يذكرنا عيد الشعانين بدعوتنا للقداسة, اقتداء بالمسيح. يحثنا إيماننا المسيحي علي موافقة يسوع المتألم, علي درب جلجلة الحياة, معلنين إياه, ملك المجد رغم أسبوع الآلام والصلب, المنتصر علي الشر بالمحبة, وعلي الموت بالقيامة, سيد الحياة والتاريخ, وأمل أورشليم السماوية, يدخل أورشليم لأول مرة باستقبال رسمي وحفاوة, هو العارف قلوب الناس بما فيها من تقلبات, وأن الكلمة الأخيرة له وليست للوجع والحزن, وينهي أسبوع الآلام بيوم سبت النور الساطع من القبر الفارغ.
إعلاننا, أن المسيح هو المخلص الوحيد, حافز لنا للإجابة بشهادة حياتنا علي سؤال الإنسانية المفتشة عن السعادة: من هذا الرجل؟. هو الذي قلب مفاهيم العالم الدنيوية إلي سماوية, وجعل قلوب الناس المتحجرة مليئة بالأخوة. هو الذي أحبنا في البداية ولا يزال أمينا لمحبته ليرفعنا ويؤهلنا.
هوشعنا المسيحي, تنشر علي الأرض سعادة وسلاما, محبة والتزاما, حياة وشهادة, مشعة أعمال المسيح الإنسانية والسماوية لتقديس الإنسان وإسعاده.
المسيحي, بتواضع كامل. يرافق المسيح بدون قيد أو شرط, في صلاته وتقدمته للآب السماوي وعمل مشيئته. يقدس ذاته مقتديا بحياة معلمه الإلهي, ومعطيا لصوت المحبة, وجاعلا من ذاته, خادما للإنسانية المحتارة باختراعاها الفتاكة والمدمرة.
قيامة المسيح ومجده هما إشعاع محبة الصليب فينا. وعظمة الإنسان الذي هي في خدماته لإخوته البشر. طوبي للإنسان الذي يتأمل وجه المسيح المتألم ويشاركه أفكاره, لأنه سيجد جسد الرب القائم من بين الأموات, فتكون له الحياة.
المطران كريكور أوغسطينوس كوسا
أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك