بمجرد أن اقترب موعد سفرى الى شرم الشيخ انتابني شعور بالقلق الشديد ، وكانت الرحلة محجوزة مسبقا مع شركة سياحة ، راودتني فكرة الالغاء ولكن قيل لي : ولماذا القلق فالرحلة تابعة لشركة سياحة وليست تابعة الى كنيسة وليست ذاهبة الى دير بل رواد الرحلة من المصريين مسلميين ومسيحيين.
سألت أحدى زملائي العائدين من رحلة لشرم عن مدى أمان الطريق ، فقالوا بلسان حال الشكوى : الطريق استغرق ساعتين أضافين بسبب الكمائن المتعددة وتكرار تفتيش الركاب عدة مرات فتنفست الصعداء ، وقلت هذا شيء مطمئن فاحكام التفتيش أهم عوامل الامن والأمان .
جاء الموعد المحدد لرحلتى وبدأنا طريق شرم الشيخ وبدأت ألاحظ أن كل ركاب هذه الحلة من المصريين المسيحيين بحكم اننا في رمضان والذي لايفضل فيه أخوتنا المسلمين الذهاب للمصايف ، ولم نعلم أن لذلك تداعيات مختلفة، فمع كل كمين نمر عليه في الطريق يقف السائق ويشير لمسئول الكمين قائلا : “معايا رحلة كنيسة ” (!!) ،فيشير له المسئول فاتحا له الطريق دون أي تفتيش !! ، والغريب أن الامر تكرر على مدار كل الكمائن ، وفي أحدهما صعد جندي أول درجة في السيارة بما لم يسمح له برؤية أكثر من صفين أو تلاتة من الكراسي ، والسائق يكرر نفس جملته : معايا رحلة كنيسة !! وينزل الجندي ويفسح الكمين لنا الطريق لنمر!!
مع العلم بأن هذه الرحلة لاتتبع في الحقيقة أي كنيسة ، والاسر الراكبة لاتعرف بعضها أصلا ومن مناطق جغرافية مختلفة!! وشركة السياحة التي تقوم بالحجز لاتتحقق من هوية المسافرين فيما عدا الحاجز فقط ، فعلي سبيل المثال أنا حجزت لسبعة اشخاص من افراد عائلتي واصدقائي ولم يكون لدى الشركة اىة معلومات عن هؤلاء اكثر من أسمائهم ثنائية فقط !!! وعلي حد ماابلغتهم انا به شفهيا ، ، ولم نطالب بتحقيق الشخصية الا داخل الفندق عند الوصول، وماحدث معي بالتأكيد حدث مع كل الحاجزين ، وهذا يعنى أن هوية الركاب في هذه الرحلة غير معلومة علي وجه التحديد ، وإنه من الوارد بسهولة أن يستغل الارهابيون هذه الثغرات الأمنية ، بل من الممكن أن يتم الحجز بأسماء ميسحية ويصعد الى السيارة داعشيون في ثوب كهنة أو رهبان ويقول السائق معنا رحلة من الدير!!..
لست خبيرة في أساليب التأمين ولكن من الواضح جليا أنه ليس لدينا سياسة النفس الطويل في التأمين وسرعان ماتلين الهمم، وتفتح الثغرات وتجلب معها الويلات .
Nadia [email protected]