“جوجل” تستنفر موظفيها وتجندهم لإطلاق تطبيق منافس يحفظ مكانتها
هل بدأت حرب “الذكاء الإصطناعي” فى الإشتعال ؟ .. إجابة هذا السئوال تأتى مع الحديث عن أحدث ثورة لتقنيات تطبيق الـ ” “ChatGPTالذى بات حديث المراقبين حول العالم تجاه مستقبل التكنولوجيا والوظائف والاقتصاد، كما أصبح هذا الموضوع الوليد هو أيضاً محور وسائل الإعلام العالمية والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعى – خاصة المهتمة بالتكنولوجيا والتقنية والاقتصاد – فمع نهاية عام 2022 وبداية العام الجارى ظهرت عناوين من أمثلة “أول تهديد تقنى لعرش جوجل” و “التطبيق الذى يُحاكي محادثات البشر” و “خطورة Chat GPT على وظائفنا”، هذا وقد تفاجئ قادة العالم الذين اجتمعوا في “دافوس” بمدى سرعة ونضج التطبيق الجديد .. فسرعان ما انتشر ” “ChatGPTبصورة جنونية بين المستخدمين بفضل إمكانياته واستخداماته الرائعة واللامحدودة ( كما وُصفت )، وهو ما لفت انتباه رجال الأعمال وجعلهم يفكرون بالطرق التي يمكن من خلالها يُمكن الاستفادة من التقنية الوليدة لإدارة الأعمال والمشاريع، كما أصبح لزاماً على الشركات والمؤسسات إعادة تقييم طريقة عملها، وطبيعة السلع والخدمات التي تقدمها، والبحث في الطرق التي يمكنها من خلالها استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطويعها لمصلحة العمل .. هذا وقد وصل القلق لإدارة «جوجل» نفسها، حيث قال مسؤل تنفيذي بالشركة لصحيفة «ذا تايمز»: إن روبوت «شات جي بي تي » قد يدفع الناس للتخلي عن محركات بحث جوجل التي تعتمد بشكل كبير على عائدات الإعلانات والتجارة الإلكترونية».
ووفقا لتقرير الموقع الأمريكي “UBS”، فأن تقديرات عدد مستخدمي تطبيق “ChatGPT” وصل لـ 100 مليون مستخدم نشط شهريًا خلال يناير 2023، وتمتصنيفه بأنه “الموقع الأسرع نموًا في التاريخ” إذ يستخدمه في المتوسط حوالي 13 مليون زائر يوميًا، هذا الإقبال الضخم دفع الشركة للإسراع بإطلاق نسخة مدفوعة من ChatGPT، بمقابل شهري 20 دولارًا، ويُطرح الإشتراك المدفوع بشكل مبدأي في الولايات المتحدة فقط، مقابل خدمة أسرع وأكثر استقرارًا، مع إضافة المميزات الجديدة.
هذا وتُعد حروف اسم التقنية GPT هي اختصار لجملة (Generative Pre-training Transformer) وهو تطبيق للدردشة مع الذكاء الاصطناعي وتوليد وتحويل النصوص وتطويعها لأغراض الرسائل الوظيفية المختلفة فى مجالات التسويق والنشر والإعلان والبرمجة ومحركات البحث وأتمتة أجزاء من عملية البيع وخدمات ما بعد البيع .. وعمل العديد من المهام الأخرى التي توفر على الإنسان فى عمله 70٪ من وقته .. وهذا التطبيق من إنتاج OpenAI، وهي عبارة عن مخبر للأبحاث تأسس بسان فرانسيسكو عام 2015 بميزانية قدرها مليار دولار قدمها المدير التنفيذي سام آلتمان، وإيلون ماسك الذي اشترى “تويتر” بـ 44 مليار دولار، والميلياردير صاحب المشاريع بيتر تيل وآخرون، حيث خرج “ماسك” من تلك الشركة عام 2018، بعدما بدأ تطبيق ChatGPT ينتشر بشكل واسع على تويتر.
