أصدرت الدار المصرية اللبنانية مذكرات رجل الأعمال البارز رءوف غبور تحت عنوان ” خبرات ووصايا ” .. والتى تقدم خلاصة لمسيرة كبيرة حافلة بالخبرات والدروس والروابط التي تجمع بين رجال السياسة ورجال المال .. حيث رأس رؤوف غبور مجموعة شركات غبور لعدة سنوات، وكان العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة شركة جي بي غبور أوتو التي تأسست عام 1985 .. كما يقدم غبور في المذكرات خبرات تخطي الأزمات الكارثية التي هددت شركاته قبل أن ينتقل بها من الآفاق المحلية الى الأسواق الدولية.
إذ تحفل المذكرات بالعديد من الصور الإنسانية التي تكشف بساطة الحياة التي عاشها رءوف غبور منذ نشأته في حي منشية البكري، مرورًا بظروف تعليمه في مدارس “الجزويت” التي يعتز بالانتماء لتقاليدها العريقة، ويشير كذلك دراسته للطب والملابسات التي أدت لتفرغه للتجارة والبيزنس.
بدأ غبور مشواره المهني بعد دراسة الطب بالعمل في شركة العائلة ذات الصيت الذائع في تجارة قطع غيار السيارات، واحتل مكانة مرموقة بقطاع الإطارات داخل الشركة، ثم حصل على عقود توزيع حصرية لعلامات تجارية عالمية، ثم استقل وأسس شركاته الخاصة به، وقد نجح على مدار السنوات الماضية في تطوير وتنمية أعمال شركاته حتى أصبحت من بين أبرز الشركات الرائدة في مجال تجميع وتوزيع السيارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويُشير ” غبور فى مذكراته للجوانب الخفية في بيزنس صناعة السيارات عربيًّا وعالميًّا، ويكشف خفايا صفقات السنوات الأخيرة من حكم الرئيس العراقي صدام حسين وما عرف بعدها بصفقات ” النفط مقابل الغذاء “..
وينصح صاحب المذكرات رجال الأعمال الشباب بعدم الانخراط في العمل السياسي، قائلًا: “أدليت بدلوي في السياسة، وقد خرجت منها سريعًا، وبلا رجعة، لم أندم على التجربة، لكني لا أنصح رجل أعمال ناجحًا بأن يشتغل بالسياسة. لأنني لم أربح من ورائها أي شيء”.
كتب ” غبور ” مذكراته تحت إلحاح الأصدقاء، وحسمت تداعيات المرض تردده، ويتوقف في المقدمة أمام نصيحة تلقاها من مديري أحد البنوك كانت دافعًا لكتابة مذكراته إذ قال له: “اكتبها .. ليس فقط من أجلك أنت أو من أجل عائلتك. ولكن من أجل الشباب المصري، فهم يحتاجون إلى أن يقرأوا بالتفصيل قصص شخصيات ناجحة، وحكايات من شخص قد يكون مثلهم، بدأ بداية بسيطة، حيث لم تكن ظروفه مثالية، وتعرض لمشاكل كثيرة، لكنه استطاع النجاح ثم التألق، بالعمل الشاق والمثابرة.”.
ويقدم رءوف غبور الكثير من النصائح لمن يعملون في المجال العام مؤكدًا أن التسامح هو الذي أوصل أفراد عائلته للنجاح، وصاروا قدوة إلى الأبد، فالقوة ليست في الفتونة والبلطجة وامتلاك السلطة والأموال. ويقول إن السمعة النزيهة تفتح أبواب العمل .. وقام ؟غبور” بسرد تجاربه المختلفة، منها تجربة زواجه وعلاقاته الأسرية، وخبراته الروحية التي عاشها بعد تجربتي السجن والمرض، فقد أعاد ترتيب أولوياته وبات أكثر قدرة على تفهم الإنجيل والتعمق في معانيه والتفرغ أكثر للعائلة، إلى جانب توجيه الدعم لكثير من المشروعات متناهية الصغر ومختلف وجوه العمل التنموي والخيري .