حالة من البهجة والامل في مشاهدة عمل ممتع هو أول شعور يشعر به المشاهد، حينما يرى اسم الفنان عزت ابو عوف على افيش فليم او تتر مسلسل ولعل حالة الحزن والالم التي شعر بها المصريين اليوم عقب تلقيهم خبر وفاته، والتي امتلأت بها صفحات التواصل الاجتماعي تدل على عمق محبته في قلوب جموع المصريين الذين أسعدهم فنه فقد لقبة جمهوره بالبرنس وجنتل السينما المصرية الذي طالما تمتع ببريق خاص طوال فترة عملة الفني.
ولد الفنان عزت ابو عوف الذي توفى صباح اليوم في مدينة القاهرة عام 1948، في بيت موسيقي، إذ كان والده الملحن المعروف أحمد شفيق بوعوف العميد السابق لمعهد الموسيقى العربية، وحصل على بكالوريوس الطب، لكن شغفه بالموسيقى والفن كان أقوى من أن يقاومه.
فرقة “الفور ام” وبداية الانطلاق نحو النجومية
في سبعينيات القرن الماضي اسس فرقة الفور ام والتي استمرت طيلة 13 عاما داخل بدروم أحد المنازل بحي الزمالك العتيق، ف، أسس محب الفن الطبيب عزت أبو عوف، فرقة الـ«فور إم»، مع شقيقاته الأربع اللاتي بدأت أسماؤهن بحرف الميم على اسم الفرقة، منى، مها، منال، وميرفت، والتي اعتمدت في البداية على إعادة صياغة الأغاني التراثية، مثل «الليلة الكبيرة»، «قولي ولا تخبيش»، و«التوبة» لعبد الحليم حافظ، حققت الفرقة بقيادة عزت بوعوف نجاحات كبيرة، طافوا بها أنحاء الوطن العربي، برصيد 8 ألبومات «جنون الديسكو»، «الليلة الكبيرة»، «ليالي زمان»، «دبدوبة التخينة»، «مغنواتي»، و«لا عجبك كده ولا كده لم تستمر فرقة الفور إم في مشوارها الفني، تزوجت شقيقات عزت أبو عوف فيما بعد، تفككت الفرقة وتوجه عزت ومها إلى التمثيل في الدراما التليفزيونية والسينمائية، ولم يتبق من الفور إم سوى حكايات الثمانينات والتسعينيات.
انهيار الفرقة والاتجاه الى التمثيل
وفى التسعينات، اتجه عزت أبو عوف إلى التمثيل، وكانت بدايته مع المخرج خيري بشارة من خلال فيلم آيس كريم في جليم، ومنذ ذلك الوقت استمر في مجال التمثيل ليشارك في بطولة عشرات الأفلام والمسلسلات التليفزيونية، ومن أهم أفلامه” إشارة مرور، بخيت وعديلة، ليلة ساخنة، أسرار البنات، طيور الظلام، اضحك الصورة تطلع حلوة، بنات وسط البلد”، أما عن المسلسلات، فكان أشهر أدواره في مسلسلات “زيزينيا، هوانم جاردن سيتي، أوبرا عايدة، العمة نور، عباس الأبيض في اليوم الأسود”، وكان آخر ظهور له في رمضان الماضي في أحد الإعلانات التلفزيونية.
مؤلف موسيقى
كما قم بتأليف الموسيقى التصويرية لعدد من الافلام اهمها حسن اللول:1997 – فيلم تلحين أغنية (حسن اللول) في الصيف الحب جنون:1995 – الموسيقى التصويرية والألحان شاطركم الأفراح:1988 الألحان والموسيقى التصويرية الدخول بالملابس الرسمية:1979 – مسرحية – مؤلف الموسيقى.
تولى عزت أبو عوف رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2006، واستمر في منصبه مدة 7 سنوات تم تكريمه في عدد من المهرجانات المصرية والعربية ووصل عددها لعشر تكريمات.
