لذلك فإن الله غير المحدود قال لبولس الرسولوتكفيك نعمتي(2كو12:9).
إنها نعمة اللله القادرة أن تفتح لك في البحر طريقا(خر14) وتفجر لك من الصخرة ماء(خر17:6) وتهدم أمامك جبالا كما قال الرب عن معونته لعبده زربابلمن أنت أيها الجبل العظيم أمام زربابل تصير سهلا(زك4:7).
يعوزنا الوقت إن تحدثنا عن قصص القديسين مع باب الله المفتوح:
هل أتحدث عن القديس أثناسيوس الرسولي, الذي قيل لهالعالم كله ضدك يا أثناسيوس ومع ذلك وقف ضد العالم الهرطوقي وانتصر لأن الرب جعل أمامه بابا مفتوحا أم أتحدث عن نحميا الذي فتح الله له بابا عجيبا فإذا بملك أممي يزوده بكل الإمكانيات ليعيد بناء أورشليم ويتحول من إنسان في السبي, إلي حاكم في مدينة الله.. أم أتحدث عن لعازر الدمشقي, وكيف أرشده الرب إلي رفقة, ليختارها زوجة لإسحق ابن سيده, بإرشاد إلهي عجيب!! حتي قاللا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي(تك24:56).
كذلك ما أكثر الأبواب المفتوحة للتوبة.
من كان يظن أنه سينفتح باب للتوبة أمام مريم القبطية التي أعثرت المئات وأسقطتهم ولكن الله فتح أمامها بابا بمعجزة لمست فيها في الرب وتابت.
ومن كان يظن أنه سينفتح باب أمام أوغسطينوس وبيلاجيه وموسي الأسود, بعد أن وصلت حال كل منهم إلي وضع سئ للغاية في البعد عن الله.
وهكذا أيضا شاول الطرسوسي مضطهد الكنيسة.
من كان يظن أنه سيتحول إلي رسول وإناء مختار للرب, هذا الذي كان ينفث تهديدا ويجن رجالا ونساء إلي السجن (أع9:2,1) وإذا باب في السماء ينفتح أمامه وهو في الطريق إلي دمشق, برؤيا عجيبة كلمه فيها الرب, فآمن وتحول إلي العكس, وتعب أكثر من جميع الرسل ونال إكليل الشهادة.
كذلك الأمم فتح لهم الله بابا للتوبة والقبول..
وكانوا معتبرين غرباء أجانب عن رعوية إله, فصاروا هم الزيتونة الجديدة التي طمعت في الزيتونة العتيقة وأصبحت الغالبية العظمي من المؤمنين نابعة من هؤلاء الأمم. وانفتح الباب بمعجزة أمام كرنيليوسأع10 ثم أمام الكل(أع:15)
ماذا أقول عن أمثلة عجيبة امتدحها الكتاب:
أرملة صرفة صيدا التي أطمعت إيليا, والمرأة الكنعانية التي شفي السيد المسيح ابنتها وراحاب الزانية وراعوث, وملكة سبأ التي جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان.. كل أولئك اللائي تسجلت أسماؤهن في التاريخ وطوبهن الكتاب لمجرد أن الله جعل أمام كل واحدة بابا مفتوحا بل ماذا أقول عن يونان النبي الذي ابتلعه حوت؟!
من كان يظن أن مثل هذا يمكنه أن يخرج من جوف الحوت, ويحيا ويبشر نينوي وتؤمن علي يديه؟! ولكن الحل الوحيد أن الله قد جعل أمامه بابا مفتوحا, ففتح الحوت فاه, وألقاه إلي البر, ليؤدي رسالته!! حقا كما يقول الكتاب:غير المستطاع عند الناس, مستطاع عند الله(لو18:27).
إن الله قادر علي كل شيء وإن اعتمدت عليه تحيا في رجاء ثابت لا يتزعزع هو قادر أن يفتح الأبواب المغلقة ويحل كل المشاكل المعقدة.. بيده كل المفاتيح,يفتح ولا أحد يغلقه وهناك مثل عجيب لباب مغلق فتحه الله:
لقد فتح باب الفردوس بعد آلاف السنين..
وهكذا أدخل فيه آدم وحواء, بعد أن طردا قديما من الجنة وأدخل فيه كل الراقدين علي الرجاء وجعل هذا الباب مفتوحا أيضا أمام اللص اليمين, وأمام جميع التائبين لكي يصيروا جميعا فرحين في الرجاء(رو12:12)
لكل هذا, اطلب من الرب أن يفتح أمامك الأبواب.
قبل أن تحرج من بيتك كل يوم, اطلب من الرب أن يفتح أمامك كل القلوب, وكل الآذان وأن يفتح أمامك أبواب الرزق وأبواب الخير, وما أجمل تلك الصلاة التي يصليها الأب الكاهن أمام الهيكل ويقول:
اجعل باب بيتك مفتوحا أمامنا في كل زمان
ويقول أيضا لاتغلق باب بيتك في وجوهنا بل في كل يوم يصلي كل منا ويقولافتح يارب شفتي فيخبر فمي بتسبحتك(مز50) ذلك لأننا لا نضمن إن فتحنا أفواهنا من ذواتنا أي كلام سنقوله؟ وهل سيكون مرضيا أمام الله أم لايكون؟ وماذا ستكون نتائجه؟
ولعل من الصلوات العجيبة التي صلاها إليشع النبي لأجل تلميذه جيحزي هي قوله:افتح يارب عيني الغلام فيري(2مل6:17)
فيري أن الذين معنا أكثر من الذين علينا, فيطمئن ويؤمن. نعم نحن لنا عيون ولكنها لا تبصر, وآذان ولكنها لا تسمع ونحتاج أن يفتح الرب عيوننا وآذاننا وقلوبنا أيضا, ألسنا نقول في صلواتنااكشف عن عيني فأري عجائب من ناموسك(مز119).
وبعد أترانا قلنا كل ما يفتحه الله أمامنا؟ كلا, بلا شك فالموضوع أطول من أن يسعه مقال, عن الله الذي قالأفتح لكم كوي السماء, وأفيض عليكم بركة, حتي لا توسع.