تعد زيارة القدس لدي الشخصية القبطية من أهم الأمنيات والأحلام بل هي آخر أمنية له في الحياة في أواخر العمر فبعد زواجه وإنجابه وفرح أولاده يتبقي له أن يفرح الفرح الأخير بزيارة القدس. ويعد الحج لدي الشخصية الإسلامية فريضة لمن استطاع إليه سبيلا.
وكان المصريون القدماء يحجون إلي أبيدوس باعتبارها المركز الرئيسي لعبادة الإلهأوزير حارس الحياة الأبدية, ويعتقد أن روح أوزير تعيش في أرض قرب أبيدوس.
وتعبر الأغاني الشعبية عن وجدان الجماعة وبالتالي فهي تعبر عن ثقافتها, فالأقباط والمسلمون لهم ثقافة شعبية واحدة ومقدسات دينية خاصة بمعتقد كل منهما, لذلك فهم يغنون أغنية شعبية واحدة.
وأن الأغنية الشعبية حية تطور نفسها وقابلة للحذف والإضافة والتبديل لذا فإنها تطوع نفسها بما يناسب اسم المكان المقدس لكل منهما.
لذا جاءت أغاني الحج تعبر عن وحدة الموروث الشعبي للأقباط والمسلمين فنري أن الأغاني التي تقال للحاج المسلم أثناء زيارة النبي هي التي تقال للحاج المسيحي (المقدس) أثناء زيارة القدس ومن هذه الأمثلة.
حج مسيحي (تقديس)
علي فين يا مقدسة بتوبك القطيفة
رايحة أزور المسيح وأعول الضعيفة
حج إسلامي
رايحة فين يا حاجة يام الشال قطيفة
رايحة أزور النبي محمد والكعبة الشريفة
حج مسيحي
إن نويت يا مقدس
خد أبيض وشيله
عند بحر الشريعة
يا محلي غسيله
حج إسلامي
لما نويت يا حاج
خد الأبيض وشيله
علي جبل عرفات
يا محلي غسيله
حج مسيحي
آه يارب ما أموت ولا يدفنوني
لما أشوف نور المسيح وأوفي ديوني
آه يارب ما أموت ولا يبكوا علي
لماأشوف نورالمسيح وأملس عيني
حج إسلامي
آه يارب ما أموت ولا أنزل ترابي
إلا أما أزور النبي وأبلغ مرادي
آه يارب ما أموت ولا أنزل لحوود
إلا أما أزور النبي وأبلغ المقصود
حج مسيحي
دا مالك بشيله
يا صاحب الجنيه
دا مالك بشيله
ضيعه
في طريق المسيح
دا يرزقك بغيره
حج إسلامي
يا شايل الجنيه
يا واد مالك بشيله
ما تنفقه ع النبي يا واد
ويعوض بغيره
حج مسيحي
يا أحمر يا دومي
يا بابور السفر
يا أحمر يا دومي
يا أحمر يا دومي
شق نور المسيح
يا ما قل نومي
يا أحمر يا عدسي
يا بابور السفر
يا أحمر يا عدسي
يا أحمر يا عدسي
شق نور المسيح
ياما قل نعسي
حج إسلامي
وابور السفر
يا أحمر يا دومي
شب نور محمد
وصحاني من نومي
يا وابور النبي
يا أحمر يا عدسي
من يوم ما هويت النبي
صحاني من نعسي
وتغني الجماعة الشعبية في طريقها للحج عن ولادة السيد المسيح من مريم العذراء
حج مسيحي
علي غمر فولي
ولدته مريم
علي غمر فولي
علي غمر فولي
والمسيح سيدي
موشح بلولي
وتغني الجماعة الشعبية في طريقها للحج عن ولادة النبي محمد
حج إسلامي
ولدته أمينة أمينة علي غمر فولي
وسمته النبي محمد وموشح بلولي
وتسأل الجماعة الشعبية عن الذي بني كنيسة القيامة والذي بني حرم النبي فيجيب الحجاج
حج مسيحي
بنوني جدودي
مين بناك يا قيامة
بنوني جدودي
بنوني جدودي
وسعوا المدارة
وعلوا عمودي
حج إسلامي
بنوك جدودي يا حرم النبي
بنوك جدودي
بنوك جدودي
وسعوا ساحتك
وعلوا العمودي
ومن هنا نري أن أغنية الحج هي أغنية شعبية واحدة وموروث شعبي واحد يعبر عن وجدان الجماعة المصرية وتكريسها لأداء الشعائر الدينية المقدسة وأغلب الظن أن فنانا شعبيا واحدا هو الذي غني للاثنين.
ويشير محمد رجب النجار إلي أن هذه الأغاني تعكس أيضا ثقافة الجماعة الشعبية إزاء أداء شعيرة دينية خاصة وتعبر عن مشاعرها الدينية وتصوراتها الجمعية نحو أداء هذه الشعيرة, والمتتبع لهذه الأغاني يراها -في المحصلة النهائية- تعبيرا وتجسيدا لنسق ثقافي سائر ولنا أن نطلق عليه (ثقافة الحج الشعبية) في المجتمعات القروية والريفية وهو نسق من شأنه أن يؤدي إلي تحقيق التواصل بين الفرد والجماعة مؤكدا علي تماسكها الاجتماعي, وتعزيز انتمائها المحلي, ودعم العاطفة الجمعية, فضلا عن تكريس الوجدان الديني, فهي -أغاني الحج- من هذه الناحية إحدي الوسائل المهمة التي يحافظ بها المجتمع علي ثقافته واستقرارها.
أشرف أيوب معوض
باحث في التراث الشعبي