يعد تدوير القمامة من المشروعات التي تدر دخلا كبيرا علي الاقتصاد, وتوفر فرص العمل, وتجعل المناطق السكنية غير ملوثة للبيئة, إلا أن هناك مشكلات تواجه التدوير, منها الشركات الخاصة التي تلقي بالقمامة في الجبل وتدفنها, ومن ثم إهدار ثروةكبيرة كان يمكن الاستفادة منها, وهو ما تم رصده عبر هذا التحقيق.
عشوائيات القمامة
قال اللواء محمد نبيل نبوي, رئيس هيئة تجميل ونظافة القاهرة, إن شركات المحافظة بدأت عملها في القاهرة, ولكن بسبب السلوكيات السلبية لبعض المواطنين لا يظل الأمر بشكله السئ من خلال وجود أماكن عديدة يتم فيها إلقاء القمامة بشكل عشوائي, كذلك هناك من تعامل مع جامعي القمامة بشكل سئ, وتشاجر معهم بسبب الرغبة في اقتناص القمامة وفرزها لما بها من مكاسب.
قالت د. وفاء محمد عبد الرحيم, أستاذة مساعدة بقسم ميكروبولوجيا البيئة بالمركز القومي للبحوث, إن هناك مواردا عديدة لا تستغل في المجتمع, منها إعادة تدوير القمامة, والتي تم استخدامها جيدا وبخطط مدروسة لقدمت عائدا كبيرا للاقتصاد المصري.
أكد د. محمد رجب, رئيس جمعية رجال جمع القمامة لتنمية المجتمع, علي أنه تم مخاطبة محافظة القليوبية لدعم مشروع تكسير البلاستيك بعزبة الأقباط بالقلج, خاصة أن هذا المشروع ليس من مصادر الحرق, ولكن المحافظة لم توافق علي ذلك المشروع, رغم عدم وجود أثار بيئية عليه.
مزايا إعادة تدوير القمامة
من جانبه قال الكتور جلال نوار رئيس شعبة بحوث الصناعات الكيماوية بالمركز القومي للبحوث, إن إعادة تدوير المخلفات باعتبارها مواد خام يعود بقيمة اقتصادية كبيرة وبيئية أيضا, كما أن هناك كثيرا من الدول المتقدمة تعتمد علي مخلفاتها, أما في مصر فهناك مجموعةمن الأمثلة تم فيها استغلال المخلفات منها إنتاج بديل اللوز الحلو من نواة المشمش المر, واستخدام مخلف الألومنيوم في إنتاج بعض مركباته ذات الأهمية الاقتصادية, بالإضافة إلي تدوير مخلف قش الأرز لإنتاج لب الورق بدلا من استيراده.
أكد حامد موسي رئيس شعبة صناعة البلاستيك باتحاد الصناعات المصرية, أن الإحصائيات الرسمية أوضحت أن القاهرة الكبري تضم أكثر من 1000مصنع وورشة تعمل في تدوير وتكسير مخلفات البلاستيك بشكل عشوائي, وأن تلك المصانع تتركز في مناطق الدويقة, قليوب, ومنشية ناصر, كما تعتمد علي جمع البلاستيك من القمامة وتكسيرها من دون فرز أو تصنيف, ثم تقوم ببيعه لتجار صينيين يعيدون تصنيفه كمنتجات صناعية منزلية.
أشار إلي أن الشعبة بصدد الإعداد لأكبر مشروع لتدوير مخلفات البلاستيك, وأنها تحتاج إلي مشاركة مصانع التدوير غير النظامية بعد انضمام أصحابها إلي عضوية الشعبية باتحاد الصناعات, والذي يتطلع إلي الاستفادة من خبراتهم, وإمكاناتهم في مجال جمع المخلفات بأنواعها.
تلال القمامة أمام المدارس
قال محمد عبد الحميد, مدير بإحدي المدارس بإمبابة, نحن نعاني دائما من تلال القمامة الموجودة باستمرار بجوار المدرسة, والتي تؤثر بشكل مباشر علي صحة الطلاب ونظافتهم, وتعرضهم بشكل مباشر للأمراض السارية, نتيجة وجود القمامة, إضافة إلي إعطاء مناظر غير سارة نتيجة وقوع هذه المدرسة علي الطريق العام, وهذه المشكلة نعاني منها منذ فترة طويلة رغم تقديم المدرسة مجموعة من الطلبات لمحافظة الجيزة لإيجاد الحلول المناسبة, ومنع انتشار الحشرات والذباب إلي ساحة المدرسة والفصول, ولكن دون جدوي.
مخلفات المستشفيات
من جهة أخري قال الدكتور جمال كامل طبيب بمديرية الصحة بالجيزة إن تراكم المخلفات والنفايات بجوار المستشفيات يشكل حظرا كبيرا علي الأشخاص الذين يتعرضون لها بشكل مباشر, حيث تنتقل الأمراض البكتيرية والفيروسية بسهولة عن طريق القمامة خاصة مخلفات المستشفيات والعيادات, مشيرا إلي أن هذه المشكلة باتت تواجه أرجاء البلاد كافة.
أضاف الدكتور جمال أن الخطورة تكمن في الأطفال عندما يلعبون ويترددون علي المناطق التي بها تجمع للقمامة, وتسهيل عملية نقل الفيروسات لهم عن طريق اللعب بجوارها, ففي بعض القري الفقيرة نجد الأطفال يلعبون بجوار شبكات الصرف الصحي وأكوام القمامة, حتي تعرض أحد الأطفال بالوغز في ساقه أثناء اللعب, وتبين أن إبرة طبية اخترقت ساقه وكانت ملقاة علي الأرض, مشيرا إلي أن الذباب والباعوض هما أكثر الأسباب لنقل الأمراض والعدوي من المخلفات إلي الإنسان, فنحن في حاجة إلي منع انتشار المخلفات خاصة في الأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات, حفاظا علي الصحة العامة للمواطنين.
تهميش عمل الزبالين!
نوه صبحي عبد المسيح, المسئول عن جمعية أبناء حورس لحماية البيئة بالخصوص, إلي أن مدينة الخصوص كانت قرية ثم أصبحت مدينة بمساحة 5كم, وهناك تربص من مسئولي الوحدة المحلية لأصحاب مهنة جمع القمامة بسبب وبدون, وعمل محاضر وهمية ومحاولة التعاقد مع شركات أجنبية وأستاد الأعمال لها وتهميش الزبالين, علي الرغم من خبرتهم في هذا المجال, وبالتالي سيكون هناك تأثيرا سلبيا لهذه المهنة, مما يهدد أسر هؤلاء من الناحية الاقتصادية, لأنها مهنتهم الوحيدة.
أشار إلي أن مسئولي الوحدة بالخصوص لا يؤمنون بإعادة تدوير المخلفات, علي الرغم من دعم وزارة البيئة لإعادة تدوير القمامة, وبالتالي يمثل هذا التعنت من قبل الوحدة المحلية عائقا مهما أمام تدوير المخلفات والحفاظ علي البيئة.
قال محمود عبد الحميد, صاحب حظيرة لتربية الخنازير, منذ 12عام وأنا أعمل في هذه المهنة بالوراثة ولم يشكو أحد من أقاربي أو العاملين بأي مرض, ولكن هناك مسئولي الوحدة المحلية يتربصون بنا بمحاضر وهمية.