الامم المتحدة: قبل الحرب كان الوضع الإنساني في غزة بائسًا أما اليوم فقد أصبح كارثة
تمثل شحنة الإمدادات الإنسانية اللازمة لإنقاذ الأرواح ، التي دخلت غزة أمس، شريان حياة بالغ الأهمية لمئات الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، الذين قُطعت عنهم إمدادات الماء والغذاء والدواء وغير ذلك من الضروريات. ولكن هذه الإمدادات مجرد بداية صغيرة وبعيدة كل البعد عن كفاية احتياجات السكان هناك. ففي غزة أكثر من 1.6 مليون إنسان في حاجة ماسة إلى المعونة الإنسانية. ومن بين هؤلاء فإن الأطفال والحوامل والمسنين هم الأكثر ضعفًا، علمًا بأن ما يقرب من نصف سكان غزة تقريبًا من الأطفال. الشحنة عبارة عن عشرين شاحنة امدادات من الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن “أوامر الإخلاء التي أصدرتها إسرائيل للمستشفيات في شمال غزة هي حكم بالإعدام على المرضى والجرحى”. وإذا اضطر المرضى إلى التحرك وانقطعوا عن الرعاية الطبية المنقذة للحياة أثناء إجلائهم، فإنهم جميعًا يواجهون تدهورًا وشيكًا في حالتهم أو الوفاة، وستتحول المشافي لمقابر جماعية، لذلك لابد من السماح بدون قيد او شرط لدخول الامدادات الانسانية من العلاج والغذاء والوقود، وأضافت المنظمة ان أوامر إسرائيل المتكررة بإخلاء 22 مستشفى تعالج أكثر من 2000 مريض في شمال غزة. إن الإخلاء القسري للمرضى والعاملين الصحيين سيزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية والصحة العامة الحالية”، وذكرت أيضًا أن المرافق الصحية في شمال غزة لا تزال تستقبل تدفقًا كبيرًا من المرضى المصابين وتكافح من أجل العمل بما يتجاوز طاقتها القصوى، وأضافت أن “بعض المرضى يعالجون في الممرات وفي الهواء الطلق في الشوارع المحيطة بسبب نقص أسرة المستشفيات”.
وخلال ما يقرب من أسبوعين من القصف المستمر، الذي طال الملاجئ والمرافق الصحية وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، تعرض عدد مهول من مرافق البنية الأساسية المدنية في غزة للتلف أو الدمار. ولهذا، لم يتبق أمامنا إلا وقت قليل قبل أن ترتفع معدلات الوفيات إلى عنان السماء بسبب تفشي الأمراض والافتقار إلى الإمكانيات اللازمة لتوفير الرعاية الصحية. هكذا قال البيان الأممي الصادر عن منظمات منبثقة عن الأمم المتحدة “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية” بشأن دخول إمدادات إنسانية إلى غزة.
وقال البيان إن المستشفيات مكتظة بالمصابين، والمدنيون يواجهون صعوبات متزايدة في الحصول على الإمدادات الغذائية الأساسية. أما المرافق الصحية، فلم يعد لديها وقود، وتعمل بكميات قليلة حصلت عليها من داخل غزة من المتوقع أن تنفد غدًا أو نحو ذلك. أما عن المياه، فإن الطاقة الإنتاجية للمياه لا تزيد عن 5 في المائة من الطاقة العادية. والإمدادات الإنسانية المجهّزة مقدمًا قد استُنفدت. ووسط كل ذلك، فإن الضعفاء هم الأكثر عرضة للخطر، ومنهم الأطفال الذين يموتون بأعداد تدعو للقلق ويُحرمون من حقهم في الحماية والغذاء والماء والرعاية الصحية.
ومن قبل هذا الصراع في غزة، كان ما يقرب من ثلث سكان فلسطين يعانون من انعدام الأمن الغذائي. واليوم، نفدت البضائع تقريبًا من المحلات التجارية، وأغلقت المخابز، كما نزح عشرات الآلاف من البشر ولا يستطيعون الطهي أو شراء الطعام بأمان.
وتدعو المنظمات إلى وقف إنساني لإطلاق النار ، مع السماح فورًا، بدون قيود، بدخول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة لتمكين الجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني من الوصول إلى المدنيين المحتاجين، وإنقاذ الأرواح، والحيلولة دون استمرار معاناة البشر. ويجب أن يكون تدفق هذه المساعدات الإنسانية على نطاق كبير ومستمر، وبما يوفر لجميع سكان غزة حياة كريمة.كما تدعو إلى توفير المياه والغذاء والرعاية الصحية، بما في ذلك رعاية الصحة الجنسية والإنجابية، والوقود اللازم لتقديم الخدمات الأساسية، وأن يتوفر كل ذلك على نحو مأمون ومستمر. وحماية جميع المدنيين والبنية الأساسية المدنية في غزة، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية.
كما تدعو المنظمات الى حماية العاملين في المجال الإنساني في غزة الذين يخاطرون بحياتهم لخدمة الآخرين. وقد وصل عدد الضحايا منهم الى سبعين ضحية منذ بدء الحرب في غزة.
وقالت الأمم المتحدة: قبل الأعمال العدائية الأخيرة، كان الوضع الإنساني في غزة بائسًا، أما اليوم فقد أصبح كارثة. ويجب على العالم أن يتحرك.