نظم مجلس الأعمال الكندى المصري ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي، برئاسة المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال الكندى المصري، ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي، ندوة بعنوان “مستقبل السياحة في مصر .. الفرص والتحديات”, وقد شارك في الحضور عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، ويمنى البحار مساعد الوزير للشئون الفنية.
والتي دارت حول نجاح قطاع السياحة المصري في تجاوز الكثير من التحديات والأزمات الطاحنة التي تواجهه على مدى السنوات الماضية.
واستهلت الندوة بعرض فيلم ترويجي عن الحضارة المصرية القديمة والذي تم إطلاقه في سبتمبر الماضي في إطار الإحتفال بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات.
وفي بداية الندوة، قال المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال الكندى المصري ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي: أبدأ كلمتى بمقولة شهيرة للمناضل الأمريكى مالكوم إكس” الخطوة الأولى لبلوغ النجاح تكمن في رفض الاستسلام للظروف المحيطة”, حيث إنها تلخص قصة النجاح التى تحققت في ملف السياحة في الفترة الماضية، والذي تحول من قطاع مُكبل بالقيود ومُثقل بالأزمات إلى الداعم الأكبر للاقتصاد الوطني.
وأضاف، فكل المؤشرات والتقارير تشير إلى أننا تجاوزنا الصعب وبدأنا مرحلة جني الثمار فلكم أن تتخيلوا من تراجع للإيرادات 66% أي 4.4 مليار عام 2020 إلى مستهدف 14 مليار دولار هذا العام، كما حقق شهر إبريل الماضى أعلى معدل فى حركة السياحة الوافدة فى تاريخ السياحة المصرية بنحو مليون و350 ألف سائح وهناك زياده 37% فى حركة السياحة الوافدة خلال الربع الأول من العام الحالى ، كما أن هناك توقعات قوية تشير إلى أن مصر ستستقبل 15مليون سائح هذا العام أرقام تدعو للفخر وتؤكد أننا نمضي في الطريق الصحيح ووضع مصر في المكانة التي تستحقها على خريطة السياحة العالمية.
واستطرد رئيس مجلس الأعمال الكندي المصري، قائلاً: لا يخفى على أحد أن قطاع السياحة واجه الكثر من التحديات الهائلة والأزمات الطاحنة لسنوات طويلة كانت وراء ترك مصر لمقعدها فى الصفوف الأولى لأبرز الوجهات السياحية في العالم .. فبداية من عام 2011 وحتى وقتنا هذا واجه القطاع ظروف صعبة وأحداث متواصلة أثرت على معدلات النمو والإيرادات بدأت بثورة يناير ثم كارثة سقوط الطائرة الروسية فى نهاية أكتوبر 2015 ، وما أن بدأت بوادر الإنتعاش تعود لحركة السياحة فى 2019، حتى جاءت أزمة كورونا ليعيش القطاع أسوء حالته ، ثم فاجئتنا الحرب الروسية – الأوكرانية وتداعياتها من ارتفاع التضخم وأسعار الطاقة وتعطل سلسل الإمداد والتى أثرت على معظم اقتصاديات العالم، وكأن الظروف كلها اجتمعت لتقف أمام انطلاق قطار السياحة، المصدر الأقوى للدخل القومي.
تحفيز وتنمية صناعة السياحة
وقال المهندس “رسلان” لأن الإصرار على التفاؤل يصنع ما كان مستحيلا، كما يقول وليم شكسبير، تبنت وزارة السياحة والآثار فكرًا جديدًا وبحثت عن مبادرات وحلول غير تقليدية لتحفيز وتنمية صناعة السياحة واستغلال الإمكانيات والثروات الأثرية التى تتمتع بها مصر، وأطلقت استراتيجية 2022 – 2028والتى تستهدف تتحقيق نمو سريع فى صناعة السياحة يتراوح من 25 إلى 30% من خلال ثلاث محاور رئيسية هى اتاحة الوصول للمقصد السياحى وزيادة الطاقة الإستيعابية للطائرات وتحسين مناخ الإستثمار ورفع جودة الخدمات السياحية، والأهم أنها حددت مستهدفاتها من أعداد السياحة الوافدة فى الأسواق العالمية، وبالفعل بدأنا نرى هذه الأرقام على أرض الواقع بُقرب تحقيق 15 مليون سائح العام الحالى ثم 20 مليون سائح مستهدف العام القادم وصولاً إلى 30 مليون سائح بحلول 2028 ، هذا إلى جانب الإشادات الدولية، ومنها احتلال مصر المرتبة التاسعة في القائمة التي أعدها موقع ” Awaits Travel” كأفضل وجهات السفر عام 2023، باالضافة إلى ارتفاع مؤشر الثقة فى صناعة السياحة فى مصر هذا العام بنحو 11 %، كما وضع موقع Travel CNN مصر ضمن أفضل الوجهات السياحية خلال 2023.
وقال رئيس مجلس الأعمال الكندي المصري ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي: أرقام وإشادات دولية تؤكد أن هناك رؤية طموحة ومجهود شاق يبذل على أرض الواقع للحصول على نصيبنا العاد من حركة السياحة العالمية تدعمها امكانيات مصر الهائلة سواء السياحة الشاطئية أو العلاجية أو الثقافية، بالإضافة إلى الإنفاق الكبير على مشروعات البنية التحتية ودورها فى فتح الطريق أمام نمو السياحة وتسهيل حركة انتقال السائحين بين المقاصد المختلفة بخلف التشريعات والتيسيرات التى تهدف لتعزيز دور القطاع الخاص للمشاركة فى تنمية قطاع السياحة.
