يفرح جميع المسيحيين بأسبوع الصلاة لأجل وحدة الكنيسة الذي نشترك فيه كلنا من يوم 18-25 يناير في كل عام, حيث تجتمع الطوائف المسيحية كلها للصلاة معا, واثقين أن الله تعالي يسمع هذه الصلوات الحارة, لاسيما وقد سبقنا إليه سيدنا يسوع المسيح في صلاته الشفاعية (يوحنا 17), طالبا أن يكون الجميع واحدا.. لأنه كما أن الله واحد والإيمان واحد, تحتم أن تكون الكنيسة واحدة بل رعية واحدة وراع واحد..
إننا نتوجه بالدعوة الصادقة لجميع المسيحيين مطالبين أن نرتفع كلنا فوق حاجز الطائفية وحدودها الضيقة التي مللناها وسأمناها, لاسيما والعالم من حولنا صار يدعو إلي الحوار الحضاري لتصفية وحل جميع مشكلاته وخلافاته التقليدية التاريخية القديمة.. خاصة وأن لا ذنب لنا نحن في انقسامات الكنيسة التاريخية التي حدثت لأسباب متعددة بعضها كان تحت التزام أغراض سياسية وأخري لسبب الخلاف علي ألفاظ وكلمات بما لم يتصل أبدا بحقيقة العقيدة الكتابية الإيمانية.
ثم إننا نستطيع البدء في خطوات عملية جادة هادفة نلخص منها ما يلي:
أولا: رفع الحظر والمنع من جانب كنيسة معينة لشعبها أن يصلي في كنيسة أخري خلال العام, وبذلك يتوقف الذم والتجريح في عقائد الآخرين.. كما يحاسب رجل الدين الذي يستخدم سلطانه الكنسي في حرم المؤمن الذي يصلي في كنيسة غير كنيسته.
ثانيا: اتخاذ خطوة جادة في وحدة تاريخ الأعياد المسيحية وهذا سيكون له أطيب الأثر داخلا وخارجا.
ثالثا: اقترح البدء فورا في اشتراك الطوائف جميعها في الأعمال الخيرية العامة حيث يتهيأ المناخ الملائم لجمع الشمل بدون حساسية العقائد الكنسية.
رابعا: أطلب أن يتكرر أسبوع الصلاة مرارا خلال كل عام حيث المزيد من الصلاة والدعم لروح الوحدة وممارسة المحبة المسيحية.
خامسا: تسمح كل طائفة لأبناء الطوائف الأخري بالكتابة في مجلاتها الدينية وتتاح الفرصة لأصحاب العقول الوحدوية والقلوب السمحة الكبيرة أن يكتبوا في موضوعية وجدية.
سادسا: وهذا هو الأهم نطلب تأسيس مجلس روحي أعلي يضم الطوائف الثلاثة برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث.. وتمثل فيه الطائفتان الكاثوليكية والإنجيلية علي أعلي مستوي علي أن تكون لهذا المجلس سلطة النظر والبت في المشكلات العامة ودفع خطوات الوحدة إلي الأمام.
نكتفي بهذه المقترحات مشفوعة بأصدق الصلوات إلي الله القدير لكي يجمع شمل الكنيسة في هذا العصر الذهبي لمصرنا العظيمة التي تدعو للسلام والحب في إطار الحوار الهادئ ومن منطلق الأخوة البشرية.