يعتبر دير لافرا رقاد والدة الرب “سفياتوجورسكايا” أحد أشهر الأديرة في أوكرانيا. وقد قرر السنودوس المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية في عام 2004 منح هذا الدير وضع “لافرا” الذي تتمتع به أكبر الأديرة للرهبان في روسيا وأوكرانيا، ويقع الدير بالقرب من مدينة سفياتوجورسك في مقاطعة دونيتسك (جنوب شرق أوكرانيا).
قد استقروا أوائل الرهبان في المنطقة المعروفة بـ”الجبال المقدسة” في القرن الرابع عشر أو الخامس عشر الميلادي وعاش الرهبان في كهوف في التلال الطباشيرية الواقعة على ضفة نهر “سيفيرسكي دونيتس”، وحفروا داخلها صوامع وكنائس ومع ازدياد عدد الرهبان، توسع الدير وضمت إليه أراض جديدة وكنائس عدة بنيت على ضفة النهر.
وفي عام 1787 أمرت الامبراطورة يكاتيرينا الثانية بإغلاق الدير في إطار حملتها لتقليص عدد الأديرة في روسيا ومصادرة أراضيها الشاسعة ولم يتبق من مباني الدير القديم إلا كنيسة رقاد السيدة وكنيسة القديس نقولاي الواقعتين على التلال.
في عام 1844 أعيد افتتاح الدير بأمر الامبراطور نقولاي الأول وبحلول مطلع القرن العشرين شهد الدير مرحلة ازدهار لا نظير له. وأصبح أحد أكبر الأديرة في الامبراطورية الروسية وكان فيه قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914 نحو ستمائة راهب
بعد وصول البلاشفة الى السلطة في عام 1917 وبدء اضطهاد الكنيسة، تعرض دير “سفياتوغورسكي” لأعمال نهب وسلب، وتم إغلاقه في عام 1922، وفي مكانه أفتتحت دار استجمام لعمال المناجم في منطقة الدونباس، وتم تحويل كنيسة الرقاد أهم كنائس الدير، إلى دار سينما.
وفي عام 1992 بعد تفكك الاتحاد السوفيتي أعادت السلطات الجديدة الدير للكنيسة. وفي عام 1995 بدأت أعمال إعمار مباني الدير بعد أن ازداد عدد الرهبان الذي يتجاوز 100 شخص.