تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج”الحرب العالمية الثالثة” على ضوء شن روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا.
وأثار مشهد انفجار صواريخ في أوكرانيا حالة ذعر من اندلاع حرب عالمية جديدة في مشهد يذكرنا بأفلام هوليود عن الحرب، وفي هذه الأوقات يمكن أن نأخذ من هذه الأفلام عظة كونها تجسيد حي لما يمكن أن تفعله الحرب بالبشر وتأثيرها المدمر على حياة شعوبها وفي السطور التالية نستعرض أهم الأفلام التي تناولت الحربين الأولى والثانية.
الحرب العالمية الأولى :
لم تحظَ الحرب العالمية الأولى “يوليو 1914- نوفمبر 1918″، بنفس اهتمام الحرب العالمية الثانية من صناع الأفلام، والسبب يعود غالبا إلى حدوثها، في مرحلة كانت لا تزال فيها صناعة السينما تخطو خطواتها الأولى، وعندما نضجت هذه الصناعة إلى حد ما، كانت الحرب العالمية الثانية قد بدأت، وتركت الأثر الأكثر بقاء في ذاكرة العالم. لكن حتى مع فارق الاهتمام، أنتجت السينما العديد من الأفلام العظيمة عن الحرب “الأولى”، نستعرض هنا بعضها:
– The Red Baron – 2008
فيلم ألماني عن تجربة “بارون مانفريد فون”، أشهر طيار ألماني أثناء الحرب، وإحساسه بالعجز أمام استغلاله كمجرد “بروباجندا” للحرب التي يكرهها، من قِبل القادة العسكريين.
– Legends of the Fall – 1995
ملهاة مأساوية على طريقة “شكسبير”، عن تقاطع الحرب مع أسرة أمريكية مكونة من أب وأبنائه الثلاثة. الفيلم كان واحدا من أربعة أفلام متتالية خلال عامين، جعلت “براد بيت” ينتقل من خانة “من هو براد بيت” بين منتجي هوليوود، إلى خانة “أريد براد بيت في فيلمي”!
– Sergeant York – 1941
الفيلم مقتبس عن سيرة ذاتية لـ”إيلفن كولوم يورك”، ويستعرض ذكريات أحد أشهر الأبطال الأمريكيين خلال الحرب العالمية الأولى. منذ عام 1919، ولمدة سنوات بعدها، رفض “يورك” تماما فكرة إنتاج فيلم عن سيرته الذاتية، لكن عندما أصبحت الحرب العالمية الثانية على الأبواب، اقتنع أن ظهور فيلم دعائي عن الوطنية، أصبح واجبه تجاه بلاده، لكنه رفض تقاضي أي أجر مادي عن الفيلم، وخصص المبلغ بالكامل للمشاركة في بناء مدرسة
– War Horse – 2011
هل يمكن تخيل حصان كمحور ونقطة ارتكاز درامية لفيلم عن الحرب؟ المخرج الكبير “سيبيلبرج” نجح من قبل في جعل كائن فضائي، محورا ونقطة ارتكاز لفيلم عن الإنسانية والسلام والصداقة، ولهذا تبدو مهمته في “حصان الحرب” سهلة نسبيا
– The African Queen – 1951
صاحب قارب حاد الطباع، في مهمة خاصة داخل إفريقيا مع بريطانية أرستقراطية؛ لتدمير قارب ألماني يترصد أي هجوم بريطاني أثناء الحرب. أصبح فيلم المخرج “جون هيوستن” أحد أشهر كلاسيكيات الخمسينيات، وفاز عنه النجم “همفري بوجارت” بأوسكار أفضل ممثل، بينما نالت زميلته “كاثرين هيبورن” شرف الترشح فقط
– The Grand Illusion – 1937
أحد أشهر وأعظم أفلام السينما الفرنسية للمخرج العظيم “جان رينوار”. جنديان فرنسيان معتقلان يحاولان مرارا وتكرارا، الهرب من السجون الألمانية.
