في ختام دورة اللجنة الثقافية لنقابة الصحفيين حول ثقافة السلام أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية في حواره مع الإعلاميين أن إعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان جماعة إرهابية أمر يخص السلطات السياسية ولا دخل للكنيسة وان الدولة المصرية تحتاج إلى الهدوء والتكاتف للخروج من المأزق
وانه يرى إن الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية هي الأفضل وأشار إن الدولة تبذل قصار جهدها لتأمين الكنائس فى الأعياد وان الأقباط سوف يصلون دون خوف وحرص على تأكيد العلاقات الطبيبة بين الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية خلال لقائه بصحفي الملف القبطي اليوم بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى ختام دورة تدريبية نظمت بين اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين والمركز الاعلامى للكنيسة
حرص البابا فى البداية على ضرورة الدقة الإعلامية والعمل على السلام المجتمعي نفيا انه تعرض لاعتداء أو اعتراض من قبل متظاهرين يتبعون لأنصار المعزول أثناء زيارته الأخيرة لألمانيا وانه لم يعلم بوجود مظاهرة لا تزيد عددها عن 20 شخص سوى فى اليوم التالي من الصحف الألمانية وكانت بعيدة عن الدير وان إثارة الأمر هو مزعج بالنظر للمناسبة التى ذهب إليه للاحتفال بمرور عشرون عاما على تدشين دير الأنبا انطونيوس الذى أعلنت الكنيسة الألمانية عن بيعه لمدة 99 عاما بمارك واحد فقط فتم تأسيسه وتعميره من قبل الكنيسة المصرية داعيا الإعلام للسلام المجتمعي وبث التفاؤل .
وحول دعوات الحضور لقداس عيد الميلاد وحضور رئيس الجمهورية قال البابا ” إن الكنيسة ترحب باى شخص يريد الحضور ويطلب دعوة لذلك ولكنها لم توجه دعوات لأحد ومن عادة الأعياد إن رئيس لجمهورية لا يحضر ونحن نقدر مسئولية الدولة فى هذه الفترة ، وإنها تبذل مجهودبأجهزتها لتامين الكنائس خلال الاحتفالات بأعياد الميلاد بقدر المستطاع وان ما يثار حول تخوفات الأقباط من استهداف الأقباط لا يجب إن يقلق لان الأقباط دائما يصلون والتجارب خلال الأعوام الماضية وما تعرض له المسيحيين من اعتداءات لم توقف الكنائس أو الأقباط عن الصلاةونعمل جميعا أننا وبلادنا مصر محفوظة فى قلب الله .
وحول الأقباط المضارين من هجمات 14 أغسطس وما لحق بهم من خسائر تتجاوز إل 65 مليون جنية قال البابا ” إن الكنيسة قدمت لهم تعويضات مادية عقب الأحداث وضعنا خطة عاجلة وقطعنا شوطا كبيرا لتعمير وتعويض المضارين بقدر المستطاع من خلال التبرعات التى وصلت للكنائس على سبيل المثال كانت هناك مثل 18 صيدلية تعرضت للتدمير سوى النهب أو الحرق تم تعويض جزء منخسائرهم ومخاطبة شركات الأدوية لمساعدة وتأجيل دفع الشيكات التى عليهم ، فضلا عن تدمير ما يزيد عن 1000 منزلا ومتجرا تم أعمار 85 % منها وهناك منازل تمأعمارها وتعرضت للاعتداء مرة أخرى وتم أعمارها مرة ،أما بشأن ترميم الكنائس التى دمرت فقد بدأت الدولة مؤخرا فى ترميم البعض فى المواقع التى تسمح الظروفالأمنية فى أعمارها وهناك خطة لاستكمال المباني الأخرىكلما استقرت الأوضاع الأمينة .