“جوجل” تكشف عن منافس لـ”ChatGPT”
وعلى غرار البيانات العسكرية، وعمليات التعبئة العامة للحروب، دعا الرئيس التنفيذي لشركة جوجل “سوندار بيتشاي”، موظفي الشركة للتكاتف بشكل جماعي، لاختبار منتجهم الجديد المنافس لتطبيق الذكاء الاصطناعي “ChatGPT”، والذي أطلقت عليه الشركة اسم “Bard”، وقال “بيتشاي” لشبكة “CNBC”: إن الشركة ستطلب قريباً المساعدة من الشركاء لاختبار واجهة برمجة تطبيقات تتيح لهم الوصول إلى نفس التكنولوجيا الأساسية، وجاء الإعلان بعد وقت قصير من الكشف عن تقنية الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي من “جوجل”.
يأتي ذلك، بعد أن واجه عملاق البحث ضغوطاً من المستثمرين والموظفين للتنافس مع “ChatGPT”، الذى أنتجته “OpenAI”، والتي حصلت على دعم مؤخراً من مايكروسوفت، حيث كان “ChatGPT”، قد أحدث ضجة منذ إطلاقه أواخر العام الماضي، وحطم الأرقام القياسية كأسرع التطبيقات انتشاراً في التاريخ، وكتب “بيتشاي” في رسالة بالبريد الإلكتروني للموظفين: “في الأسبوع المقبل، سنقوم بتجنيد كل موظف في (جوجل) للمساعدة في إطلاق (Bard) والمساهمة من خلال تطبيق تجريبي خاص على مستوى الشركة”، وأضاف أنه يتطلع إلى تعليقات الفريق، فيما سيتم الكشف عن المزيد من التفاصيل قريباً” .
تأتي المذكرة الداخلية لـ”جوجل” بعد وقت قصير من إخبار بيتشاي للمستخدمين في منشور مدونة، بأن ردود “Bard”، ستحتاج إلى اختبار صارم حتى تلبي “معياراً عالياً للجودة والسلامة والأسس في معلومات العالم الحقيقي”، على الجانب الآخر من المنافسة، يشاع أن “مايكروسوفت” تخطط لإطلاق إصدار من محرك البحث الخاص بها “Bing”، والذي سيستخدم “ChatGPT” للإجابة على استفسارات بحث المستخدمين ، كما تحدث بيتشاي أيضاً عن السماح لأطراف خارجية ببناء تطبيقاتهم ومنتجاتهم الخاصة باستخدام نفس التكنولوجيا الأساسية، لتطبيقات الدردشة والمعروفة باسم “LaMDA”، من خلال واجهة برمجة التطبيقات.
من مهام التقنية الجديدة
هذا ومن المحتمل أن يكون للتطبيق الجديد دور فعال فى مجموعة من الأعمال الوظيفية كخدمة العملاء حيث يُمكن للتطبيق المساعدة في الرد على استفسارات العملاء، والمساعدة في إنشاء نصوص تشبه إلى حد كبير فى ما ينتج الإنسان سواء فيما يتعلق بالتطبيقات وحل المشاكل البرمجية، والوسائط الاجتماعية والمقالات التحريرية والمحتويات المكتوبة الأخرى، والمشاركة في المناقشات وتقديم استجابات واقعية للحفاظ على تدفق المحادثة، والمساعدة في البحث من خلال توفير المعلومات ذات الصلة والسياق حول مجموعة واسعة من الموضوعات.
وهناك ميزة أخرى لـ ChatGpt وهي قدرته على التعلم والتكيف بمرور الوقت، نظرًا لأنه يُعالج المزيد والمزيد من البيانات، ليصبح بارعًا بشكل متزايد في إنشاء استجابات نصية دقيقة وذات صلة، وهذا وقد تصبح أداة مثالية للتطبيقات التي تتطلب درجة عالية من المرونة والقدرة على التكيف، ونموذجًا قويًا للغة يُمكنه المساعدة في مجموعة واسعة من المهام التحريرية للنصوص والصور والفيديوهات.
