الإيمان بالمسيح يعني أن نريد الكنيسة، وأن نريد الكنيسة يعني أن نريد شركة المحبة التي تلبي قصد الله منذ الأزل “ليكونوا واحداً” .. إن الله يريد وحدة كل البشرية الممزقة ولذلك أرسل ابنه لكي يمنحنا بموته وقيامته من أجلنا روح محبته، وفي عشية الصليب صلى يسوع من أجل تلاميذه ومن أجل جميع الذين سيؤمنون باسمه كي يكونوا واحداً.. فالحياة المسكونية هي خدمة الرسالة المسيحية الحقيقية، هي توق محبة يجمعنا إلى الوحدة، هي حوار حب يخص به الله كنيسته وعلى دربه يخطوا بابا المحبة بمحبته التي تجمع ولا تفرق، تقرب ولا تبعد، تتفهم كل شئ ولا تسقط أي شئ.. عطية الله قداسة البابا تواضروس الثاني.
منذ البدء كانت الكنيسة الأولى كنيسة واحدة مقسمة إلى كراسي رسولية، فكان أورشليم وأنطاكيا فى قارة أسيا، الإسكندرية فى قارة أفريقيا، وروما والقسطنطينية في قارة أوروبا، وقد عقد أول مجمع للرسل في أورشليم عام 51 ميلادياً، ثم بمرور الزمان اجتمعت الكنائس الرسولية أكثر من مره في مجامع مسكونية لمناقشة قضايا أيمانية ولاهوتية و الردا على هرطقات انتشرت في زمانهم، وتعترف الكنيسة القبطية بالثلاث مجامع المسكونية الاولى مجمع نقية المسكوني الأول عام 325م، مجمع القسنطينية المسكوني الثاني عام 381 م، ومجمع أفسس المسكونى الثالث عام 431 م.
وهكذا ظلت الكنيسة المسيحية في العالم كله كنيسة واحدة لما يقرب من خمسة قرون، حتى جاء مجمع خلقيدونية عام 451م وحدث الانشقاق بين الشرق والغرب الذي أثر على شرح الإيمان المسيحي.. وظل الانقطاع والانفصال التام ١٥ قرن من الزمان ومرت القرون والعصور والقلوب متحجرة إلى أن جاء موعد الله ليمهد طريق المحبة وكأن صوت من السماء يصرخ ويقول كفاكم تمزيقاً في جسدي الواحد، كفاكم انتم “الكنائس” جميعكم أخوة، انتم أبناء أب واحد إلى متى ستبقون بدون محبة وحوار؟!
وبدأت تفتح السماء بابها لوحدة الروح، وحدة القلب والعمل، وظلت الحوارات على مدار ٥٠ عاماً تأخذ شكلاً رسمياً جاداً.. ومحظوظاً هو جيلنا الذي يعيش ويلمس محبة قداسة البابا تواضروس الثاني واضعاً اليوم خطواته المهمة في تاريخ التقارب والسعى الجاد لاحترامنا لبعضنا البعض بدون حرمات وحرمانات لنتحد بالحب والالتقاء بالعمل والحق.
البداية.. البداية كانت عن طريق كاروز الديار المصرية، وكأن هذا القديس العظيم مارقس الرسول يبدأ فتح باب الحوار ليكمل بعده خلفاءه في الكنيسة المقدسة ففي عام 1959 كانت سيامة القديس البابا كيرلس السادس وقد حضر حفل السيامة كرادلة من الكنيسة الكاثوليكية ثم بعد الرسامة بسنوات طلب البابا كيرلس عودة رفاة مارمرقس الى مصر، فوافق قداسة البابا بولس السادس بابا الفاتيكان علي طلب الكنيسة القبطية بعودة جزء من رفات القديس مامرقس الرسول إليها، وبالفعل رد قداسته بالموافقة بتاريخ 31 مايو 1968، وكون قداسة البابا كيرلس لجنة مكونة من عشرة مطارنة وأساقفة، وسبعة كهنة، وتسعون من أراخنة الأقباط لاستقبال الرُفات، وانتداب وفدا رسميا للسفر إلى روما لتسلم رفات القديس مرقس الرسول من قداسة البابا بولس السادس، وتألف الوفد من عشرة من المطارنة والأساقفة بينهم ثلاثة من المطارنة الأثيوبيين وثلاثة من كبار الأقباط.. طار الوفد البابوي الإسكندري إلى روما في طائرة خاصة أقلتهم ومعهم نحو 90 قبطيًا من المرافقين يوم 24 يونيو عام 1968 والتقوا بقداسة البابا بولس السادس في القصر البابوي بالفاتيكان وتسلموا منه الرفات في حفل رسمي قبل أن يعودوا إلى القاهرة، ويستقبلهم قداسة البابا كيرلس في المطار وكان يصحبه مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وعدد كبير من المطارنة والأساقفة الأقباط وتم أفتتاح الكاتدرائية المرقسية فى اليوم التالى برفات كاروز الديار المصرية، ومن هنا بدأ تواصل المحبة بين الكنيستين.
