وبالتقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية حول واقع الفلسطينيين تنضم منظمة العفو الدولية إلي منظمتي بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية, ومنظمة هيومن رايتس ووتش في اتهام الكيان الصهيوني بممارسة نظام الأبارتهايد أي الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية ضد مواطنيها العرب في أراضي 1948, والضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
ودعت أنياس كالامار الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية المجتمع الدولي إلي التحرك لوقف جرائم الإسرائيليين بحق الفلسطينيين, وقالت: نعلم أن لدي إسرائيل تاريخا وسجلا ضعيفا في محاسبة المسئولين لذا ندعو المؤسسات الدولية إلي العمل ومن بينها محكمة الجنايات الدولية.
وبالطبع ملأت حكومة الكيان الصهيوني الدنيا صراخا وعويلا ورفضت التقرير بل واتهمت منظمة العفو الدولية بأنها منظمة إرهابية تساعد وتمول الإرهابيين, وأنها معادية للسامية, ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية (راعية أمن وسلامة الكيان العنصري الصهيوني) علي الخط فورا معلنة حق إسرائيل في الوجود ورافضة للتقرير.
أتي هذا التقرير في وقت تزداد فيه الجرائم الصهيونية اليومية من هدم منازل أصحاب الأرض الفلسطينيين وطردهم بجانب عمليات التهجير القسري في أحياء القدس, بالإضافة إلي الهجوم المستمر من جانب المستوطنين الذين يقطنون مستوطنات غير شرعية علي الفلسطينيين بالاعتداءات عليهم وسرقة محاصيلهم وتدمير زراعاتهم وحرق أراضيهم, وزد علي ذلك هجوم اليهود اليمينيين المتطرفين علي المسجد الأقصي والدخول إليه والاعتداء علي المصلين وذلك في حماية جنود الاحتلال, كل هذه الجرائم بجانب تعذيب الأسري ومنع الأدوية عنهم مما تسبب في وفاة عدد منهم نتيجة لذلك, وارتكاب العدو لجريمة ما يسمي بالاعتقال الإداري غير القانوني والمخالف لكل الاتفاقيات الدولية الخاصة بمعاملة الأسري.
وبعد سنة من صدور التقرير ومنذ بداية عام 2023 ومع تولي الأطراف اليمينية المتشددة حكم الكيان الصهيوني العنصري ازدادت جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني, ومنذ شهرين وبالتحديد من السابع من أكتوبر 2023 وحتي الآن يقوم الكيان المجرم بالعدوان اليومي علي قطاع غزة ويرتكب جرائم التطهير العرقي وقتل النساء والأطفال والشيوخ وهدم مدن بكاملها مع تدمير البنية التحتية للقطاع ومنع وصول المياه والغذاء والدواء والوقود إلي المواطنين, بل وتهجيرهم قسريا من أجل توطينهم خارج بلدهم في سيناء المصرية, هذا بجانب الاعتداء علي أهالي الضفة الغربية بغرض تهجيرهم إلي الأردن وبذلك يشرع الصهاينة في إقامة الدولة اليهودية.
يرتكب العدو الصهيوني هذه الجرائم البشعة وسط صمت معظم الحكومات ومع شراكة ومساندة ودعم الدول الاستعمارية الكبري وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في ارتكاب هذه الجرائم.
كما يرتكب العدو قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وسط تواطؤ وصمت الدول العربية المهرولة للتطبيع مع الكيان العنصري المحتل.
إن الشعب الفلسطيني الذي يسطر كل يوم بدمائه وتضحياته ملحمة نضالية من أجل الدفاع عن الأرض والمقدسات, وعن عزة وكرامة الأمة العربية, ومن أجل الحفاظ علي الأمن القومي المصري والعربي منذ نكبة 1948, لن يرضي عن حق التحرير والعودة بديلا.
ويردد الشعب الفلسطيني بصوته العالي, من كلمات صلاح الدين الحسيني, وألحان مهدي سردانة:
وعهد الله ما نرحل
عهد الله نجوع نموت ولا نرحل
عهد الثورة والثوار
والجماهير ما نرحل
واحنا قطعة من هالأرض
وعمر الأرض وعهد الله مابترحل
ونحن أيضا نرفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه وتوطينه في بلدان أخري لأن ذلك معناه تصفية القضية الفلسطينية وتهديد الأمن القومي المصري والعربي. نطالب مع كل الشعوب العربية والشعوب الحرة في كل دول العالم بوقف العدوان الصهيوني علي الشعب الفلسطيني فورا, ومحاكمة قادته أمام المحكمة الجنائية الدولية علي جرائم الحرب التي يرتكبونها, ونطالب باستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلي قطاع غزة دون تعطيل أو توقف أو شروط من جانب العدو الصهيوني.
كما نطالب دول العالم التي مازالت تحمل ضميرا إنسانيا مستيقظا أن تتحمل مسئولياتها في حماية الشعب الفلسطيني ودعمه في حق مقاومة المحتل واستعادة أراضيه, وإقامة دولته علي كامل التراب الفلسطيني, وعاصمتها القدس الشريف, وعودة اللاجئين, ونطالب بوقف التطبيع فورا مع الكيان الصهيوني المجرم وإغلاق سفاراته في الدول العربية واستدعاء السفراء العرب من إسرائيل.
إننا نحيي شعب مصر والشعوب العربية وشعوب العالم علي مقاطعة العدو الغاشم (والدول التي تشاركه العدوان وتدعمه) اقتصاديا واجتماعيا ورياضيا وفنيا, ونؤكد علي استمرار المقاطعة.
المجد والخلود للشهداء, والشفاء للجرحي, والحرية للأسري في سجون الاحتلال, والنصر للمقاومة والبقاء للشعوب, والزوال للاحتلال.