* نستطيع أن نسلم أولادنا مفاهيم حياتنا الكنسية ونوصل لهم روح الآباء والكنيسة وحياتها وتراثها وتاريخها من خلال ستة خطوط تمثل مسارات تنشئة الأبناء بروح الآباء.
أولا:ـ الخلاص والحياة الكنسية
* يمكن أن نجد كل شيء خارج الكنيسة إلا الخلاص, والخلاص يعني الفداء.
* هناك حركات في العالم تقلل من أهمية الكنيسة, ولكننا في إحدي الترانيم القبطية المعبرة نقول: كنيستي هي بيتي, هي أمي, هي سر فرح حياتي, فما معني هذه الكلمات الثلاث؟
1- الكنيسة هي بيتي
الكنيسة هي بيتي لأن فيها سرين مهمين:
* سر الكهنوت: الذي هو سر الأبوة.
* سر مسحة المرضي: السر الذي يرتاح الإنسان من خلاله, فبيت الإنسان هو المكان الذي فيه أبوه, وهو المكان الذي يستريح فيه. والإنسان لا يرتاح إلا في بيته.
1- الكنيسة هي أمي
الكنيسة هي أمي, لأن فيها هذه الأسرار الثلاثة:
* سر الزيجة: حيث تكونت أسرتي الجسدية بزواج الأب والأم.
* سر المعموية: حيث ولدت من جرن المعمودية,(يدعوه القديسون: بطن أو رحم الكنيسة).
* سر الميرون: لم أولد فقط في الكنيسة, لكني تثبت فيها من خلاله.
3- الكنيسة هي سر فرح حياتي
* الفرح من سرين: سر التوبة والاعتراف, وسر التناول.
* الترنيمة تلخص هنا المفهوم العقيدي عن الكنيسة وأهميتها.
ثانيا:ـ أجنحة الحياة الروحية
هناك ثلاثة أجنحة لحياتنا الروحية:
1- الصلاة الدائمة: أهم شيء في الحياة, لأنها الصلة مع الله.
2- الكتاب المقدس: ويقول الآباء عنه إنه يشرب عرقك ودموعك, عرقك في القراءة والدرس, ودموعك لأنك تقرأ بروح الصلاة.
3- الإفخارستيا المتنظمة: التقدم المستمر للتناول يثبتنا في المسيح له المجد, وبه ننمو إلي ملء قامة المسيح.
* الصلاة تعني مخدعا في البيت.
* الإنجيل يعني منجلية في الكنيسة.
* التناول يعني مذبحا في الكنيسة.
ثالثا:ـ الأعمال الروحية اليومية
1- عمل التوبة: التوبة هي عملية تنقية القلب من الأفكار الشريرة, والنظرات الرديئة وغيرها, ولذلك التوبة عمل يومي.
* من التداريب المشهورة في حياة الدير للإخوة الجدد أن يطلب منهم تنقية جوال أرز, وليس القصد هو تنقية الأرز, لكن لكي يتعلم الأخ كيف أنه بتنقية هذه الكمية الكبرة من الأرز قليلا قليلا, هكذا يجب أن ينقي قلبه علي الدوام بالتوبة.
2- عمل الطاعة: لابد أن يتعلم الإنسان منذ الصغر فن الخضوع, وفن الخضوع نسميه الفن الصعب, أو فن التلمذة, حيث يتتلمذ الإنسان علي والديه في المنزل, والمدرس في المدرسة, والخادم في الكنيسة.. إلخ.
3- عمل التواضع: أحد وسائل تعلم التواضع هو الاعتذار, حين يخطئ الإنسان في حق شخص آخر.
رابعا:ـ الخطية وكسر الوصية
* حين يخطئ الإنسان ويكسر الوصية, يكسر قلب الله المحب. وكل أنواع الخطايا تتم من خلال هذه الثلاثية:
1- هجوم الفكرة: علي العقل.
2- قبول الفكرة: حيث يتحاور معها الإنسان.
3- تنفيذ الفكرة: نجد في مثل الابن الضال تطبيقا لهذه المنظومة.
* أرجوكم اغرسوا في أبنائكم مفهوم: إن الخطية سجن.
* أرجوكم ازرعوا أفكارا جيدة في عقول وقلوب أولادكم, بدلا من الأفكار الرديئة التي تأتيهم.
خامسا:ـ إصلاح الحياة الروحية
حياة الإنسان الروحية تسير في ثلاث محطات:
1- التغصب: لكي يصحح الإنسان مساره لابد أن يأخذ تدريبا ويلتزم به حتي لو كان هناك تغصب.
2- التعود: بعد التغصب يتحول الإنسان لدرجة التعود, حيث تصبح التداريب الروحية حلوة, ونمارسها بسلاسة.
3- التمتع: بعد التعود يقرأ الإنسان الإنجيل وهو فرحان, وقد يقرأه عدة مرات في اليوم, أو يقرأ فقرة ويعيدها مرات ومرات بتمتع.
سادسا:ـ أعداء الإنسان الأقوياء
لنا ثلاثة أعداء: العالم, الشيطان, والذات:
1- العالم: مليء بالعثرات والإغراءات.
2- الشيطان: دائما ما يحاول أن يخدعك ويزين لك الخطية, مثلما فعل مع أمنا حواء حين زين لها الأكل من الشجرة.
3- الذات: هي العدو الأكبر, وقد توهمه بما ليس فيه, حتي يصل إلي الكبرياء. والذات تجعل الإنسان يظن دائما أنه علي صواب, وهكذا يفقد تواضعه.
سابعا:ـ الملكوت والحياة السماوية
1- الهدف الأسمي: إن الهدف النهائي لكل خدمة ولكل عمل هو الملكوت.
2- النصيب الأعظم: كل واحد فينا صار له نصيب في السماء يوم أن تعمد, ولكن المهم أن تحافظ علي هذا النصيب, من خلال حياتك الروحية النقية.
3- الحياة الأثمن: الملكوت غال جدا, ولا تنس أن الشيطان يحاربنا ليحرمنا منه, والتوبة هي التي توصل للسماء.
هذه المسارات نستطيع أن نغرسها في أبنائنا وبناتنا لكي تكون حياتهم نقية, وينشأون تنشئة سليمة بروح الآباء, فتصبح حياتهم سماوية.
هذه المسارات نستطيع أن نغرسها في أبنائنا وبناتنا لكي تكون حياتهم نقية, وينشأون تنشئة سليمة بروح الآباء, فتصبح حياتهم سماوية.