بعد فتح باب الحوار وفي عام 1971 تمت رسامة قداسة البابا شنودة الثالث وقد حضر التجليس وفد ممثل من الفاتيكان، وفي ١٠ مايو من عام ١٩٧٣ تحديداً زار البابا شنودة الفاتيكان ليصبح أول بابا للاسكندرية يزور روما بعد مجمع خلقيدونية الذي ترك الانشقاق الكبير عام ٤٥١ م.. ومن هنا بدأ الحوار بين الكنيسة القبطية الارثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية رسميا بعقد اجتماعاً مع قداسة البابا بولس السادس حيث وقعا معا على بيان مشترك للإيمان للاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لإعداد دراسات مشتركة في “التقليد الكنسي، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشكلات العلمية”، حتى يتمكن قادة الكنيستين من التعاون والسعي لحل الخلافات القائمة بين الكنيستين بروح الاحترام المتبادل.
ويمثّل البيان المشترك، الذي تم توقيعه يوم 10 مايو 1973، حجر الزاوية لمسيرتنا المسكونيّة، وقد شكّل نقطة الانطلاق لإنشاء لجنة الحوار اللاهوتي بين كنيستين، التي أعطت العديد من النتائج المثمرة وفتحت الطريق أمام حوار أوسع بين الكنيسة الكاثوليكيّة وكل أسرة الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة. في ذلك البيان، أقرت كنيستان، تماشيًا مع التقليد الرسولي، بأنهما يعلنان “ذات الإيمان بالإله الواحد والمثلث الأقانيم” و”ألوهية ابن الله الوحيد… إلهٌ حقٌّ نسبةً لألوهيّته، وإنسانٌ حقُّ نسبةً لبشريّته”. وقد تمّ الاعتراف أيضًا “أن الحياة الإلهيّة قد أُعطِيت لنا عبرَ الأسرارِ السبعة، وتتغذّى بها”، وأننا “نكرّم العذراء مريم، أمّ النور الحقيقي”، “والدة الإله”.
وخلال تلك الزيارة استعاد قداسة البابا شنودةالثالث رفات القديس أثناسيوس أثناء الاحتفال بذكرى مرور 16 قرنًا على وفاته، واستمرت الزيارة لمدة 6 أيام ومن ضمن ما قاله البابا بولس السادس ” حركت كلماتكم أفئدتنا ، نحن سعداء ونحن نرحب بقداستكم فى بيتنا ومنذ اليوم الذى أعتليتم فيه كرسي مارمرقس منحنا الله النعمة لنقيم علاقة وثيقة خلال الرسائل المتبادلة ولقاءات مندوبينا ، والان تسمح لنا الفرصة أن نلتقى وجها لوجه، حقا انها لحظات وقار وتأمل واغتباط .. أننا نلتقى فى وقت يتسأل فيه المسيحين عن معنى الأيمان الذى يحملونه والمهمة الموكلة اليهم فى هذا العالم ، أنكم تزورون الكرسي العريق فى روما حاملين معكم تراث الكرسي العريق فى الاسكندرية، برسلة وقديسيه وشهدائه، وحكمائه وأديرته، أننا نأمل أن ننمى خلال لقائتنا وصلواتنا فهما متبادلا، يساعدنا أن نجيب على الاسئلة التى يوجها المسيحين لانفسهم فى هذة الأيام” .. وقد قال قداسة البابا شنودة الثالث فى كلمته ” أننا من أعماق قلوبنا نشكر قداستكم على المحبة الاخوية التى أبداها شخصكم الجليل وعلى كل مظاهر الترحاب والاستقبال …ولن ننسي ما شعرنا به من انفعالات روحية وتوقير لدى مشاهدتنا الكنائس والأديرة التي بينيت فوق مواقع رويت بدماء شهداء الكنيسة الأطهار الذين أعطوا حياتهم من أجل الانجيل شهودا لربنا يسوع المسيح ”
وانعقد اجتماع بين الكنيستين في العام التالي، ثم أخذت تتوالى الاجتماعات بعد ذلك، والمستمرة حتى اليوم، وفي
عام 2000 م التقى القديس البابا يوحنا بولس الثاني مع مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث داخل المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة في لقاء استمر 45 دقيقة، ردًا على زيارة قداسة البابا شنودة الثالث للفاتيكان.
