نعترف جميعا أن هناك أزمة تتجسد في خلل طرأ علي العلاقة بين المسيحيين والمسلمين ومن خلال حوارات مختلفة وكتابات متعددة,يمكن تشخيص الحالة في كثير من العوامل المسببة..انفلات كثير من وسائل الإعلام المختلفة والتي تلهب المشاعر وتشيع فكر التكفير والتعكير,وسياسة الإقصاء والفرز علي ساس ديني في بعض المواقع ,كذلك كتابات بعض الكتاب,الذين تتمحور كتاباتهم في تفكير دائري معاد أفكاره,لدرجة الملل بالهجوم علي عقيدة الآخر.كذلك وجود جماعات لها مصالح خارج حدود الوطن,تنفخ في النار لتزداد اشتعالا والاختباء في الهوية الدينية,وضعف الهوية الوطنية والقومية,كذلك الثقوب المختلفة في النظام التعليمي,الذي يفتقد القدرة علي غرس روح المواطنة والانتماء وإشاعة فكر التسامح والمساواة والإخاء,كذلك ظهور بعض رجال الدين من الطرفين في وسائل الإعلام الذين لايجيدون التشخيص ولا القدرة علي الحوار بل التورط أحيانا فيما يجرح فيزيد الأمر تعقيدا..
والحقيقة أن كثيرا من الآراء حاولت أن تطرح حلولا لهذه المشكلات ولكني أري كمواطن متابع ومهموم بقضايا الوطن أن الحل الأمثل والمؤثر بجانب الحلول الأخري هو ضرورة التمثيل الفاعل وليس الرمزي للأقباط في المجالس النيابية والإعلام والفرق الرياضية في الأندية المختلفة والجامعات والأحزاب ومن المخزي لا نري أي تواجد في كثير من المواقع للأقباط وأظن أننا لن نعدم الوسيلة لتحقيق هذا التواجد إذا خلصت النية,مع العلم أني لست من أنصار الكوتةالتمثيل النسبيولكن التمثيل الفاعل هو الطريق الأمثل لإعادة ترميم الوجدان وإعادة المفاهيم الصحيحة للعقل الجمعي,الذي يؤكد علي شرف الانتماء والمواطنة والمساواة والتآخي وكل القيم السامية.
صدقوني أن الحكمة تؤكد أن الخيوط المتشابكة تصنع ثوبا متينا,والتي تجعل كل طرف في وجدان الآخر,بالامتزاج والانصهار وليس بالتواجد الأحادي,ومصر بتراثها الحضاري وأصالة شعبها قادرة أن تتخطي كل التحديات والصعاب والتاريخ يشهد,وعلينا أن نتذكر دائما نصر أكتوبر المجيد,الذي تعالت فيه صيحة الأبطال الله أكبر,لتتردد صداها مع صيحات حفرت في الذاكرة تاريخا رائعا,بأن الدين لله والوطن للجميع.
خبير تربوي
عضو اتحاد كتاب مصر