[email protected]
رصدت وطني ما تعرضت له المنطقة الشرقية للحدود المصرية من هجمات مسلحة حاولت خلالها جماعات إسلامية من مصر وفلسطين فرض سيطرتها علي الحدود بهدف إقامة إمارة إسلامية بسيناء, قام خلالها المهاجمون برفع أعلام سوداء ووضعها بديلا عن الأعلام المصرية.
تم الإعلان عن بعض مرتكبي الهجمات من خلال تحقيقات النيابة بشمال سيناء حيث أكدت المصادر أنهم ينتمون إلي ما يطلق عليه جيش الإسلام بالتعاون مع بعض المصريين المفرج عنهم في قضايا ذات طابع إسلامي وينتمون إلي جماعات إسلامية كانت تستخدم العنف فيما مضي.. أثارت تلك المجموعات المسلحة ذعر المصريين بعد اختراق الطلقات النارية لمنازلهم وإصابة بعض أبنائهم.. دفعت البعض للتخوف من نية تأسيس قاعدة لهم داخل سيناء حتي أن البعض طالب بتعديل اتفاقية السلام للسماح بمزيد من قوات الأمن للحفاظ علي السيادة المصرية.
ففي يوم الجمعة قبل الماضي عاش أهالي العريش ليلة من أسود لياليهم منذ ثورة 25 يناير حيث فوجئوا بنحو مائة مسلح ملثمين يرتدون زيا أسود ويرفعون أعلاما سوداء ينتمون إلي تنظيمات وجماعات متطرفة وهم يندفعون بسيارات دفع رباعي حديثة.. يشهرون الأسلحة الثقيلة المحظور تداولها من مدافع آر. بي. جي وجرينوف وبنادق آلية.. في وجه العزل.. يطوفون المدينة لإرهاب الأهالي لإرهاب الأهالي وترويعهم والاعتداء علي كل من يحاول التقاط صور لهم.. ثم حاولوا اقتحام قسم أول العريش ولكنهم لم يتمكنوا فسارعوا باقتحام قسم ثاني العريش وإطلاق نيران أسلحتهم الثقيلة صوب القسم والموجودين بداخله.. حتي نشبت معركة استمرت لمدة جاوزت التسع ساعات.. وانتهت المواجهات الدامية باستشهاد خمسة أشخاص: ثلاثة مواطنين واثنان ضباط شرطة وإصابة 21 آخرين بينما أصيب واحد فقط من المهاجمين وقتل آخر.. المعتدون حملوا القتيل والمصاب وهربوا وتكثف الأجهزة المعنية جهودها لملاحقتهم وكشف هويتهم ومن يقف وراءهم ويمول عملياتهم الإجرامية حيث هذه المرة الثانية التي يتم فيها الهجوم علي قسم ثان العريش منذ اندلاع الثورة.
بعد بضعة أيام صرح عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء أثناء زيارته للمصابين بمستشفي العريش العام أن أجهزة أمن نجحت في القبض علي خمسة أفراد من المهاجمين وجاري التحقيق معهم لمعرفة هويتهم ودوافع الهجوم, وأضاف المحافظ أن هذا العمل يهدف لزعزعة الأمن والاستقرار للمحافظة خاصة أنها ذات طبيعة, وفي نفس السياق أكد مصدر أمني رفيع المستوي أن الأجهزة الأمنية ترجم أن منفذي الهجوم هم من نفذوا عملية تفجير محطات الغاز وأنهم مدربون تدريبا قتاليا عاليا, وتحركاتهم سريعة, وكان بينهم اثنان من القناصة نجحا في إصابة شرطي داخل مدرعة كانت تقف أمام القسم, وبعد إصابته تم نقله للمستشفي وتولي المهمة شرطي آخر إلا أن القناصة نجحا في إصابته هو الآخر, وأشار المصدر أن قوات الجيش والشرطة كان يمكن أن تحسم المعركة في وقت قصير لصالحها إلا أن تحصن المهاجمين بمنازل المواطنين جعل من الصعب إطلاق الرصاص بكثافة عليهم أو شن هجوما كاسحا.
قال شاهد عيان يدعي السيد سلامة من سكان المنطقة المواجهة للقسم إن عددا من المهاجمين يتحدث اللغة السيناوية, وأن عددا آخر منهم يتحدث بلهجة فلسطينية وقال شخص آخر يدعي محمد عبدالله إن المهاجمين عندما شاهدوه يقوم بتصوير ما يحدث بالموبايل صعدوا إلي شقته بالدور الثالث وقاموا بتحطيم الموبايل الخاص به.
كشفت التحقيقات الجارية أيضا عن أن تنظيم القاعدة له ضلع في تجنيد وتدريب عناصر تكفيرية خطيرة تسعي إلي القتال بضراوة في سيناء لتحويلها إلي إمارة إسلامية متشددة وتأكيد ذلك عبر البيان الإلكتروني المرسل من القاعدة بمسئوليتها عن الهجوم وتبريرها ذلك الفعل الإجرامي بأنه محاولة لفرض سيطرتها علي سيناء عن طريق طرد الشرطة والجيش المصري منها وتحويلها إلي إمارة إسلامية, وجميع أفراد التنظيم الذي أطلق علي نفسه جيش تحرير الإسلام أو جيش محمد تلقي تدريبات في قطاع غزة بعد الثورة من خلال تسللهم إلي غزة عبر الأنفاق.
وكانت هذه العناصر التي أطلق عليها الأمن المصري الخلايا الكامنة قبل الثورة, قد أفرجت عنهم وزارة الداخلية منذ شهرين, في إطار فتح صفحة جديدة وبعد خروجهم من المعتقل عادوا إلي سيناء وانضموا للتنظيم ووحدوا صفوفهم وقويت شوكتهم, خاصة بعد تدريبهم في قطاع غزة وتلقيهم الدعم المالي والعسكري من جيش الإسلام, وسبق أن وجهت لهم أجهزة التحقيق اتهامات مباشرة بتفجير محطات الغاز في سيناء وتفجير مقر مباحث أمن الدولة في رفح, وقتل عشرات من أفراد الشرطة وأفرادا لجيش, وقال خبراء عسكريون إن هذه المنظمة الإرهابية تغلغلت وانتشرت في سيناء – ذات الطبيعة الجبلية الأنسب لتحركات ثعالب القاعدة.