مخاوف من التطبيق الجديد
من ناحية أخرى، يختلف تطبيق “ChatGPT” الجديد عن باقي تطبيقات الدّردشة التى ظهرت من قبل، إذ يرى المراقبون أنه يتميز بالجودة العالية للحوار الذّكي بصورة تلقائية وبصورة أقرب للبشرية بفضل تقنيات التعلّم الآلي، وكذلك خاصيّة التّعديل الذّكي للنّصوص وسهولة الاستخدام، بالإضافة لعدد غير محدود من الاستخدامات والتّطبيقات .. وعلى الرّغم من كلّ هذه الممّيزات، فقد ينطوي التّطبيق على عدد من المخاوف مثل تقديم الإجابات الخاطئة أو الّتي لا تلائم الموقف الفعلي الأمر الّذي يتطلّب التحقّق من الإجابات الّتي يقدّمها، كما تشمل هذه المخاوف الاستخدام غير القانوني أو الأخلاقي لهذه البرامج مثل التدخّل في الانتخابات أو التّلاعب في السّوق وغيرها.
وهناك عدة أسباب قد تجعل البعض يشكون في استخدام تقنية Chat GPT للذكاء الاصطناعي. ومن بين هذه الأسباب، القلق من استخدام البرنامج في مأموريات سيئة مثل الحصول على معلومات حول الاحتيال وسرقة المنازل، وقدرة البرنامج على إنتاج معلومات دقيقة حول صناعة المتفجرات والقنابل، وعلى الرغم من أن الشركة المطورة للبرنامج قالت إنه مُدرب لرفض الأسئلة الضارة، فإن التقنية لا تكون مستقرة بعد، ومن المحتمل أن توجد بها ثغرات، وعلاوة على ذلك، يرى بعض الخبراء أن تطبيقات مثل هذه قد تستولي على العديد من الوظائف التي يقوم بها البشر بعد عدة سنوات، وخاصة بعد استخدام تقنية التعلم المعزز، مما يؤدي إلى فقدان الوظائف بالنسبة للكثيرين.
وفى نفس الوقت، يرفض التطبيق الطلبات التي قد تنتهك سياسة المحتوى الخاصة به ويضع قيودًا على المستخدمين ، رغم هذا تمكن بعض المستخدمين من كسر تلك الحماية باستخدام تقنيات هندسية لينجحوا فى تجاوز هذه القيود، حيث خدعوا الـ “تشات جي بي تي” ليقوم بإجابة سؤال حول كيفية صنع زجاجة مولوتوف أو قنبلة نووية، إذ تمكن مراسل صحيفة تورونتو ستار الكندية من جعل التطبيق يُعطي ردود تحريضية بعد وقت قصير من إطلاقه ، حيث خُدع لتأييد الغزو الروسي لأوكرانيا، وفي محاولة أخرى لخداع البرنامج عبر سيناريو خيالي، امتنع تشات جي بي عن توليد حجج تجعل من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خائنا.
غير متوفر بالدول العربية .. لكن هناك طرق للتحايل
وتطبيق شات جي بي تي غير متوفر بالدول العربية حتى الآن، ولكن هناك عدة طرق يتحايل من خلالها المستخدمون لاستخدامه في الدول العربية، وأهم هذه الطرق تتلخص في أن يكون الشخص صديقاً بأحد الدول التي تدعم التطبيق، كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، ومن خلاله يقوم الصديق بإنشاء حساب بريد إلكتروني من المنطقة التي يقطن بها الداعمة لاستخدام شات جي بي تي .. وبعد الحصول عليه يستخدم الأشخاص برنامج VPN لتغيير موقع المستخدم وتحويله لدولة أخرى ينتمي إليها البريد الإلكتروني الجديد، ومن ثم الدخول إلى تطبيق ChatGPT وإنشاء حساب جديد .