في ندوة الصالون الثقافي لنقابة الصحفيين وتحت عنوان “مسارات الأديان السماوية وتنشيط السياحة المصرية” استضاف الصالون الدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار الأسبق وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورةو أحد أهم المشرفين علي كتاب رحلة العائلة المقدسة وصاحب فكرة تسجيل الآثار للحد من تهريبها، وقد بدأ الأستاذ محمود الشيخ رئيس رابطة رواد الصالون الثقافي في سرد أهمية الإهتمام بالآثار الإسلاميةوالقبطية.
كما تحدث الأستاذ سعيد جمال الدين رئيس شعبة الصحافة السياحية بالنقابة عن دور تلك المسارات الدينية في تنشيط السياحة المصرية شرط حسن استغلالها فعلى سبيل المثال هناك اعتماد صريح من البابا تواضروس سنة 2017 لاعتماد مسار العائلة المقدسة في مصر كمسار للحج وهي فرصة ذهبية لم تستغل فقد تسمح باستقبال 30 مليون سائح سنويا، ثم تحدث الدكتور محمد عن عظمة مصر آثاري فلديها آثار لجميع الفترات التاريخية في كل بقعة من محافظاتها منذ عصور ما قبل التاريخ مرورا بجميع الحقب التاريخية، ثم تعمق في حديثه خصيصا عن المسارات الدينية مثل “مسار العائلة المقدسة ومسار ال البيت “وكذلك حادثة التجلي الاعظم على جبل الطور وأنهم فقط قد يحدثون طفرة في تنشيط السياحة في مصر ، فبالحديث عن مسار العائلة المقدسة مثلا والذي يشمل ١٢ منطقة بمصر هي العري والفرما وتل بسة وبلبيس بالشرقية وسعادة ووادي النطرون والبهنسا وجبل الطير والاشمونين وديروط ودير المحرق فقط في رحلة الذهاب، أما رحلة العودة إلى فلسطين فهناك أسيوط ومنف والمعادي والمطرية حيث توجد الشجرة المباركة باسم السيدة العذراء مريم ومسطرد وبلبيس مرة أخرى وتل بسطة والفرما وصولا العريش ثم دخول أرض فلسطين، وإذا تم اعتماد هذه المحطات جميعها كمسار حج أو مزار سياحي فكيف لا نهتم بالعمل على تنفيذ ذلك على أرض الواقع وجذب ملايين السياح وهو مايبذل بالفعل في هذا الملف حيث قال ان من موقعه كرئيس لجنة الاعداد والدراسات والمواقع في المسار تم وضعه على الخريطة السياحية العالمية من خلال توثيق تلك المحطات وترميمها وطباعة المادة العلمية لها والحفاظ عليها فهناك خمسة محطات رئيسية لرحلة العائلة المقدسة بشكل أساسي تحكي لنا الرحلة كمنطقة مصر القديمة وكنيسة أبي سرجة وشجرة مريم بالمطرية وأديرة وادي النطرون (دير السريان، دير البراموس، دير الانبا بيشوي، كنيسة العذراء مريم بجبل الطير بسمالوط بالمنيا ودير المحرق) وهناك ماقام به شباب الباحثين مثل الدكتور أحمد النمر وعمرو عبدالكريم في عمل كتالوج باللغة العربية واللغة الانجليزية بعنوان “محطات من رحلة العائلة المقدسة في مصر” يوثق فوتوغرافيا الرحلة لوضعها علي قائمة التراث العالمي لليونسكو
ثم انتقل إلى الحديث عن مسار آخر وهو مسار الحج الإسلامي والذي بدأ في عهد شجرة الدر 1250م واستمر حتي عام 1962 ويوجد نموذج لها بقصر الجوهرة بالقلعة وكان السلطان منذ عهد المماليك حتي عصر الملك فؤاد والملك فاروق هو من يعطي إشارة البدء لتحرك المحمل الشريف الذي يحمل كسوة الكعبة ويبدأ المسار من بركة الحاج بجوار حدائق القبة او بجوار المرج حاليا ثم عجرود بالسويس ثم قلعة النواطير وقلعة نحل في وسط سيناء ثم طريق النقب او نقبة البغلة وبه نقش الغوري ثم قلعة أيلة ثم شاطئ الحجاز الذي يبدأ بقلعة المواليح ثم قلعة ينبع وقلعة رايخ داخل الحجاز ، وهناك مسارات “ال البيت” الذين جاؤوا الي مصر مثل السيدة زينب، السيدة نفيسة، السيدة رقية، الإمام الحسين بطول 2كم بمحافظة القاهره وهناك مجهودات واضحة لتطوير هذا المسار تضم شوارع مثل شارع بور سعيد وشارع عبد المجيد اللبان وشارع الاشراف وشارع الخليفة ومساجد مثل مسجد السيدة زينب ومسجد السيدة نفيسة ومسجد السيدة عائشة ومسجد أحمد بن طولون ومتحف جاير اندرسون ومسجد السيدة رقية وقبة فاطمة خاتون وقبة الاشرف خليل وحديقة منتزه الخليفة.