وأشار البابا إلى عدد من التشريعات والقوانين الخاصة بالأقباط بعد إقرار الدستور قائلا ” نحن نسير بشكل وخطوات متدرجة وبعد إقرار الدستور والرئاسة سوف ننظر لقانون بناء الكنائس وسوف يتم عقد اجتماع مع الطوائف المسيحية لمناقشة بنود القانون قبل تقديمه وكل ما يهمنا هي صورة مصر أمام العالم فنطالب بوضع معايير محددة وفترة زمنية محددة للحصول على ترخيص بناء الكنائس ووقف السياسات القديمة مثل أخر كنيسة فى مدنية النوبارية بالبحيرة تقدمنا بطلب ترخيص فى عام 1997 وحصلنا على التصريح فى عام 2011 اى بد 17 عام وعلى مساحة 300 متر فقط رغم إن الكنيسة فى منطقة جديدة وصحراء اى لو قسمنا إل 300 متر على 17 عام سيكون نصيبنا 20سم لكل عام ، لذا ما نطلبه تفعيل دولة القانون والدستور أما بشأن الكنائس المغلقة فهذا أمر يتعلق بالأوضاع الأمنية التى تحكم هذه الأمور لاسيما إن الأمن لم يعود بالشكل المطلوب على المستوى العام
وتطرق البابا إلى علاقة الكنيسة الأرثوذكسية بالكنيسة الكاثوليكية بأنها علاقات طيبة وسبق انه قام بزيارة الكنيسة الكاثوليكية فى عيد الميلاد الماضي قبل رسامة الأنبا اسحقإبراهيم وتكررت الزيارة هذا العام فى إطار تنمية المحبة والعلاقات الإنسانية وهو أيضا ما يتم تدعيمه مع الكنيسةالإنجيلية والأزهر الشريف فى إطار دور المؤسسات للتقارب من اجل خدمة الإنسانية والتواصل من خلال مجلس كنائس مصر وبيت العائلة المصري ، وأشار إن الكنيسة المصرية ترتبط أيضا بعلاقة طيبة بالكنيسة الروسية وسبق انه أرسلالأنبا صرابامون أسقف لوس انجلوس والتقى مسئول الكنيسة الروسية للشؤون الخارجية وتم الاتفاق على زيارة لقداسته لروسيا قريبا وهناك محاولة لإيجاد موقع للكنيسة المصرية هناك رغم إن الكنيسة الروسية نفسها لديه قلة فى عدد المباني الكنيسة بالمقارنة بعدد المصلين الذى يبلغ 120 مليون لان سبق إن النظام الشيوعي هدم الكثير من الكنائس مشيرا أيضا انه فى إطار دعم العلاقات مع العائلةالأرثوذكسية سوف يكون هناك مؤتمر بالهند الشهر المقبل سوف يحضره الأنبا بيشوى مطران دمياط تحضره الستة كنائس الأرثوذكسية على مستوى العالم .
وأكد البابا على أهمية الحوار المجتمعي من اجل بناء مصر وانه يؤيد وجهات النظر التى تطالب بالانتخابات الرئاسيةأولا لأنها سوف توحد البلاد بالمقارنة للانتخابات البرلمانية التى تحتاج لجهود أمنية كبيرة مشيرا إن الجدل حول انتخاب رئيس بمرجعية عسكرية أو مدنية لا يعنيه بقدر إنيكون عنصر الكفاءة هو الأهم لاى منصب بغض النظر عن الدين أو اللون أو المرجعية وضرب بمثال اللواء عبد السلام محجوب كمحافظ للإسكندرية واللواء عادل لبيب كمحافظ لقنا وكيف حققا تقدم وتركوا اثر ايجابي مشرف .
ونفى البابا ما نشره البابا إن نوجه الناخبين للتصويت بنعم للدستور مشيرا إن الكنيسة تدعو للمشاركة فى الاستفتاء على الدستور دون أملاءات وانه صوته سوف يكون فى صندوق الاقتراع ، كما أكد إن انتخابات المجلس المليقائمة وسوف تتم عندما تهدأ الأوضاع وتتيح الفرصة لإجرائها.
وحول الأحداث الأخيرة التى تعرض لها الأقباط من اعتداءات بالمنيا وعقد جلسات صلح عرفية قال البابا ” الجلسات العرفية شيء محل يتم لان القانون ضعيف أو تطبيقه ضعيف ونحن نطالب بإعلاء قيمة القانون والدول بالخارج تقدمت لأنها تطبق القانون ولا تميز بين مواطنين أو مسئولين ولذا فلا طريق لتقدم مصر سوى بالقانون مع ضرورة وتم قياس الارتقاء بالتعليم والإعلام وفصل السياسة عن المدارس والجامعات والحذر من الشائعات لاسيما ما ينشر على الانترنيت ويتيح نشر اى شيء سوى حقيقي أو غير حقيقي دون مسؤولية متوقعا إن يشهد عام 2014 تحسن فى الأوضاع بمصر لان المصريين لديهم هذا الاتجاه وان الأقلية فقط منهم هي ما تريد تعكير صفو الحياة وأوضح البابا إن الكنيسة طالبت فى أكثر من مناسبة بعودة جلسات النصح والإرشاد الديني لحل أزمة اختفاء الفتيات القبطيات .
