أعتذر لقراء جريدة وطني التي أحبها عن هذا الانقطاع الذي زاد علي شهر كامل… وأزعم أن وضعي في الصحيفة يختلف عن أصحاب الأقلام الأخري مع كامل الاحترام لهم وأسألك: هل رأيت في حياتك كاتبا قبطيا يكتب في صحيفة إسلامية؟؟ بالطبع هذا الأمر في رأيك مستحيل! وإذا تحقق فإنه سيلفت النظر ويكون محل تندر!! لذلك فحرص واحد زي حضرتي علي الكتابة في وطني التي تعبر بحق عن أقباط مصر أمر استثنائي بكل المقاييس, فالمعروف عني أنني أنتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين, رغم أنني في عملي النقابي بنقابة الصحفيين شديد الحرص علي أن أكون في خدمة المجتمع بغض النظر عن العقيدة أو الإيمان!!! وذلك من خلال عملي في لجنة الحريات التي أتشرف برئاستها! فما الذي دفع كاتبا إسلاميا إلي الحرص علي الكتابة في جريدة قبطية ذات صبغة قومية؟؟
هناك أربعة أسباب تحديدا تدفعني إلي ذلك أولها عامل شخصي, فقد كان مؤسس الجريدة أنطون سيدهم عليه ألف رحمة صديقي رغم فارق السن الشاسع بيننا, تعرفت عليه أواخر حياته ورأيته رجلا عظيما بكل المقاييس, ومازالت أواصر الصداقة والود متواصلة مع زوجته حفظها الله وابنه الباش مهندس.
والسبب الثاني أن كتاباتي في وطني تأكيدا للصبغة القومية للصحيفة القبطية, وصفحاتها مفتوحة للجميع بمن فيهم أبناء التيار الإسلامي من الإخوان وغيرهم الذين يحلمون بدولة يكون فيها الجميع علي قدم المساواة, لا فارق بين مسلم وقبطي وبرغم حماسهم لتطبيق الشريعة الإسلامية إلا أن الشعار الذي يحكمهم ما قاله نبي الإسلام عن غير المسلمين: لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
والسبب الثالث أنني أعتبر نفسي تلميذا في مدرسة إسلامنا الجميل التي تحرص علي التواصل مع الغير بدلا من مقاطعتهم والتربص بهم وليس هناك أفضل من جريدة وطني كجسر للتواصل ومد يد الصداقة.
وأخيرا فإن أصدقائي من الأقباط كثر والحمد لله, وأحب أن يعرفوا كيف أفكر وما هي نقاط الاتفاق والاختلاف بيننا, فمثلا كان لي موقف مختلف عن الكنيسة في قضية الزواج الثاني وكتبت رأيي بكل صراحة في صحيفة الدستور أكثر من مرة! وظننت وبعض الظن إثم أنه قد تم وضع فيتو علي شخصي في وطني! لكن صديقي رئيس التحرير يوسف سيدهم في مكالمة هاتفية معه نفي ذلك قائلا أنت واهم! وأنا لا أفكر بهذه العقلية… ابعت مقالك وبلاش كسل! ومقالي الأخير كان في ذكري وفاة والده أوائل مايو الماضي وبعد تلك المكالمة سارعت إلي الكتابة من جديد في جريدتي وطني ووضعت عنوان مقالي أنا زعلان جدا من نفسي وأعتذر وأعتذر بدلا من المرة مليون ويارب تساعدني علي الكتابة بانتظام في تلك الصحيفة التي أحبها.