· رسوماتى الكاريكاتيرية .. كادت تفقدني حياتي بسبب جرأتها
· أم كلثوم هى مصر .. عشقت صوتها ورسمتها أكثر من مائتي لوحة
· الفن التشكيلى لم يعد هناك من يفهمه .. ويحتل “درجة تانية” فى مصر
· لولا سفرى باريس ما كان جورج بهجورى يحظى بهذه الشهرة العالمية
· خايف على لوحاتي من الإهمال والتجاهل
بريشته رسم لوحات لها بصمة مميزة فى عالم الفن ، لوحات تبدو كأنها لخبطة خطوط لكنها تعبر عن عبقرية فنان استلهم فنه من التراث المصرى القديم، استطاع أن يصل بلوحاته للعالمية حتى أطلق عليه “بيكاسو الشرق” ، هو أيقونة الفن “جورج بهجورى” الذى حفر برسوماته تاريخا حافلا من الإبداع الفنى على مدار ستين عاما ، ورغم عشرين عاما قضاها فى باريس إلا أنه يحمل فى قلبه حضارة مصر وتراثها ، من خلال لوحاته استطاع الغرب أن يقرأ أعماق الشرق ، اشتهر فى بدايته الفنية كرسام كاريكاتير وكثيرا ما كانت رماحه الكاريكاتيرية تحجب عن النشر نظرا لجرأته . بعد هجرته الى باريس احترف الفن التشكيلى وصارت لوحاته تجد رواجا لها فى أغلب عواصم العالم ، ليس هذا فحسب بل استطاع أن يكون فنانا شاملا يجمع بين الفن التشكيلي والكاريكاتير والنحت والجرافيك والكتابة ..
“وطنى” جلست مع “جورج بهجورى” صاحب الفكر ، فكانت هذه الحلقة فى سلسلة “محاكمة رواد الفكر” ….
· أنت من نجع حمادي حيث ولدت وتربيت ، كيف شكل الصعيد ملامح فن جورج بهجوري ؟
الصعيد البساطة والجمال ، الناس الطيبة الجميلة ، فقد ولدت فى الصعيد ونشأت هناك ، وبالطبع تأثر فني بالمجتمع الصعيدى الذى شهد أيام طفولتى وأنا ألعب وسط حقول القصب و نهر النيل والمساحات الخضراء ، مشاهد تشحن الذهن بثروة جمالية بديعة ، وزاد حنينى إليه عندما كبرت فتوجهت إلى بلدى بهجورة حيث الجذور والأصل ، فوالدى ترك الصعيد وكنا صغارا فزاد حنينى إلى معرفة جذورى.
· فقدت الأم منذ الثالثة من عمرك ومع ذلك كنت تبحث عنها في رسوماتك .. كيف أثرت الأم عليك وأنت لم تعها؟
فقدت أمى منذ كنت طفلا صغيرا عمرى ثلاث سنوات ، وهو ما خلق لدى فراغا هائلا ، ودفعني إلى البحث عنها فى رسوماتى ، تعلمت أن أعيش مع أمى رغم عدم وجودها ، حاولت بالرسم أن أعبر عنها فرسمت لوحة لنفسى وأنا جنين داخل رحم أمى ، ولوحات كثيرة تخيلية ، بل كنت دائما اقبض على يدى اليمنى لاحتفظ بأيقونة الأم وطفلها التى رسمتها بخطوط الكف ..
· منطقة وسط البلد بمقاهيها كانت لها تأثير كبير في مسيرتك الفنية .. ما الذي وجدته فيها لدرجة مكنتك من الرسم ؟
منطقة وسط البلد شكلت وجداني وفكري وفني ، مقاهيها هى التى اكتشفتني ، وجعلتنى أرسم ، كنت أرسم نجوم الفن و أتقابل معهم ، كانت الصداقة أهم ما يميز مقاهى وسط البلد ، وصوت الست يجلجل جدران المقهى ، لا أنسى صديق العمر كمال الطويل كنا نتنزه فى شوارع وسط البلد بعد منتصف الليل ونلتقى عبد الحليم حافظ ومجموعة من أصدقاء العمر ، كان هناك جو جميل مع الأصدقاء ..