– Gallipoli – 1981
جنديان أستراليان وبطلا رياضة العدو في الأساس، في مواجهة على خط النار مع الجيش التركي أثناء حملة “جاليبولي” الشهيرة. الفيلم له فضل كبير في انتقال المخرج “بيتر وير”، ورفيقه الممثل الشاب “ميل جيبسون”، لاحقا إلى هوليوود.
– All Quiet on the Western Front – 1930
الفيلم مقتبس عن رواية كتبها الألماني “إريش ماريا رمارك” بنفس الاسم، عن تجربته الشخصية مع الحرب. يستعرض الفيلم معاناة جندي ألماني شاب وسط جحيم الحرب، والمعاناة الأكبر التي يواجهها أي جندي عند عودته، ومحاولة التأقلم مع الحياة العادية من جديد، بعد كل التشويه النفسي الذي مر به. تم إنتاج نسخة أخرى عام 1979، لكن تظل النسخة القديمة، رغم شكلها العتيق المسرحي، الأشهر والأكثر شعبية.
– Paths of Glory – 1957
عندما يرفض مجموعة من الضباط الفرنسيين مواصلة هجوم انتحاري، لا أمل في نجاحه، على ثكنة ألمانية، تُقرر القيادات جعلهم كبش فداء للفشل، وتحويلهم للمحاكمة العسكرية.
يعد الفيلم تحفة “ستانلي كوبريك” الكئيبة، التي أخرجها وكتبها وعمره 29 عاما فقط، عن رواية بنفس الاسم للأديب “همفري كوب”، التي تستحق مكانتها عن جدارة في تاريخ السينما. أكثر من نصف قرن مرت على صناعة الفيلم، لكن أفلام حربية معدودة يمكنها منافسته في الذاكرة، وعلى الأغلب سيظل محتفظا بنفس الرونق بعد نصف قرن آخر من الآن.
– Lawrence of Arabia – 1962
فيلم المخرج “ديفيد لين”، عن قصة أكثر الشخصيات إثارة للجدل في صفوف المخابرات البريطانية، وصراع الهوية والولاء بين أصله البريطاني، وتأثره بأصدقائه العرب، لا يعتبر فقط أحد أفضل الأفلام التي دارت أحداثها خلال الحرب العالمية الأولى، لكن أيضا أحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما، ومحطة هامة في صناعة الأفلام الملحمية، تركت تأثيرا كبيرا على عشرات المخرجين والفنانين لأجيال وأجيال. الفيلم كان المحطة الأولى للممثل المصري “عمر الشريف” في السينما العالمية، وقد فاز عنه بترشيح أوسكار كأفضل ممثل مساعد.
الحرب العالمية الثانية :
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية باستسلام اليابان ، أنتج الكثير من الفنانين السينمائيين أعمالاً تتعلق بالحرب وخلفياتها، وربما تكون الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب تناولاً في عالم صناعة الأفلام، فتعددت الأفلام والروايات عنها والتي جسدت حقبة تاريخية هامة على المستوى العالمى، ليتصارع جميع المخرجين والمنتجين والكتاب لانتاج أفلام وروايات تضع تصورا لتلك الحقبة الهامة فى تاريخ العالم.
-!Tora! Tora! Tora 1970
على عكس الأفلام الأخرى التي تتناول الهجوم الشهير على القاعدة البحرية في بيرل هاربور، فإن هذا الفيلم يتمتع بالواقعية في تفصيل الهجوم وسياقه، اسم الفيلم هو الرمز الحربي الياباني الذي استخدم للدلالة على الهجوم كما أنه سردٌ موثوق لحادثة تاريخية مفصلية في الحرب العالمية الثانية ويعكس الموت والدمار الذي أوقعه الهجوم في 7 عام 1941 بطريقة مثيرة.
-The Bridge 1959
هذا الفيلم من ألمانيا هو أحد الأفلام القليلة التي تصور فترة الحرب في ذلك البلد دون أي نوع من الدعاية أو الأيديولوجيات أو الفروقات السياسية، وهو من إخراج الممثل (برنارد ويكي) الذي يصور كيف أن الأولاد الألمان في سن المراهقة تُركوا وحدهم للقتال حتى الموت، فيوضح الفيلم جنون الحرب وهو تأملٌ للدور الذي يلعبه المراهقون في السياسة والمجتمع أثناءها.
على عكس غالبية أفلام الحرب لا يُمجد الفيلم الانتصار بل يستعرض المذاق المرير للهزيمة، وهو عبارة عن دراسة متعمقة لموضوع المراهقين النازيين الذين غُسل دماغهم وهم بالكاد يبلغون من العمر 15 عاماً وكيف تم تكييفهم للحرب، رُشح الفيلم لأوسكار أفضل فيلم أجنبي في عام 1960.
-The Boy in the Striped Pajamas 2008
استناداً إلى الرواية الأكثر مبيعاً للكاتب الإيرلندي (جون بوني) والتي تحمل نفس الاسم تناول الفيلم قصة تحكي أحداث الهولوكوست من منظور طفل، حيث يُنظر إلى القصة من خلال عيون (برونو)، وهو ابن قائد في الحزب النازي تشجعه عائلته على كراهية اليهود لكن هذا الأمر يصبح صعباً عليه عندما يعيش بالقرب من معسكر الاعتقال أوشفيتز ويلتقي مع (شاموئيل) وهو صبي يهودي أسير في المعسكر، وأولاد أخرين يبني معهم صداقاتٍ سراً.
على الرغم من أن (برونو) يعيش قريباً من حالة و وضع مأساوي، إلا أنه يتمتع بطفولة عادية، يعيش ببساطة وحرية، في حين أن حياة (شاموئيل) مقيد بالظلم والوحشية، هذا التباين موجود على مدار الفيلم نتيجةً لتجاور حياة الصبيين، غير أن نقاء صداقتهما ينير ظلام الأجواء وتعاستها بلمسة سحرية.
-Enemy at the Gates 2001
كانت معركة ستالينجراد واحدة من المفاصل الرئيسية في الحرب العالمية الثانية، حيث حارب السوفييت ضد الألمان والرومانيين والإيطاليين والهنغاريين والكرواتيين، ورغم كل الصعاب فاز السوفييت، وكما هو الحال في كل المعارك الكبيرة يرتقي عددٌ من الأبطال العظماء، وكان واحدٌ منهم هو (جود لو) بدور القناص السوفيتي (فاسيلي) والذي أصبح اسطورةً في بلده بسبب موهبته في إرداء الأعداء قنصاً.
وبسبب مهارته تمكن (فاسيلي) من قتل أفضل قناص نازي وهو (الرائد كوينغ) في ميدان المعركة بعد لعبة قط لفأر مالت لصالحه، كما سنرى بعين الجندي السوفيتي الشاب كيف واجه الحب والخوف والخيانة، الفيلم خلاصة للمواجهات الفردية والحركات التكتيكية والدراما التاريخية التفصيلية، فقد قام المخرج (جان جاك أنوود) بنقل المعركة التي خاضت فيها جيوش عظيمة من خلال تجربة قناصين اثنين تحاربوا في معركة ستالينجراد.
-Grave of the Fireflies 1988
يُعدّ استوديو غيبلي الياباني أحد أهم استوديوهات الرسوم المتحركة في العالم السينمائي حالياً، أفلامه تلقى احترام الصغار والبالغين وتمزج بين الخيال والواقع وتشكل مدخلاً للغوص في الطبيعة البشرية، وأحد أهم أفلامه، ناهيك عن الفيلم المحبوب Spirited Away، هو فيلم Grave of the Fireflies المميز للغاية والسابق لأوانه في أسلوب الرسوم المتحركة والذي يحكي قصة أخ وأخت نجوا من الحرب لكنهم تركوا وحدهم دون مأوى أو طعام أو ملابس.
تستسلم الشخصيات لليأس بسرعة كبيرة وتصبح علاقتهم الأخوية مؤثرة جداً في المُشاهد مع تحول حياتهم من سيئ إلى أسوأ، هذا فيلم سيصيبك بحزنٍ عميق وكبير، وهو تحفة في تاريخ الرسوم المتحركة.
