عمل الروح القدس في العهدين القديم والجديد
الروح القدس هو سبب قوة الكنيسة في العصر الرسولي
شرط الامتلاء من الروح القدس كان لازما لرسامة الخدام
عمل الروح القدس في الخادم الروحي
أنتم هياكل الله, وروح الله ساكن فيكم
ثمر الروح أهم بكثير للإنسان من مواهب الروح
الأحد المقبل إن شاء الله, سيكون عيد العنصرة, أو عيد حلول الروح القدس, ونود من الآن أن نعد له بحديث عن الروح القدس وعمله وشركته وثماره ومواهبه, ومجاله في تاريخ الكنيسة المقدسة.
الروح القدس هو روح الله القدوس وهو مصدر الحياة في الكون كله, سواء الحياة المادية, أو الحياة مع الله.
ومنذ البدء يحكي لنا الكتاب بأن روح الله كان يرف علي وجه المياه (تك1: 2). ويقول لنا الكتاب إن روح الرب قد حل علي بعض أشخاص في العهد القديم مثل شمشون وداود. وفيما بين العهدين حل علي زكريا وسمعان الشيخ, ويوحنا المعمدان الذي من بطن أمه امتلأ من الروح القدس (لو1:15).
وفي العهد الجديد حل الروح القدس علي التلاميذ, ومنحهم قوة للخدمة, وأعطاهم أن يتكلموا بألسنة لأجل نشر الكرازة والإيمان, وصار الروح القدس لجميع المؤمنين بل تفريق.
وواضح جدا أن الروح القدس كان سبب قوة الكنيسة في العصر الرسولي في القرن الأول.
لقد اشترط السيد المسيح أن لا يبدأ التلاميذ عملهم إلا بعد أن ينالوا قوة من الروح القدس.. وعلي الرغم من عمق الفترة التي تتلمذوا فيها علي يدي الرب, إلا أنه قال لهم لا تبرحوا أورشليم حتي تلبسوا قوة من الأعالي ومن أين هذه القوة؟
قال لهم ولكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودا (أع 1:8).
وصار الروح القدس مصدر قوة الكنيسة في كل عصورها
والكنيسة التي امتلأت من الروح القدس, صارت لها قوة في التعليم وفي الخدمة. وإذا بعظة واحدة ألقاها بطرس في يوم الخمسين يتحول ثلاثة آلاف إلي الإيمان المسيحي, لأنها لم تكن عظة بكلام عادي, إنما بالروح القدس.
يقول الكتاب وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع, ونعمة عظيمة كانت علي جميعهم (أع 4:33). وكان ملكوت الله ينتشر بقوة, حتي أنه إلي اقاصي المسكونة بلغت أقوالهم.
وكان الامتلاء من الروح القدس أول شرط لرسامة الخدام.
ليس فقط للدرجات الكبيرة مثل درجة الأسقفية التي لخلفاء الرسل, إنما أيضا حتي الشمامسة. فلما فكروا في سيامة السبعة, قالوا للشعب انتخبوا أيها الرجال الإخوة سبعة رجال منكم مشهودا لهم ومملوئين من الروح القدس والحكمة, فنفهمهم نحن علي هذه الحاجة, فاختاروا إسطفانوس رجلا مملوءا من الإيمان والروح القدس وفيلبس.. (أع 6: 3ـ5).
لذلك صارت هناك قوة لهؤلاء الشمامسة. ولما وقف اسطفانوس يحاجج بعض مجامع الوثنيين لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به (أع 6:10).
إن نجاح الخدمة ليس سببه مجرد مقدرات وكفاءات بشرية, إنما قبل كل شيء سببه هو عمل الروح القدس في الخادم الروحي..
فما هو عمل الروح القدس في الخادم الروحي؟
الروح القدس هو الذي يتكلم علي فمه, كما يقول الكتاب لستم أنتم المتكلمين, بل روح أبيكم وكما يقول أيضا تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به, وإن كانت الكلمةمصدرها الله, لابد أن تكون قوية. فكلمة الله قوية وفعالة ومثل سيف ذي حدين. ليست فصاحة بطرس الرسول هي التي كسبت ثلاثة آلاف في يوم الخمسين, إنما روح الله الذي فيه.
إن روح الله هو الذي يعطي للخدمة تأثيرا وثمرا..
وقد كان روح الله هو الذي يقود الكنيسة الأولي
هو الذي كان يختار الخدام. وفي هذا المجال يقول الكتاب عن الآباء الرسل وفيما هم يخدمون الرب ويصومون, قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه (أع 13: 2ـ4) إذن الروح القدس هو الذي يدعو الخدام. وماذا أيضا عن برنابا وشاول هذين؟