“هو انا GPS ؟! أنت فاكر إنك إتجوزتني علشان كل يوم أدور لك على فردة الشراب اللي على طول ضايعة منك؟! ” جملة استنكارية قالتها الزوجة بصوت يقترب من الصريخ وخرجت مسرعة من الغرفة ودخلت الغرفة الثانية وأغلقت الباب بعصبية شديدة.
بعد لحظات خرج الزوج مرتديا قميص وفردة شراب واحدة في القدم اليسرى متعجبا من تصور زوجته السادج أن ال gps يمكنه العثور على فردة الجورب متناسية أنها زرقاء اللون، وجلس على كرسي الأنتريه واضعا ساقا فوق ساق بتعالي شديد وبدت في عنيه ملامح الحزن بسبب تدني المستوى الثقافي والعلمي لزوجته؛ وتمنى أن تهدأ قليلا حتى يخبرها أن لون فردة الجورب الأزرق الذي لا تراه الطائرات حتى لوكانت أف 16 في حالة شنها غارة على منطقة ما، وقد لا يلتقطته الرداد على الطريق السريع من الطبيعي أن لا تتمكن من العثور عليه عن طريق الـ GPS .
أقترب من باب الغرفة المغلق وطرق طرقتين وقال بصوت هادىء: حبيبتي أنت ناسية أن فردة الشراب لونها أزرق؛ فا مش هاتبان على الـ Gbs صرخت الزوجة بصوت مكتوم داخل الغرفة وقائلة صبرني يارب.
زاد تعجب الزوج من طلبها الصبر وعاد لنفس المقعد وجلس مرة آخرى متسائلا عن سبب عصبيتها الغريبة: فهي مسئولة عن كل مايخض المنزل وعلى رأس المسئوليات “فِرَد” (جمع فردة)الشراب التي تختفي دائما ولا يعرف سبب لذلك، جلس مكانه وقال لنفسه ثم أن طبيعة عملها تتسق تماماً مع فكرة البحث عن كل ما أختفى في المنزل وهو يعرف أنها مميزة جداً في عملها وتحصل على تقدير رؤسائها دائما.
ألتفت ناحية الغرفة وصرخ فيها بصوت صارم: “أنت نسيتي أن طبيعية شغلك قائمة ومعتمدة على قدراتك على البحث يعني إيه مش عارفة تدوري على فردة الشراب”، فتحت باب الغرفة وأقتربت منه ووقفت أمامه تماما ووضعت يديها في وسطها: يا أستاذ انا باحثة في مركز البحوث الزراعية مش باحثة عن شراب سيادتك، ودخلت الغرفة مرة أخرى ونتج عن غلقها الباب بعصبية صوت يشبه الإنفجار.
أخرج الموبايل وكتب لها رسالة قصيرة يطلب منها الخروج سريعاً لأنه لايستطيع المعيشة بدونها، سمع صوت وصول الرسالة لها، وانتظر قليلا لم تبدي أي رد فعل فأرسل لها نفس الرسالة مرة أخرى، وظلت على موقفها بعدم الرد عليه، في المرة الثالثة كتب لها أنه بدونها نصف، وبها فقط يصبح واحداً صحيحاً، خرجت مبستمة سعيدة وبدت على ملامحها الحب هي تعرف جيداً مدى حبه لها وهي أيضا تعشقه وتدرك تمام مدى أهميتها بالنسبة له، وأنه لايستطيع المعيشة بدونها وأنه لن يكون كاملاً إلا بها كما كتب في رسالته الثالثة، وسألته بصوت رقيق: حبيبي أنت ليه بتكبت في الرسائل إنك ماتقدرش تعيش من غيرها مش المفروض تكون من غيرك؟ عاد للجلوس مكانه مرة أخرى ووضع ساقه المرتديه “فردة” الجورب فوق الأخرى ورد بمنتهى التعالي : لأ طبعا الأصح ما أقدرش أعيش من “غيرها” لأني اقصد فردة الشراب.
أخبار ذات صلة