أنت صغير… أنت لا تستطيع… أنت غير قادر إننا كثيراً ما نلقن أبنائنا هذه التعبيرات ليل نهار دون أن ندرى أننا نغرقهم فى بحر من الإحباط،ويزداد الأمر سوءاً بسبب عدم فهمنا لقدرات أطفالنا وإفراطنا فى توقعاتنا منهم، وكذلك حمايتنا وتدليلنا الزائدين لهم لأننا كلما قمنا بأنفسنا بما يمكن للطفل أن يقوم به بنفسه نرسل له رسالة سلبية معناها إننا أكبر منك… وأكثر قدرة… أما أنت فصغير… غير قادر… لا نثق بك مما يقلل هذا من ثقته بنفسه. يقول د.مصطفى محمد أستاذ الصحة النفسية بمركز الإرشاد النفسى بجامعة عين شمس إن الثقة بالنفس معناها أن يكون لدى الفرد شعوراً بأنه قادر على النجاح فى الأمر الذى يرغب القيام به، فإذا كانت ثقته بنفسه كامنة فإن الفرد سيقدم على تنفيذ السلوك المراد،أما إذا كانت ناقصة فسيرتبك ويتردد ويحجم عند التنفيذ وبالتالى فالثقة بالنفس من أهم أسباب النجاح فى الحياة،لأن الأفراد الذين يمتلكون مشاعر إيجابية عن أنفسهم هم أكثر قدرة على تحديد اتجاهاتهم وأهدافهم وتوضيح نقاط قوتهم والتكيف مع الأزمات والعقبات التى تواجههم كما أنهم يتقبلون عواقب أطفالهم بسهولة وهم أقوى شخصية من سواهم. هذا إلى جانب أن الطفل يولد ولديه قدرة فائقة على الاحتفاظ بنظرة إيجابية عن نفسه،ولكن كثرة التوبيخ والتعنيف والتخويف تقلل من هذه الثقة لذلك يجب على الآباء أن يعلموه ويوجهوه للصواب لا أن يعنفوه. من جانبها أضافت د.نادية نظير استشارية الأمراض النفسية قائلة إن هناك بعض الخطوات العملية التى تساعد أبناءنا على الثقة بالنفس منها إشعاره دوماً بأنه مرغوب فيه ومحبوب حب غير مشروط بأفعاله أو تصرفاته وذلك عن طريق الابتسامة والاحتضان دون إفراط،واللعب معه دون ضجر أو أوامر،والكام معه بهدوء وتفهم لأن كل هذه الأمور تشعره بأنه محبوب ومقبول ويتم تقديره. بالإضافة إلى تشجيع محاولاته لتنمية مهاراته الذاتية منذ الصغر بردود فعل إيجابية وتقبل أخطائه التى يقع فيها بل وتكليفه ببعض المهام التى تندرج فى التعقيد وتشجيعه بعد أداء كل مرحلة، ولنا أنه كائن مستقل صاحب قدرات ذاتية. أشارت دنادية إلى أهمية توضيح العذر المناسب لعدم تلبية طلبات الطفل حتى يفهم أن هذا ليس تعنت ولكن لعدم وجود إمكانية لهذا،والتغاضى عن هفواته مع انتظار الفرص المناسبة لتوجيهه بعدم تكرار تلك الأخطاء، هذا إلى تجنب إيذائه بدنياً أو نفسياً أسباب غير مقنعة أو دون أسباب، والسماح للأقارب والزوار بالثناء عليه مع الحذر من توبيخه أو لومه أمامهم، مؤكدة على عدم اتخاذ قرارات جماعية لجميع الأبناء إلا عندما يتطلب الموقف هذا وليكن التعامل معهم بصورة فردية لأهمية هذا، بالإضافة إلى حمايته من تعديات الآخرين السلبية والوقوف بجانبه إذا تعرض لشئ من هذا، وتعليمه أهمية التسامح تجاه أخطاء الآخرين وكيفية مواجهتها بأدب.