_الكاريكاتير نقلة فى مسيرته الفنية:
· الكاريكاتير نقلة في مسيرتك الفنية .. كيف استطعت أن تجمع بين الفن التشكيلي وفن الكاريكاتير؟
الرسم لا يخرج عن الحياة أو الظروف المحيطة به ، فلا مانع من رسم الشيء بشكل كاريكاتيرى يمنح البهجة والابتسامة ، و الكاريكاتير كفن ساخر ضاحك إليه يعود الفضل في تكوين شخصيتي الفنية ومن خلاله عبرت عن مبادئى ومواقفى الوطنية وما أكثر القضايا التي أثرتها بهذا الفن ، وفى نفس الوقت استمتع بفنى التشكيلي و أرسم لوحات مؤثرة وخالدة أكثر .
· شاركت في معرض “كاريكاتير من أجل السلام” الذي تم تنظيمه في تل أبيب في التسعينيات .. لماذا أقدمت على هذه المشاركة وأنت تعلم عواقبها ؟
سفرى كان من أجل الفن ولم أتحدث مطلقا فى الأمور السياسية ، ولم أندم على سفرى الى هذا المعرض لأن الفن هو الفن حتى لو فى إسرائيل ، فالسياسة لا دخل لها بالفن ..
· جسدت من خلال رسوم الكاريكاتير ملحمة وطنية في تاريخ مصر فكان أحد مؤلفاتك بعنوان “بورسعيد” .. حدثني عن هذا الكتاب ؟ وما الذي دفعك الى إعادة طبعه من جديد بعد مرور 66 عاما من إصداره ؟
حاولت من خلال رسوم الكاريكاتير أن أوثق المقاومة الشعبية لأبناء بورسعيد التى لا يزال الناس يذكرونها وكان سنى وقتها الخامسة والعشرين ، كنت أسافر بورسعيد لأسجل رسومات عن بطولات الشعب المصري ضد العدوان الثلاثى ، وهذا الكتاب لم يأخذ حقه فى الطبع والنشر وقت إصداره فكان لابد أن يخرج للنور مرة أخرى..
· حدثني عن احترافك الرسم فى بلاط صاحبة الجلالة ؟
احترفت الرسم بمجلة “روز اليوسف” ، ساعدنى فى ذلك إحسان عبد القدوس الذى كان يشجعنى كثيرا ويهمه أن يرى رسوماتى بشكل دائم على صفحات المجلة فقد أعطاني وقتها صفحة الغلاف ، كما أتاح لى مكرم محمد أحمد صفحة كاملة لأرسم وجوه شخصيات العالم في باب اسمه الوصف بالرسومات .
_ رسوماته أغضبت الكثيرين:
· رسوماتك للرئيس السادات خاصة زيارته للقدس وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عرضتك لكثير من التهديدات ورغم ذلك استمررت في رسوماتك الناقدة له ؟
لم أحب الرئيس السادات وأخذت موقفا منه وعندما عبرت من خلال الكاريكاتير عن استيائى لمواقفه من كامب ديفيد وعلاقته بالإخوان المسلمين كان رد فعله عنيفا وتعرضت لتهديدات كثيرة ولكن استمررت فى رسوماتى ، و أتذكر كاريكاتير تحت عنوان “الفرق بين عبد الناصر والسادات” رسمت الرئيس عبد ناصر يمسك الإخوان من رقبتهم بينما الإخوان يمسكون السادات من رقبته..
· هل لهذا السبب قررت الهجرة الى فرنسا ؟
لا ليس بهذه الدرجة ، لأنى استمررت فى الرسم رغم التهديدات وسفرى الى باريس ليس له علاقة بذلك..
· الرئيس جمال عبد الناصر أكثر رئيس رسمته .. ماذا عن علاقتك به لدرجة جعلته يتقبل رسوماتك ؟
الرئيس جمال عبد الناصر له طلعة جميلة ، كنت أحبه كثيرا كان يمدح رسوماتى ويقول عنها عظيمة وقد قابلته شخصيا ، رسمت له صورة بأنف طويلة دليلا على العظمة والكبرياء ، ومرة أخرى رسمته برقبة طويلة …
· نعود الى الوراء .. كنت ستخسر عملك في مجلة “روز اليوسف” بسبب رسم أغضب صلاح سالم عضو مجلس قيادة ثورة 1952 .. احك لي هذا الموقف ومن أين أتيت بهذه الجرأة وأنت في سن صغيرة ؟
رسمت الرئيس جمال عبد الناصر عملاقا وبجواره صلاح سالم صغيرا يتولى تلميع قبة البرلمان وهو ما أغضب صلاح سالم منى لولا دفاع إحسان عبد القدوس عنى..
وماذا عن كتابك “الرسوم الممنوعة”؟
الكتاب به رسوم كاريكاتيرية حجبت عن النشر بسبب جرأتها ، رسوم عبرت من خلالها عن رفضى لسلبيات فى نظام الحكم ، وعندما زادت مساحة الديمقراطية استطعت تجميعها ونشرها في كتاب بعنوان “الرسوم الممنوعة” عام 2005 ومن يتصفح هذا الكتاب يظهر مدى جرأته وكيف لم أفكر في العواقب الوخيمة التى قد تترتب على نشره .
أم كلثوم في حياة بهجوري
· رسوماتك لكوكب الشرق أم كلثوم كان لها نصيب كبير في لوحاتك .. هل عشقا لصوتها أم عشقا لشخصها ؟
أم كلثوم هى مصر ، وبداية تعلقي بها جاءت منذ الصغر ، عندما كانت لدي هواية جمع توقيعات المشاهير من أهل الطرب والموسيقى منذ كنت فى الثانية عشرة من عمرى، وكان توجد فى شارع الجمهورية قاعة كبيرة مغلقة لتسجيل الموسيقى لا يدخلها سوى أهل الموسيقى وكبار المطربين المشهورين فى ذلك الوقت ، وشغفى بصوت أم كلثوم دفعنى للتسلل خلال الباب المغلق للقاعة قاصدا الست أم كلثوم وتقدمت إليها بخجل حاملا نوتة الأوتوجراف طالبا توقيعها ، وكانت أجمل اللحظات التى عشتها اقترابى من عالم الفن الجميل ومن صوت الست ، عشقت صوتها وأغانيها ، وكنت أحرص على حضور حفلاتها وكلما سمعتها أرسمها منذ دخولى كلية الفنون الجميلة وبعدها منذ كنت رساما فى مجلة “صباح الخير” و”روز اليوسف” الى أن وصل ما رسمته من لوحاتها الى أكثر من مائتي لوحة ..
· لماذا غضبت أم كلثوم من تلك الرسومات هل لعدم فهمها فن الكاريكاتير ؟
كانت تغضب من رسوماتى لها ودائما كانت تقول لى أنت مش فاهم طريقة الغناء وعايش فى أيديولوجيا معينة فى رسوماتك ، ويرجع هذا لعدم فهمها فن الكاريكاتير ..
· وماذا عن كتابك “أم كلثوم” الذي يحكي قصة صداقتك معها ؟
الكتاب كله رسوم كاريكاتيرية عن الست أم كلثوم ، سنوات طويلة وأنا أرسمها تغني للحب ، كنت أحول كلمات أغانيها لرسومات كاريكاتيرية وهي مسألة منحتها شهرة أكثر ، وعبرت بالريشة عن التناغم بين كلمات أغانيها وتعبيرات وجهها وحركات جسمها ، والصداقة لم تدم وقتا طويلا ، وكان آخر لقاء بالست عندما دخلت كافتيريا الشيراتون لأشرب فنجانا من القهوة ورأيت صديق العمر كمال الطويل يشير لى أن أحضر الى طاولته حيث ينتظر الست وتأتى بعد ذلك أم كلثوم وتنظر نحوى لتقول ها هو الولد المشاغب الذى يرسمني كاريكاتير فى المجلات ..
· وماذا عن عبد الحليم حافظ ؟
عبد الحليم كان صديق عمرى ، تعرفت عليه وبدأت صداقتنا عندما كان يتردد على مكتب إحسان عبد القدوس رئيس تحرير “روز اليوسف” ، كنت أجلس معه ونتحدث سويا حتى صارت علاقتنا وطيدة ، كان يقولى اسمعك جزءا من أغنيتى وتقولى رأيك فى كلماتها ، وكان يقبل رأيى ونقدى بمنتهى السهولة ..
_ محطة هامة فى حياة بهجورى:
· باريس محطة مهمة في مسيرة جورج بهجوري .. ما الذي دفعك الى السفر الى باريس .. هل بحثا عن الحرية أم هربا من القيود والمساءلة؟
سفرى الى باريس كان من أجل حرية الرأى والإبداع ، لقد كانت ولادتى الثانية فى باريس ، هناك كنت أرسم كل شيء بحرية ، وكان رسمى يجد تقديرا من الناس ..
تأثرت كثيرا بالفنان “بيكاسو” وحاولت أن أصل لمستواه وحلمت أن أكون فنانا عالميا مثله فقد صرت على نهجه فى الرسم حتى اطلقوا على لقب “بيكاسو الشرق” وهذا فخر لى وأعتقد أنني حققت إنجازا دوليا كبيرا ، وقد لاقت أعمالى رواجا فى المعارض العالمية ..
· وجودك في فرنسا واستقرارك بها قرابة عشرين عاما ، هل أتاح لك فرصة أن تكون فنانا شاملا يجمع بين الرسم والنحت والجرافيك والكتابة ؟
لولا سفرى باريس ما كان جورج بهجورى يحظى بهذه الشهرة العالمية التى وصل إليها ، فقد ساعدتنى باريس على مواصلة فنى ورسوماتي واستطعت أن أكون فنانا شاملا يجمع بين الرسم والكاريكاتير والنحت والكتابة أيضا ..
· وإذا كان الأمر كذلك ما الذي دفعك للعودة مرة أخرى الى مصر ؟
جذوري المصرية لم تفارقني لحظة واحدة لدرجة أنهم قالوا لي إنك أتيت فرنسا وتحمل مصر بداخلك ، بالطبع راودني حلم العالمية ، ولكن العالمية ليست معناها أن أتنازل عن جذوري المصرية ، وكوني أرسم مصر مهد حضارات العالم فأنا حققت شيئا أفضل من بيكاسو الذى لم يزر مصر وضيع على نفسه فرصة عظيمة جدا للانفتاح على بوابة الشرق.
_ هناك مجموعة تصريحات لك نود أن نعرف وجهة نظرك فيها ….
· “الفن التشكيلي لم يعد هناك من يفهمه” .. هل هذا يعني تدني التذوق الفني لدى الناس؟
الفن التشكيلى يحتاج الى توضيح وفهم عميق وهذا أمر صعب مع حالة التدنى فى الذوق العام الذى أصبح يعانى منه المجتمع وهو ما جعل الفن التشكيلى درجة ثانية .
· “الجمال والضحك إللي على الوشوش مش حقيقي” .. أليست هذه نظرة تشاؤمية وقد بدت الوجوه فى لوحاتك وكأنها شاحبة ؟
الضحك له أسراره التى تحتاج الى فهم ، فالضحك يخبىء شيء ما بداخله ، وهذه قاعدة عامة
والوش اللى الناس بتشوفه جميل يحمل بداخله تعب وحزن وألم ، هناك وشوش محرومة من الحرية و أخرى من الأمان والحب ، بالطبع بدت الوجوه فى رسوماتى وكأنها شاحبة وهو ما يعبر على القحط الذى نعيش فيه من الناحية الفنية ..
· “الكاريكاتير فقد مكانته في مصر” .. هل هذا بسبب انعدام من يمثله أم انحسار النقد والمعارضة ام ماذا من وجهة نظرك؟
الكاريكاتير مازال موجودا فى مصر لكنه ليس بقوة زمان ، في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى كان هذا الفن الساخر فى قمة تألقه ، لكن مع هزيمة 1967 بدأ في التدهور و أحبطت أغلب الريشات فسافرت أنا الى باريس واتجه زملائى الى دول أخرى ..
ويزداد حزن البهجوري على تدهور هذا الفن بعد عودته من باريس قائلا : “سقوط الكاريكاتير من الجرائد والمجلات كارثة كبرى للديمقراطية ، والمبادىء ” .
· “منطقة وسط البلد لم تعد كما كانت” .. ما القبح الذي رأيته جعلك تقول هذا أو بمعنى آخر هل العلاقات و المصالح تغيرت؟
وسط البلد فقدت حماس الماضى ، الصحبة الحلوة اللى كانت على المقاهى ، فى ناس بتقعد على القهوة تلعب طاولة وبمجرد انتهاء اللعبة ينتهي الكلام ..
· “الدولة لم تكرمني والإعلام يتجاهلني” .. هل هذا جهل أم تجاهل من وجهة نظرك؟
أنا شايف ان ده تجاهل من الدولة ، مش عارف إيه السبب ، أنا لا أبحث عن تكريم مادي لكن أبحث عن تكريم معنوي رغم أن الكثير من زملائي حصلوا على التكريم الذى يليق بهم ..
· مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون حرصت على تكريمك ومنحتك جائزة الاستحقاق الكبرى عام 2022 .. ألا يعد هذا تكريما أيضا؟
ده سؤال صعب .. لكن طبعا أنا مبسوط بهذا التكريم من الفنان فاروق حسنى الذى تجمعنى معه صداقة كبيرة ..
· في السنوات القليلة الماضية بدأ الإعلام يسلط الضوء على رسوماتك ويستضيفك الكثير من البرامج التلفزيونية ..رغم ذلك صرحت أكثر من مرة أن الإعلام يتجاهلك؟
الإعلام ظلمني ، وتسليط الضوء على رسوماتى جاء متأخرا جدا ..
· هل أنت قلق على مستقبل لوحاتك خاصة أنها لا تجد من يهتم بها من وجهة نظرك؟
نعم خايف على لوحاتى ، وهو ما جعلنى أوصى الكثيرين أن يهتموا بها من بعدى وأن تأخذ حقها فى النشر والشهرة ..
· متحف جورج بهجورى بوسط البلد .. هل ساهمت الدولة في إنشائه أم هو جهد شخصي؟ وهل يحظى باستقطاب الفنانين التشكيليين إليه ؟
شجعتنى زوجتى على إقامة متحف باسمى يضم لوحاتى ، وهو تم بجهد شخصي لم تساهم الدولة بأى شىء فيه ، لكن ما أحزننى أنه لم يحظى باهتمام و لم يحضر إليه الفنانون التشكيليون.
_ نوتة تعارف:
ولد جورج بهجورى عام 1932 فى قرية بهجورة نجع حمادى محافظة قنا اسمه بالكامل “فلتس عبد المسيح بشاي جرجس” ومعناه حبيب الرب ، جاء ترتيبه الثالث من بين إخوته وفجأة مرضت أمه وازداد المرض عليها سريعا ثم فارقت الحياة ، وهو لا يزال طفلا صغيرا ، أبوه هو عبد المسيح أفندي مدرس لغة إنجليزية بمدرسة الإرسالية البريطانية ، ترك الصعيد وتوجه بأولاده الى منوف ثم إلى القاهرة .
بعد أن أتم بهجورى دراسته بكلية الفنون الجميلة عمل كرسام كاريكاتير بمجلة “صباح الخير” و “روز اليوسف” من عام 1953 حتى عام 1975 ، فجأة وبعد أن لمع اسمه قرر ترك صاحبة الجلالة ليشد الرحال ويسافر باريس عاصمة النور ، فكان مهووسا بالسفر إليها ودائما يردد قائلا :”لقد ولدت مرتين الأولى بالأقصر في قرية بهجورة، والثانية بباريس وأنا عندي 35 عاما ” .. لكن بعد مرور ما يقرب من عشرين عاما يقرر بهجورى العودة مرة أخرى الى معشوقته مصر ، فى تسعينيات القرن الماضى ..
له العديد من المؤلفات منها “بهجر فى المهجر” ، “أيقونة باريس” ، “بورسعيد” ، “ذكريات الجوافة” ، “أيقونة فلتس” ، “رسوم ممنوعة” وغيرها من المؤلفات .
حصل على العديد من الجوائز العالمية نذكر منها الجائزة العالمية الأولى فى الكاريكاتير فى روما عام 1985 ، جائزة الملك عبد الله الثانى للإبداع والآداب والفنون ، جائزة الاستحقاق الكبرى من مؤسسة فاروق حسنى للثقافة والفنون عام 2022 .