أقيمت احتفالية ذكرى افتتاح متحف اثار طنطا الثالثة والثلاثون تحت عنوان (متحف طنطا جوهرة الدلتا)، بدعوة من الدكتور عماد بدير مدير عام المتحف وبحضور عدد كبير من رجال الفكر والثقافة والإعلام والشخصيات الكبرى بمحافظة الغربية ونخبة من الآثاريين بوسط الدلتا، في جو ساده البهجة والسعادة بهذه المناسبة الهامة ، وقد احتوت على العديد من الفقرات، حيث بدأت الاحتفالية باستعراض المعرض المؤقت الذي أقيم بالدور الأول بالمتحف تحت عنوان ( مجموعة تماثيل التيراكوتا بمتحف طنطا ) والذي عرض به ستة قطع أثرية مميزة من التيراكوتا ، تلى ذلك العروض التي قدمت بقاعة المؤتمرات بالمتحف والتي بدأت بالسلام الوطني، أعقبه أفلام وثائقية عن تاريخ المتحف ومقتنياته ومناسبة ذكرى الافتتاح ، ثم كلمات كبار الضيوف الذين أعربوا عن سعادتهم بالمناسبة وبما وصل اليه المتحف من تطوير.
أعقب ذلك فقرات من الإنشاد الديني والفنون الشعبية المميزة لمدينة طنطا ، ثم فقرة ذوي الاحتياجات الخاصة التابعين لجمعية ( استبقوا الخيرات بطنطا ) الذين عرضوا مواهبهم في الفن والأدب والتصوير وقد أعد بعضهم لوحات ذات طابع أثرى احتفالا بالمناسبة ، بالإضافة إلى التميز الرياضي حيث أن منهم من حصل على ميداليات ذهبية في الرياضات المختلفة ، أعقب ذلك فقرة لعرض أهم القطع الأثرية بالمتحف بالصور والباور بوينت قام به الجروب المميز لأصدقاء المتحف ، وفي الختام تم تكريم قدامى القادة بمتحف طنطا والمتميزين من الفرق المشاركة في الحفل.
وفي سياق الاحتفال أقام عددا من الفعاليات تضمنت ندوات عن المتحف وذكريات افتتاحه، بالإضافة إلى فقرة فنية لفرقة الفنون الشعبية وكورال قصر ثقافة الغربية تشمل عروض غنائية واستعراضات للفنون الشعبية والفلكلورية المرتبطة بالدلتا، وعرض لأفلام قصيرة وصور لأهم القطع الأثرية بالمتحف طنطا.
كما تم تنظيم مسابقة للمواهب الفنية في الرسم والتصوير والموسيقى والغناء للطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة بالمدارس التابعة لمديرية التربية والتعليم بالغربية، وورشة فنية لذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع جمعية استبقوا الخيرات بطنطا.
جدير بالذكر أن متحف طنطا يعد واحداً من أهم وأعرق المتاحف المصرية، كانت البداية الأولى للمتحف في عام 1913، حيث خُصصَت قاعة في مجلس مدينة طنطا لعرض بعض الآثار، وفي عام 1957، نُقِلَ المُتحف إلى مدخل سينما البلدية، وفي عام 1980، بدأت هيئة الآثار حينذاك في إنشاء المتحف الحالي والذي تم افتتاحه لأول مرة في 29 أكتوبر عام 1990.
ظل المتحف مفتوحًا للزيارة حتى عام 2000، ثم أغلق للترميم والتطوير، وأعيد افتتاحه بعد إعادة تأهيله في 31 أغسطس عام 2019.
يضم المتحف مقتنيات أثرية من مختلف العصور التاريخية بدءً من عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني وروماني وبعض المقتنيات من الفن القبطي والعصر الإسلامي والعصر الحديث.
تمثل هذه المعروضات نتاج الحفائر الأثرية التي جرت في المواقع الأثرية بالمحافظة إلى جانب مقتنيات من العديد من المواقع الأثرية.
تعرض القطع الأثرية بالمتحف في طابقين، خصص الطابق الثاني لعرض القطع الأثرية من المواقع الأثرية الهامة والعريقة بالدلتا وهي تل الفراعين، صا الحجر، صان الحجر، تل بسطا، قويسنا، بهبيت الحجارة، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات من مواقع أثرية مختلفة بمصر.
أما الطابق الثالث فيضم مقتنيات أثرية تحكي عن العالم الآخر منها نموذج لمقبرة بها مومياء لأحد النبلاء يدعى أوباي من عصر الدولة الوسطى داخل تابوت خشبي وتزخر المقبرة بالأثاث الجنائزي من أواني للأحشاء وتماثيل أوشابتي وموائد قرابين وأواني فخارية وحجرية.
كما تُعرض بعض العملات الذهبية والفضية والبرونزية من العصور اليونانية الرومانية والإسلامية، بالإضافة إلى عدد من قطع النسيج وأدوات الغزل وتماثيل المعبودات والملوك، وكذلك الأواني الفضية المصنوعة من الكريستال والقاشاني الخاصة بالأسرة العلوية، وبعض الأدوات الكنسية والأيقونات.
كما يوجد بالدور الأرضي للمتحف معرض دائم مكرس للمعبود حابي معبود النيل عرفانا بفضل النيل على الدلتا التي تكونت أرضها من غرين النيل عبر العصور.