ظهر على وجه الزوج السعيد المبتسم دائما خارج المنزل علامات التعجب والدهشة من عدم رد زوجته على سؤاله رغم أنه على يقين بأن السؤال بديهي جدا بل من حقه أن يطرح أي عدد من الأسئلة في أي وقت، وعليها الإجابة دون اختزال أو اختصار لأنه ليس فقط رجل البيت وإنما كما كانت تقول له والدته دائما “سبع البرومبة”.
بدأت الحكاية عندما دخل السيد “سبع” المطبخ وقت الظهيرة ولمح بطرف عينه اليسرى آله لم يراها من قبل، فسأل بعفوية شديدة زوجته : أيه الاختراع دا ؟!عن أجابت بسرعة – وعينيها تسيل منها الدموع تأثرا ببصلة ضخمة تقطعها مستخدمة سكينا متوسطة الحجم تحملها في يدها اليسرى بينما تمسح دموعها بظهر يدها اليمنى لأن أصابع نفس اليد الخمسة متشبسة بالبصلة – بما يفيد أنها خاصة بشي الطعام فسألها مرة أخرى بشكل عصبي لماذا لا تقومي بشي طعامي عليها ؟ ، فصرخت فيه ملوحة بالسكين قرب وجهه بما معناه عليه الخروج فورا من المطبخ.
خرج الزوج متعجبا من عصبيتها مؤكدا لنفسه أن استيقاظها يوميا بعد آذان الفجر بقليل وإعدادها وجبة الفطار للأولاد ثم اصطحابهم للمدرسة، وأثناء عودتها للمنزل تشتري الخضار وكذا وجبة الفطار له، بعدها تدخل المطبخ لتجهيز الغذاء، ونزولها سريعا للعودة بالأولاد من المدرسة ثم الإشراف على تناولهم وجبة الغذاء وغسيلها الأطباق وأدوات المطبخ يليها البدء في استذكار الدروس، بمصاحبة أوركسترا صريخها بالصوت “الحياني” وأيضا بكاء الأولاد المثير للشفقة – كل ذلك بطريقة مزعجة تسبب له صداع- وأخيرا إعدادها وجبة العشاء ثم النوم لتستيقظ في اليوم التالي في نفس الموعد وهكذا ، كلها أمور تجعل يومها شديد الإثارة والإمتاع مليء بالمغامرات والتسالي والحيوية.
فكر الزوج في العودة للمطبخ مرة أخرى وحرمانها من تجهيز الغذاء فضلا عن استكماله المتبقى من طهي الطعام ، وأيضا منعه إياها من عملية تغيير الجو اليومية الممتعة خلال رحلتي الذهاب والعودة لمدرسة الأولاد، ذلك المشوار اليومي الذي تمارس فيه رياضات المشي وأحيانا الجري وكذا رفع الأثقال سواء خطف أو نطر المتمثلة في حمل حقائب الأولاد الثقيلة جدا، ووصل غضبه الشديد منها بأنه قرر عقابها بقيامه بنفسه وبشخصه استذكار الدروس للأولاد حتى يحجب عنها كل جرعات المعرفة والثقافة والتنمية العقلية والإبداع التي تحصل عليها يوميا خلال ممارسة تحصيل العلم والعلوم وبقية المواد الدراسية مع الأولاد.
وصل السيد”سبع” عند باب المطبخ وهم أن يصرخ في وجها بكل مادار في عقله، وقراراته العقابية لها لكن ما أن وقعت عينيه عليها وأحس نحوها بالشفقة وخشى في حالة تنفيذ العقوبات أن تصاب بفيروس الملل، وتشعر بالتعاسة نتيجة للفراغ المميت الذي سيغزو كل مناحي حياتها فعاد فورا إلى الصالة وجلس أمام جهاز التليفزيون وبحث عن قناة تعيد مبارايات أمس في دوري كرة القدم، وسألها بصوت العاشق الولهان .. لسة كتير يا حبيبتي على الغذاء ؟
أخبار ذات صلة