أرقام ومؤشرات تدعو للتفاؤل الشديد
ولكني أرى أن مصر لم تأخذ نصيبها من حركة السياحة العالمية و حصتها لم تتجاوز 1 % حسب بعض التقارير العالمية، وهذا بالطبع لا يتناسب مع امكانياتنا ومقوماتنا السياحة، وأرى أن هناك بعض التحديات المحلية والعالمية الخارجة عن الإرادة التى مازالت تواجه هذا الملف والتي يجب العمل علي التغلب عليها، وفى هذا الإطار يسعدنا أن نستضيف معالى الوزير أحمد عيسى وزير السياحة والأثار … ونشكره على تلبية الدعوة ومشاركتنا الحوار حول مستقبل السياحة فى مصر.
فهو يمتلك سجل يؤهله لإدارة هذا الملف بجدارة، فقد حصل على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2003، وله خبرات طويلة فى مجال العمل المصرفى، فهو أول رئيس لإدارة التخطيط الإستراتيجي بالبنك التجاري الدولي، كما شغل العديد من المناصب القيادية أهمها رئيس القطاع المالي ببنك CIB ورئيس مجموعة المؤسسات المالية بقطاع تمويل المؤسسات بالبنك، والعضو المنتدب لشركة التجاري الدولي لخدمات الاستثمار البنكي – سي أي كابيتال، رئيس مجلس إدارة شركة ” كوربليس ” ومجموعة شركات فالكون جروب.
كما له نشاط كبير خارج القطاع المصرفى ، ما مكنه من بناء سمعة مميزة داخل الشركات متعددة الجنسيات العاملة بالاقتصاد المصري، وشغل عدة مناصب في هذا الإطار خارج البنك فى الكثير من الشركات والمؤسسات.
قبل أن أختتم كلمتي، يحضرني مقولة شهيرة ” ” The key to success is to focus on goals, not obstacles ” مفتاح النجاح هو التركيز على الأهداف وليس العقبات .. وأرى أن فكر وزارة السياحة الأن انتقل من مرحلة الوقوف أمام التحديات إلى تحديد الأهداف ووضع رؤية لما سنكون عليه بعد سنوات.
أعداد السائحين تخطت 7 مليون سائح
هذا وأشار أحمد عيسى وزير السياحة والأثار إلى أن هذه الندوة فرصة جيدة لاستعراض أبرز مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الستة أشهر الماضية، منوهاً لأهمية صناعة السياحة بالنسبة لاقتصاديات الدول وخاصة بإعتبارها أحد أهم مصادر النقد الأجنبي، وتأثيرها بصورة كبيرة على العديد من الصناعات الأخرى.
وأشار الوزير إلى أنه خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري شهدت الحركة الوافدة لأول مرة في تاريخ السياحة في مصر نمو في أعداد السائحين التي تخطت الـ 7 مليون سائح، مع زيادة أعداد الليالي السياحية وانتظام وتنوع مصادر الأسواق السياحية المصدرة لهذه الحركة في تركيبة متميزة لأول مرة بدون تركيز كبير لأحد الجنسيات عن الجنسيات الأخرى، وأنه مستهدف الوصول إلى 15 مليون سائح خلال هذا العام، منوهاً أأنه بمقارنة الأرقام التي حققتها مصر في صناعة السياحة بها مع المؤشرات العالمية للسياحة، فقد زادت السياحة في مصر بنسبة 11% عما حققه العالم خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بذات الفترة عام 2019 الذي يعتبر عام الذروة في صناعة السياحة في العالم، لافتاً أن حصة مصر السوقية من الحركة السياحية في ازدياد، مشيراً إلى أن هدف الوزارة الحالي هو تحقيق نمو سريع يتراوح ما بين 25%- 30% سنوياً والتي يقودها القطاع الخاص.
المؤشر العام لباروميتر السياحة
وأوضح الوزير أن أحد أهم معايير نجاح وقياس أداء وكفاءة العمل بالوزارة هو مدى ثقة القطاع الخاص نحو مستقبل صناعة السياحة في مصر، لافتاً إلى بعض التقارير التي تضمنت مؤشرات ورؤية إيجابية تتعلق بذلك ومنها التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء عن “المؤشر العام لباروميتر السياحة”، والاستقصاء الذي أجرته أحد الصحف الاقتصادية في ديسمبر الماضي لقياس الثقة في الصناعات المختلفة في الاقتصاد المصري، حيث ارتفع مؤشر الثقة في صناعة السياحة طبقاً لهذا الاستقصاء بنحو 11%.
واستعرض المنتجات السياحية التي تتمتع مصر بها بميزة تنافسية كبيرة والتي يتم حالياً التركيز عليها بصورة أساسية ومن أهمها منتج السياحة الثقافية، والسياحة الشاطئية والترفيهية، وسياحة العائلات، وسياحة المغامرات والسائحين الذين يبحثون عن التجربة السياحية المتكاملة متعددة التجارب والأنماط السياحية.
كما تحدث أحمد عيسى عن أبرز محاور الاستراتيجية الجاري العمل عليها حالياً والتي جاءت لتحسين جانب العرض في المقصد السياحي المصري وهي إتاحة الوصول للمقصد السياحي المصري بصورة أكبر ومضاعفة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني لدفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر، ومحور تحسين مناخ الاستثمار السياحي بمصر وزيادة عدد الغرف الفندقية الموجودة بها خلال الفترة المقبلة، وكذلك محور تطوير تجربة السائحين من خلال تطوير جودة الخدمات المقدمة إليهم بالمقاصد السياحية المختلقة والذي سيتم العمل عليه من خلال خطة قصيرة المدى وأخرى طويلة المدي من شأنها أن تساهم في تطوير المنتج السياحي ليناسب السائحين الذين يأتون فرادي لمصر.