قال مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن مؤسس الكرسي المرقسي القديس مارمرقس الرسولي ان صورته الحقيقية قدس أقداس لا نقترب اليها الا بالصلاة والتأمل، حياته واستشهاده علامة فارقة ومهمة فى التاريخ وعودة رفاته لمصر كانت فرحة مهيبة نتذكرها جيلا بعد جيل .
كان بيته أول كنيسة مسيحية بالعالم فيه أكل السيد المسيح الفصح مع تلاميذه، وفيه حلَّ الروح القدس على التلاميذ … هذا هو الرسول مرقس الذى لم تقتصر كرازته على مصر فقط، وما يتبعها من الخمس مدن الغربية، وإنما بشر أيضا فى اليهودية وبعض جهات آسيا وبشر فى قبرص، وأشترك فى تأسيس كنيسة رومة.
· هو واحد من الاربعة بشيرين الذين كتبوا لنا الاناجيل، وكرزوا بها فى المسكونة كلها.وهو مؤسس أعظم مدرسة لاهوتية أدت خدمات للعالم كله، وأخرجت كثيراً من أبطال الإيمان( مدرسة الاسكندرية)
· كان لمجاهرته بدحض العبادات الوثنية ادى الى ايمان الكثيرين بالمسيحية فقام الحكام والوثنين عام 68 بالهجوم على كنيسة بوكاليا واقتحموها وكان القديس يرفع الذبيحة فقبضوا عليه وربطوه بحبل ضخم وجروه فى الشوارع والطرقات وهم يصيحون”جروا التنين إلى دار البقر” ولما تعبوا من جره ألقوه فى سجن مظلم وفى صباح اليوم التالى أخذوه من السجن وربطوا عنقه بحبل غليظ، وظلوا يعيدون الكرة فى جره وسحله على الارض حتى استودع القديس روحه فى يد الله.
· وبعد أن فشل الوثنين فى حرق جسده لهبوب ريح شديدة أعاقتهم عن هذا العمل أتى جماعة من المؤمنين وحملوا الجسد إلى كنيسة بوكاليا ووضعوه فى تابوت وصلي عليه خليفته القديس انيانوس مع الاكليروس والشعب.. ونال القديس مرقس 4 اكاليل: الشهادة والرسولية والبشارة والبتولية..
· ظل جسد مرقس ورأسه معا فى تابوت واحد حتى سنة 644م وكان هذا التابوت محفوظا فى كنيسة بوكاليا(دار البقر) ويروى لنا التاريخ ان رأس القديس مارمرقس سرقت أو على الأصح حاول أحد البحارة سرقتها أبان الفتح العربى ولكنه لم يستطع لرفض المركب السير فاكتشف الأمر عمرو بن العاص هذا الأمر فأمر بإرجاع الرأس إلى الأقباط ووردت هذه القصة بأكملها فى سنكسار8 طوبه.
· كان لأثر تلك الحادثة أن انفصل الجسد عن الرأس ..فتسلم الرأس البابا بنيامين حتى يبنى لها كنيسة، بينما كان الجسد فى حوزة الروم الملكيين فى كنيسة بوكاليا وظل هذا الإنفصال قروناً .
· بعد سنوات من الجفاء، بدأت أولى مراحل التواصل ما بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، بعد انضمام الكنيسة القبطية لمجلس الكنائس العالمي في العام 1963، وكان مسؤول الحوارات المسكونية وقتها أسقف الخدمات العامة الأنبا صموئيل، وجرت اتصالات ما بين الكنيستين، حتى طلب البابا كيرلس السادس من بابا روما الراحل بولس السادس، استعادة رفات مارمرقس.
· وبالفعل وفى مثل هذا اليوم سنة 1968 م وفي السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس عاد إلى القاهرة رفات القديس العظيم ناظر الإله الإنجيلي مارمرقس الرسول، بعد أن انتدب البابا كيرلس السادس وفدا رسميا للسفر إلى روما لتسلم رفات القديس مرقس الرسول من البابا بولس السادس. وتألف الوفد من عشرة من المطارنة والأساقفة بينهم ثلاثة من المطارنة الأثيوبيين ومن ثلاثة من كبار أراخنة القبط.
· وأرسل البابا كيرلس السادس وفد رفيع المستوى، من عشرة مطارنة وأساقفة، ذهبوا في موكب رسمي إلى القصر البابوي في مدينة الفاتيكان، وقابلوا البابا بولس السادس، وتسلموا منه الرفات.وأختار البابا كيرلس، مطران أسيوط الراحل، الأنبا ميخائيل ليكون رئيس للوفد، نظرًا إلى إجادته اللغة الإنجليزية، بالتعاون مع أسقف البحث العلمي الراحل، الأنبا غريغوريوس، الذي كان يجيد أكثر من 9 لغات.
· هذا وحضر إحتفالية عودة الرفات عدد من رؤساء كنائس العالم والسفراء فى جميع أنحاء العالم بالإضافة لملايين من المصريين والأقباط فى مشهد مهيب، وأصر البابا كيرلس على الصعود إلى سلم الطائرة لاستلام الرفات بنفسه، وحمله على كتفه وسط تراتيل الشمامسة، وصراخ وهتفات الفرح من الأقباط الذين حضروا إلى المطار، الأمر الذى سُجل على صفحات التاريخ المصرى والقبطى، فمثلما قدمت الكنيسة شهداء من أجل التمسك بالعقيدة المسيحية قدمت أيضا برهانا على تقديرهم للبطريرك الأول حامى الإيمان.