسائر المؤمنين المعتمدين حديثا، و يؤكد اللاهوتي نفسه أن قديسة مريم العذراء نالت هنا سري العماد والتثبيت من الرسل، و هنا ايضا التأم فيه أول مجمع في الكنيسة المسيحية مؤلفا من الرسل والمشايخ سنة51م(أع 15 :6-29 ).
و كان السيد المسيح يتردد إلى هذا المكان – بيت مارمرقس الذى هو الآن دير مار مرقس بأورشليم / القدس – وكانت بحجم اصغر مما نراه اليوم وابتداء من عام 1728م مطارنة الدير بعمل صيانة في فترات متعاقبة وكلما كان يستدعي الأمر والحاجة إلى ذلك وبالنسبة إلى المذبح (قدس الأقداس) والمعمودية وقبتها وكرسي الأسقف الكبير وقبته وخزانه الكتب الطقسية وخزانة ذخائر القديسين والكثير من الصور الموجودة في الكنيسة يعود تاريخها إلى سنه 1733م.
و من الاثار المقدسة بهذه الكنيسة:
1- الباب الذى قرعه بطرس الرسول بعد ان نجاه الملاك من السجن …
2- اول جرن للمعمودية فى المسيحية …
3- مذبح كرسه القديس يعقوب اول اسقف لاورشليم وصلى فيه …
4- ايقونة اثرية للسيدة العذراء من رسم لوقا الانجيلى …
و أكد أباء الكنيسة السريانية منذ القرون الأولى للمسيحية وخاصة القديس مار أفرام السرياني في القرن الرابع +373 على أن بيت مرقس قد نال هذا الشرف الروحي من المسيح نفسه واكتمل بحلول الروح فيه أيضا فيقول ما أفرام في إحدى قصائده الشعرية :” طوبى لك يا مقر الأبرار , لان فيك كسر الرب جسده. المكان الصغير الذي أصبح مطمح نظر العالم كله المليء منه. أن عهدا صغيرا أعطي بواسطة موسى على الجبل الجليل، وعهدا عظيما انبثق من دير صغير فامتلأت منه الأرض”. كما غناها احد الشعراء السريان بيته الخالد الذي تردده الكنيسة السريانية في ختام القداس الإلهي يوم عيد الفصح وغيره من الأيام الحافلة، وقال الشاعر :” في بيت مرقس ألغى الرب القرابين العتيقة، وفي تلك الليلة منع السكين عن الحيوانات, هناك كتب كل العهود الجديدة وحل وأبطل التقاليد الكاذبة”.
كأس الفصح …
زعم اثنان من المؤرخين الإسبان أنهما عثرا على الكأس التي مسها السيد المسيح بشفتيه في كنيسة سان إيزيدورو في ليون، شمال إسبانيا، حيث يوصف للزوار بأنه يعود إلى الملكة “أوراكا” من القرن الحادي عشر، في حين أنه صنع ما بين 1000 قبل الميلاد و100 ميلادية، وتم ترصيعه بالمجهورات في القرون الوسطى.
وأكد المؤرخان، حسب ما ورد في موقع “ديلي ميل” أن هناك أدلة على ادعاءاتهما، وهي مخطوطات مكتوبة باللغة العربية موجودة في مصر، وزعما من خلالها أن المسلمين حصلوا على تلك الكأس عند دخولهم القدس، وقاموا بإهدائها للمجتمع المسيحي في مصر، وفي عام 1050 تقريبًا تم إرسالها إلى الملك فرناند الأول ملك قشتالة، كهدية من أجل مساعدته لهم خلال المجاعة، كما يدعون.