وأخيرا تحدث عن حادثة التجلي الأعظم بجبل الطور بسيناء ومشروع تطوير دير سانت كاترين والذي يضم 14 مشروعا آخر.
واختتم حديثه بأن في مصر جمال وتسامح ديني لا تجده في أي بقعة بالعالم لن تجد مجمع أديان واحد الدير بجانب الكنيسة بجانبهما المسجد وكل يصلي في محرابه والآذان يسمع بجانب قرع أجراس الكنيسة ثم يخرج كل متعبد يلتقون في سماحة لن تراها إلا بمصر حيث يوجد أكثر من مجمع أديان، فمصر قبلة جميع الأديان ومن حمت واحتوت كل من لجأ إليها.
وفي تعقيبه أوضح المستشار عدلي حسين الرئيس الشرفي لمسار العائلة المقدسة أن امتلاك مصر للمكان الوحيد في الكون الذي تجلي فيه الله وكلم نبيه موسي في سيناء يجعل من هذا المكان مزارا أثريا هاما ينبغي استغلاله، وكذلك حيث انشق البحر وعبر نبي الله موسي وأتباعه كل هذه مزارات سياحية تعزز الاقتصاد المصري.
ثم تحدث اللواء محمود متولي خبير النقل البحري عن سبب تأخر هذا المشروع الكبير وهو عدم تجهيز التعويضات اللازمة للمتضررين من هدم منازلهم لتجهيز طريق الرحلة مما أرهق المشروع في قضايا فرعية ينبغي حسمها.
أما الدكتور منى زكي خبيرة التخطيط الاستراتيجي فقد أشادت بجهود البابا تواضروس وقالت: “نحن مباركون من قبل الله عز وجل على الدوام فحينما قال الله “مبارك شعبي مصر“ لم تكن مجرد آية فلقد لجأت العائلة المقدسة لمصر هروباً من الاضطهاد ورحب شعب مصر بهم وحماهم ولهذا اختص الله مصر كذلك بمكان تجلي الله على الأرض واحتمى الحجيج المسلمين كل عام بها في فرحة وصول كسوة الكعبة سنوياً في موكب مبهج ارتبط مع المصريين حتى بحفلات إتمام الزواج وأرى أن هناك اهتمام عالمي اسلامي ومسيحي ويهودي بهذه المسارات.
ثم تحدث الأستاذ ناصر صبحي الصحفي والمسؤول عن مشروع مصر المباركة عن مشروعه الذي يحكي تاريخ رحلة العائلة المقدسة مقدم في ٧ لغات عالمية وبتقنية ثلاثية الأبعاد حديثه جذبت وخاطبت الشباب الصغير قبل الأكبر عمرا لتسجيل وتوثيق الرحلة التراثية في أذهان وعقول الأجيال الجديدة وبأن المشروع يعمل على نقله بلغات أخرى إلى قاعدة أعرض وأوسع.