مع أول أيام 2024، تحتفل هيئة كوبتك أورفانز بالانطلاق الفعلي لمبادرة “بسيطة” والخاصة بالتمكين المالي للأمهات من الأرامل والمعيلات المشتركات في “برنامج لست وحدك” التابع للهيئة وذلك بإدراجهن في منظومة الشمول المالي في مصر، فقد تم تفعيل البطاقات البنكية لحوالي 9000 سيدة في 800 قرية ومدينة من الإسكندرية إلى أسوان، تماشياً مع الخطط العالمية للتحول الرقمي وتوجه مصر إلى الشمول المالي، صممت كوبتك أورفانز مبادرة “بسيطة” لتغيير نظام التعاملات المالية مع الأسر المشتركة في برامجها من التعامل النقدي إلى التعامل البنكي، فبدلاً من توصيل المنح الشهرية للأسر باليد عن طريق فريق من المتطوعين ثم توقيع الأمهات على الإيصالات الورقية باستلام المبالغ النقدية، أصبحت الأسرة تتلقى الدعم المالي على حسابها البنكي مباشرةً.
فقد أسفر هذا التحول إلى بناء منظومة متكاملة يعتمد قوامها على الاعتماد على التكنولوجيا ورفع وعي ومهارة الفرق المسؤولة عن متابعة الاسر بل وتأهيل وإعداد الأمهات إلى التعامل بالنظام البنكي. لذلك تضمنت مبادرة “بسيطة” بناء نظام الكتروني يُسهل على فريق العمل والمتطوعين القيام بالإجراءات الإدارية إلكترونيًا وأوتوماتيكيًا، الأمر الذي أدى إلى توفير وقت ومجهود فريق العمل وتوجيهه إلى دعم ورعاية الأسر. وعلى مستوى آخر تم تدريب فريق العمل والمتطوعين على استخدام النظام الإلكتروني الجديد الذي يضمن دقة تنفيذ العمليات الإدارية حتى التواصل مع البنك لإتمام التحويلات المالية للأمهات، وأيضاً تدريب كافة السيدات المُستهدفات من مبادرة “بسيطة” على أساسيات إدارة الميزانية واستخدام بطاقة البنك في المعاملات المالية.
وفي صدد خطة الدولة لإدراج السيدات في الشمول المالي، تضيف السيدة همس هاشم مدير إدارة الشمول المالي في بنك القاهرة أن “مشروع بسيطة كان له دورا إيجابي في تعزيز الشمول المالي حيث تم تمكين السيدات المعيلات وبالأخص بالمناطق الريفية والمهمشة وخاصة الأمهات اللاتي لا تُجيد القراءة والكتابة على كيفية التعامل المالي من خلال القنوات الرسمية حيث أصبح لديهن حسابات بنكية وبطاقات خصم مباشر للتعامل مباشرة بدون أي شروط او الاستعانة بأحد من ذويهن. بالإضافة الى الدور الفعال الذي قامت به كوبتك أورفانز من وضع خطة ممنهجة لمساعدة الأمهات من حيث التدريب والتوعية والتوجيه طوال فترة المشروع والذى أسفر عن التثقيف والتمكين المالي لحوالي 9000 سيدة ليصبحن مشمولين ماليًا.”
ومن جهة أخرى، فقد حققت مبادرة “بسيطة” للسيدات المشاركات الشعور بالكرامة والخصوصية والوعي كما أعادت لهن الشعور بالثقة في أنفسهن كمسؤولات عن رعاية أسرهن بعد فقدان الزوج، فتقول إحدى الأمهات “بقيت اعرف اسحب الفلوس من الماكينة وحدي ومش الواد ولا البت عشان يقبضوا لي الفلوس”، وقالت أخرى “حسيت بالقيمة لما رحت استخدم ماكينة البنك ولقيت جارتي المدرسة واقفة جنبي، حسيت إني زيي زيها”. وفي هذا الصدد يُضيف رفيق ملاك مدير برنامج “لست وحدك” والمُشرف على تنفيذ مبادرة “بسيطة” “أن المبادرة أحدثت تغييراً جذرياً في حياة الأسرة حيث مكنت أفراد الأسرة من الاستفادة بالخدمات البنكية. ومنحت الأسرة الشعور بالخصوصية والامان والكرامة”، وتُضيف ريجينا إيميل كبير أخصائية البرامج والمشرفة على تنفيذ “بسيطة” أن ” لا تمثل التحويلات البنكية على حسابات الأمهات مجرد معاملات بنكية، بل هى تطبيق فعلي لتنمية وتمكين المرأة من خلال خلق حلقة كاملة من التعلم، تبدأ بتثقيف وتعليم الأمهات وامدادهن بالأدوات اللازمة لمواجهة التغيير حتى يستطعن بدورهن إعداد أبنائهن ليظهر ثمر ذلك في تنمية المجتمع ككل.”
تؤكد تجربة “بسيطة” على ضرورة تكامل الخدمات المقدمة من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المختلفة للدولة لتمكين المرأة بدورها المصدر الرئيسي لرعاية الأسرة في بعض الأحيان، وأيضاً لتحقيق نتائج تتناسب مع الحياة اليومية للأسرة وتؤهلها لمواكبة التطورات العالمية وخطط التنمية التي تعمل علي تحقيقها الدولة المصرية.