وحول الموقف من زيارة الأقباط للقدس قال البابا ” هذه قضية شائكة لان التطبيع تم بين حكومة مصر وإسرائيل من اجل السلام عام 77 ولكن التطبيع لم يتم بين الشعبين ولذاإذا سافر الأقباط لوحدهم سوف يوصفوا بالخيانة ولذا فقرار عدم السفر للقدس ساري حتى ألان منذ إن اتخاذه البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث وجميعنا نتذكر ما تعرض لها الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق من هجوم ونقد لزيارته للقدس .
وأشار البابا إن لا يفضل وضع نسب محددة بشان تفسير المادة 244 للتمثيل الايجابي للأقباط مشيرا انه يرفض النسب ولو تقررت لن تكون مرضية وضرب مثال إن عدد المرأة فى المجتمع مساوية للرجال فهل سيكون عددهم فى البرلمان 50 % مشيرا الأهم التمثيل الايجابي وإعطاء فرصة لتغير ثقافة المجتمع نحو عادات قديمة ترسخت حدت من تمثيل الأقباط أو المرأة بالبرلمان .
وعلق البابا إن إشكالية الطلاق والزواج الثاني بالكنيسة سوف تناقش خلال العام المقبل وسبق عقد مؤتمر للأحوالالشخصية بدير الأنبا بيشوى برئاسة الأنبا بولا ولكنالأمور توقفت لانشغال الأنبا بولا بلجنة تأسيس الدستور ولكن قريبا سيتم إعادة المناقشات .
وقدم البابا كلمة حول ثقافة وصحافة السلام وان الله خلقالإنسان كائن ناطق ذو عقل وفكر وبالتالي لذا بدا الحوار من اجل تقدم البشر ولكن للأسف الإنسان لم يستخدم هذهالثقافة كثيرا ولذا ظهرت ثقافة الشجار ووصلت إلى حروب مثل الحرب العالمية الثانية الذى أسفرت عن ضحايا 50 مليون شخص ولذا الكثير يسعى للحوار ألان مثل أورباالتى توحدت وتناقش ألان قضايا بيئة وتسعى بالحوار وثقافة السلام الارتقاء بالمجتمع
وتابع إن الكنيسة القبطية فى تاريخها تحمل رسالة سلام لكل شخص وان الكنيسة هي المؤسسة المصرية التى بقت دون احتلال خارجي وهى الكنيسة القبطية عبر تاريخها لم تسعى إلى اى سلطة وفى هذا اختلاف عن الكنيسة الغربية والكنيسة المصرية وطنية حتى النخاع ويهمها المجتمعي ، ومصر هي الدولة الوحيدة التى تأخذ شكل المربع ووسطها نهر النيل اى نميل إلى الوسطية والاعتدال وعلى هذاالأساس تاريخ الكنيسة يحمل صلوات من اجل النيل والوسطية
وتابع أن الإعلام يبحث عن الألم والتشاؤم وضرب مثال بأنه إذا ولد100 طفل فى مدنية وقتل فى نفس الوقت طفلا فى نفس المدنية نجد التركيز على حالة القتل ويتناسى الفرحوتابع قائلا إنا أقراء الصحف ولذا أجد إن مصر تحتاج إلى جرعات من التفاؤل والأمل وليس التشاؤم ، لان مصر تمر بمرحلة صعبة ، ولذا أطالب إن يعطى الإعلام لنا روحالرجاء .ولتوقف عن نشر أخبار مفبركة أو ما يمس خصوصية الفرد وختم معلقا على إل بى بى سى أنها عاشت طوال حياتها تقدم تاريخ مجيد من التغطية الإعلامية ولكن فى السنوات الأخيرة لم تقدم ما هو مجيد .