أثناء مروري بشارع 26 يوليو خلف دار القضاء العالي إذ سيدة في نهاية الأربعينيات تقول ليحاسبي ضهرك ياست الكل نظرت إليها فوجدتها ترتدي جاكتا بنيا مثبتا عليه كارينه ويقف بجوارها رجل يرتدي نفس الجاكيت وبكارنيه آخر فتساءلت في نفسي هل هما يعملان في هذا المكان؟تحدثت إليها فعرفت إنها تعمل منادية سيارات في هذا الشارع..ءأنها السيدة نعمات محمود الشهيرة بأم تامر والتي كان لنا معها هذا الحوار:
متي بدأت العمل بهذه المهنة ؟ولماذا؟
بدأت العمل كمنادية سيارات منذ أن مرض زوجي وذلك من حوالي أربع سنوات .حيث أصبح غير قادر علي القيام بأي مجهود بدني كإزاحة السيارات لذا ذهبت للعمل بجانبه
ما طبيعة عملك بالضبط؟ومتي تبدأين؟
أعمل بالوردية المسائية والتي تبدأ في الرابعة مساء وتنتهي عند الواحدة صباحا حتي يقل أعداد السائقين في وسط المدينة عامة وفي الشارع خاصة.وأقوم بمساعدة السائقين علي الركن دون مخالفة قواعد المرور أو ركن السيارات بنفسي أو مساعدة الآخرين علي الخروج بسياراتهم من منطقة الانتظاربالشارع دون إحداث أذي للسيارات الأخري واستلزمت طبيعة عملي تعلم قيادة السيارات حتي لا أجد صعوبة في التصرف بأي موقف أثناء العمل.
لماذا اخترت العمل بالوردية المسائية؟وهل يسبب لك ذلك التوقيت مشكلات؟
لا أملك اختيار الوقت .وإنما عندما رغبت العمل في هذه المهنة كان المنادون الرجال يشغلون كافة الأماكن في الوردية الصباحية وجزء منهم يشغل بعض الأماكن في الوردية المسائية وبالتالي لم يكن أمامي خيار سوي العمل بالمسائية وقد يسر علي ذلك عمل زوجـي في نفس الوردية وهذا التوقيت لا يتسبب لي في أي مشكلات لا من أصحاب السيارات ولا المارة فكلهم يحترموني ويقولون ليإنت ست جدعة وأجد منهم كل تقدير واحترام ..ويسأل الكثير منهم علي إذا تغيبت يوما عن عملي.
ماذا كان رد فعل عائلتك ومعارفك بعدما قررت هذا العمل؟
رحب زوجي بالفكرة خاصة أنه ليس أمامنا خيار آخر أما معارفي فاستغربوا جدا وقالوا ليدي شغلة رجالة إنت هتعملي أيه في وسطهمولكني رأيت أن مصلحة زوجي وعائلتي أهم من كلام الناس.
هل تتبعي جهة حكومية أو خاصة في عملك؟
مرور الأزبكية منحني رخصة مؤقتة للعمل ولكني لست معينة أو موظفة لجهة ما أو حتي أتقاضي أجرا من أي جهة وأعتمد علي مايعطيه السائقون لي والحمد لله فهو كاف ورضا من عند ربنا.
لماذا لم تحصلي علي ترخيص دائم بالعمل؟
لأني كنت غير متعلمة وقد طلب مني مرور الأزبكية الالتحاق بفصول محو الأمية وبالفعل التحقت منذ حوالي ثلاثة شهور وأنا في انتظار النتيجة.
اخترقت عملا كان من النادر أن نشاهد امرأة فيه فما رأيك في رفض بعض السيدات العمل رغم حاجتهن المادية؟
السيدة التي تحتاج إلي العمل أن تعمل مهما كان نوع العمل فذلك أكرم لها من التسول والحاجة إلي الناس وبالنسبة لي فمن غير المعقول أن توجد أمامي فرصة عمل ستدر لي دخلا مناسبا وأرفضها لمجرد أنها للرجال فقط.فأنا أرفض فكرة البحث عن عمل معين يري فيه الناس أنه مناسب للمرأة أما إذا كانت ظروفي المادية أفضل فكنت سأجلس في المنزل.
هل واجهت مشكلات لأن عملك يتطلب الوجود الدائم في الشارع؟
لم أواجه أي مشكلات سوي من بعض رجال المرور غير المرحبين بوقوف امرأه في هذا العمل ودائما مايقولون ليواقفة هنا ليهوأنا أتعجب لموقفهم خاصة وقد مرت بي الكثير من المواقف الحرجة والتي أثبت فيها أني جديرة بعملي.
هل يمكن أن تحدثينا عن أحد هذه المواقف؟
أصعب موقف واجهته هو إمساكي لأحد لصوص السيارات حيث إنني شاهدت يوما رجل يقف بجوار بعض السيارات فترة من الوقت.فشعرت أنه لص واتصلنا بالشرطة وبالفعل تم القبض عليه وهو يحاول فتح أحد أبواب السيارات .
ما أهم الصفات التي يجب توافرها في منادية السيارات؟
الأمانة لأن المنادية تستلم مفاتيح الكثير من السيارت التي قد يكون بها متعلقات شخصية ثمينة يجب الحرص عليها تماما.
ماذا عن أبنائك؟وهل هم في المراحل التعليمية أم بالعمل؟
لدي ابنة متزوجة ولكنها غير متعلمة فظروفي المادية في ذلك الوقت لم تسمح بالإنفاق علي مستلزمات المدارس.وأيضا ثلاثة أولاد الأكبر حاصل علي مؤهل متوسط والصغيران بالابتدائية وسأحاول بكل جهدي تعليمهما حتي تتحسن ظروفهما المستقبلية.