فاطيما حب العمر ورحلة علاج نفسي بعد وفاتها
تحدث أبو عوف عن قصة حبه لزوجته «فاطيما»، وأنه تعرف عليها عندما كانت في الـ 15 من عمرها لذلك مثلت لديه الحياة بأكملها لأن بداية كل شيء كان معها، وقال إنها كانت تشبه الملاك وعانت معه كثيرا لأنه متقلب المزاج ولم تشتكي يوما خلال الـ 37 عاما فترة زواجهم
وشعر بصدمة كبيرة بعد وفاتها لأنه لم يتخيل يوما أنها سترحل خاصة وأنه أكبر منها سنا، لذلك دخل العديد من المصحات العصبية لأنه عانى من التشنجات العصبية والخوف وقبل سبع سنوات، انقلبت حياة الفنان المصري عزت أبو عوف رأسا على عقب، بعد أن عرف الحزن الطريق إلى قلبه، فباتت أخباره الصحية تطغى على أخباره الفنية
في ذلك التوقيت، توفيت زوجته فاطيما بعد زواج دام 36 عاماً، كانت فيها بمثابة “كل شيء” لزوجها، وحينما فقدها لم يجد شيئاً يبتهج من أجله
وقتها كان الفنان المصري منشغلاً بتصوير مسلسل “الصفعة” الذي عرض في رمضان 2012، لتقطع الصدمة حبل التصوير حينما أتاه خبر وفاة زوجته بعد صراع مع المرض
وظهر في عزائها فاقدا لكل قواه يبكي ويبحث عمن كانت شريكة حياته، لتستمر معه حالة الحزن والمرض طويلا، فذهب إلى أكثر من طبيب داخل مصر وخارجها لكن لم يجد هؤلاء أي قصور عضوي، مؤكدين أن الحالة النفسية كانت السبب فيما يعانيه من أمرا.
كما استطاعت فاطيما أن تخرج زوجها من حالة اكتئاب طويلة دخل فيها، وذلك بعد أن تم حل فريق “فور إم” الذي أسسه عزت أبو عوف بصحبة شقيقاته، وهو ما أصابه بالإحباط وازداد وزنه وطالت لحيته، إلا أن زوجته لم تجعله يستسلم لهذا الأمر وأخرجته منه
كما أنه تزوج عليها من سيدة أخرى، واستمرت الزيجة الثانية ثلاث سنوات، لكنه عاد في نهاية المطاف إلى التي تحملت ما لا يتحمله غيرها
وفي آخر دورة ترأسها أبو عوف لمهرجان القاهرة السينمائي، شاهده الجميع وهو يبكي على المسرح، حينما لاحظ الكرسي الذي اعتادت زوجته أن تجلس عليه، إلا أنه برحيلها وجد شخصاً آخر يجلس على كرسيها فبكى وظل عزت أبو عوف محتفظا بخاتم زواجهما يضعه في رقبته أينما حل، كما حافظ على عادته اليومية بشراء وردة حمراء لها، حيث كان يفعل ذلك في حياتها، واستمر بعد وفاتها في وضع وردة حمراء على الوسادة أملا في أن تصل إلى روحها.
أزمة صحية تلو الأخرى مر بها الفنان الذي تخرج في كلية الطب، بعد رحيل زوجته التي لم يفقد حبه لها رغم زواجه من أميرة مديرة أعماله في عام 2012.
واعترف أبو عوف وقتها بكونه في حاجة إلى من يرعاه لذلك لم يجد حرجا في الزواج من مديرة أعماله التي لم تشعر بالغيرة من حبه لزوجته الراحلة التي ظل محتفظا بصورها وكل ذكرياتهما معا.
اشاعات وصيته بحرق أفلامه
وفى تصريحات له مؤخرا نفى الفنان عزت ابو عوف ما اثير عن وصيته بحرق أفلامه ونفى لك الشائعة عبر فيديو نشرته زوجته أميرة عبر صفحتها الشخصية على موقع “فيس بوك”، مؤكدا أن كلامه تعرض للتحريف والتبديل، بعد أن عبر أثناء تكريمه من مهرجان ” نجم العرب”، عن سعادته بتكريم الفنان وهو على قيد الحياة، بدلا من تكريمه بعد وفاته، ثم قال في فكاهة: “كرموني وأنا عايش، ولو عايزين تحرقوا أفلامي بعد ما أموت مش مشكلة”.
ورد أبو عوف على هذه الواقعة قائلا: “مجرد شائعات سخيفة، أزعجتني كثيراً بل سبّبت لعائلتي ولكل المقربين منى قلقاً شديداً، إضافة إلى إلحاقها الضرر بعملي، ولا أعرف الهدف من وراء تلك الأكاذيب، لا يمكن أن أطلب حرق أفلامي، لأنها تعبّر عن فني الذي عشقته وعشت من أجله، وكان وسيبقى هو المعنى الحقيقي لحياتي.