-The Thin Red Line 1998
لظهوره في نفس العام الذي ظهر فيه فيلم Saving Private Ryan سرق عمل (سبيلبيرغ) الأضواء والاهتمام من هذا الفيلم الذي احتوى على العديد من العناصر وعوامل النجاح، فقد ضمّ طاقماً رائعاً وخبراء مختصّين لمشاهد معارك وإخراج متقن، كان الفارق واحداً، أنّ (سبيلبرغ) ذو مسعى تجاري واضح بينما كان المخرج (تيرينس ماليك) أكثر ميلاً للتأمل والعاطفة.
فهذا الفيلم عاطفي أكثر من العديد من أفلام الحرب الأخرى، طريقة تصويره تحليلية تعالج الأسئلة المتعلقة بالموت ومعنى الحياة كما هو الحال في الكثير من أعمال (مالك)، وبطريقة فلسفية يتحدث هذا الفيلم عن جمال الطبيعة ومباديء الإنسان المنسية والروح الإنسانية الراغبة في النجاة.
-Schindler’s List 1993
سيرة ذاتية لأحد الصناعيين الألمان الذي أنقذ ما يقرب من 1200 يهودي خلال فترة الهولوكوست، القصص المتداخلة والشخصيات والمشاعر الغامضة جعلت المخرج (ستيفن سبيلبرغ) يبدع في تجسيد قصة مظلمة عن الخلاص ويمنحنا عمل مذهل بصرياً، كما ستشعر بعواطف المخرج والشخصيات وستؤثر بك عاطفياً لأبعد الحدود وستتعلم أنه لا توجد حياة بشرية أكثر قيمة من غيرها.
-Saving Private Ryan 1998
أحد أكثر أفلام الحرب شعبيةً لدى الناس، حيث يجمع بين عناصر الترفيه القوية وعدد من اللحظات العنيفة والعميقة والنتيجة هي تحفة فنية بامتياز، وقد نوقش مشهد المعركة في شاطئ أوماها في البداية كثيراً في ذلك الوقت، إذ كانت كلفته وحده 11 مليون دولار، واستعمل فيه 40 برميل من الدم المزيف وشارك أكثر من ألف شخص في تصويره، وقد درس المخرج (ستيفن سبيلبرغ) الصور التي التقطها مصور الحرب الشهير (روبرت كابا) من غزو نورماندي وأعاد إنتاجها لأجل الفيلم مما منح المخرج إحساساً بالواقع نقله لعمله.
-Das Boot 1981
فيلمٌ واقعي بشكل غير اعتيادي فيما يتعلق بالمؤثرات الحقيقية لكن أحداث الفيلم تدور حول قصة خيالية للغواصة U-96 وطاقمها ويصور بحرفية إثارة المعركة والملل من المطاردات العقيمة، ويظهر الفيلم أفراد الغواصة وهم يحاولون بذل قصارى جهدهم لأجل رفاقهم وبلادهم، وهو تجسيد لأعمال الكاتب (هرمان ملفيل) في كل من البيئة البحرية والمسحة الأخلاقية، لكنه يستند أكثر على رواية بذات الاسم لـ (لوثر غونتر باخهايم) والفيلم كان في الأصل سلسلة مصغرة من ست ساعات للتلفزيون، كما أنه لا يركز على الأبطال أو الأشرار أو الضحايا لكنه يعرض كيف أن عدداً من الشخصيات تقاتل من أجل البقاء والانتصار.
-Downfall 2004
أو Der Untergang هو فيلم ألماني-نمساوي ذو طرحٍ فريد، فلا يركز على المعارك أو الجماهير ولكن على أحد الشخصيات المركزية في الحرب العالمية الثانية، أدولف هتلر، حيث يقوم (أوليفر هيرشبيغل) بتجسيد حياة هتلر وقراراته ومخاوفه في الأيام العشرة الأخيرة لحكمه، وأخيراً موته داخل مخبأه في برلين، يضيف الممثل (برونو غانس) لسيرته الذاتية رصيداً مميزاً بالأداء الذي لا ينسى في الفيلم.
إنه دراما حربية مؤثرة ودقيقة تروي ما حدث من وجهة نظر ألمانية وتنظر بإنسانية إلى هتلر وقادته كونهم بشر آمنوا بأيدلوجية معينة وتفانوا في تحقيقها حتى أوصلتهم إلى نهايتهم.