تمر السنوات سريعاً ويجلس قداسة البابا تواضروس الثاني على السدة المرقسية في ١٨ نوفمبر ٢٠١٢، لنلمس كل يوم في خدمته عطية السماء بمحبته، يقدم المحبة للكل وبدون تفرقة، يسعى دائماً للحوار والتقارب عاملاً بقول المحبة لا تسقط ابداً، ففي يوم تجليس قداسته حضر وفد رسمى لحضور الصلوات وفى شهر ابريل 2013 زار قداسته سفير الفاتيكان ودعاه لزيارة الفاتيكان، رحب البابا بالزيارة على أن توافق 10 مايو حتى تكون أستكمالا لمسيرة البابا شنودة الثالث، وهنا وجه الفاتيكان لقداسة البابا تواضروس دعوة رسمية يوم 10 مايو من نفس العام برغم أن الفترة الزمنية قبل إعداد الزيارة للفاتيكان ٨ شهور الا أن كل البروتوكلات والقواعد كسرت من أجل المحبة وقد كانت أستجابة سريعة عنوانها الصداقةوالاخوة.. وبدأت الزيارة بأستقبال حار من بابا روما البابا فرانسيس على باب مقر الإقامة للبابا تواضروس .. وفى لقاؤه الرسمى قال قداسة البابا تواضروس لقداسة البابا فرانسيس لقد جئت من ”بلد النيل”، ومن كنيسة عريقة من 19 قرناً ووطن الرهبنة، معرباً عن الأمل أن هذا اللقاء يكون الأول في سلسلة طويلة من الاجتماعات من المحبة والأخوة بين اثنين من كبرى الكنائس، مقترحاً أن يكون يوم 10 مايو من كل عام هو ”يوم االمحبة الأخوية” بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية القبطية.. وقد ألقى البابا فرانسيس كلمة قال فيها: إن هذه الزيارة اليوم تقويّ روابط الصداقة والأخوّة التي تربط كرسي بطرس بكرسي مرقس، الوريث لميراث نفيس من شهداء ولاهوتيين ورهبان قديسين وتلاميذ أمناء للمسيح شهدوا للإنجيل عبر الأجيال وغالبًا في أوضاع في غاية الصعوبة.
فمنذ أربعين سنة شكل الإعلان المشترك لأسلافنا حجر الأساس في المسيرة المسكونية، ومنه نشأت لجنة للحوار اللاهوتي بين كنيستينا وأعطت نتائج جيّدة وهيأت التربة لحوار أشمل بين الكنيسة الكاثوليكية وسائر الكنائس الأرثوذكسية الشرقيّة. لقد اعترفت كنيستانا بهذا البيان الرسمي، تماشيًا مع التقاليد الرسوليّة، “بالإيمان الواحد بالإله الواحد والثالوث” وبـ “ألوهيّة ابن الله الوحيد المتجسّد […] إله كامل بحسب اللاهوت وإنسان كامل بحسب الناسوت” معترفتين بأن الحياة الإلهيّة تُعطى لنا وتتغذى من خلال أسرار الكنيسة السبعة، ومرتبطتين بالإكرام المشترك لوالدة الله.. كان اللقاء تاريخي مميزاً في كل أركانه حتى في التوقيت الذي استغرقته الجلسة بأكثر من 90 دقيقة، بينما لا تتجاوز لقاءات البابا مع الرؤساء والملوك أكثر من 20 أو 30 دقيقة على الأكثر، وفيها أستعرض البابا تواضروس تاريخ الكنيسة الشرقية، وسط إنصات وجداني للبابا فرنسيس، أعقبه أداء صلاة مشتركة من أجل السلام باللغة اللاتينية والقبطية والعربية والإنجليزية. وكانت الزيارة التاريخية للبابا تعد دفع جديد للعلاقات الجيدة بين الكنيستين، وتعزيز أداء لجنة الحوار المشتركة بين الجانبين.
في أبريل ٢٠١٧ زار قداسة البابا فرنسيس قداسة البابا تواضروس الثاني على أرض مصر وأعتبر قداسته زيارته للكاتدرائية المرقسية علامة صلابة للعلاقة التي سنة بعد سنة تنموا في التقارب والايمان ومحبة يسوع المسيح، ووقع االبابوان في هذا اللقاء التزامًا بالسعي من أجل الوحدة.. وحرص البابا فرنسيس في هذه الزيارة أن يصلى على أرض الانبا رويس الصلاة المسكونية ليشارك في مسكونية الآلام متذكرا شهداء الكنيسة البطرسية.. وقد قال البابا فرنسيس خلال زيارته للمقر البابوى بالقاهرة “لقد علمت بمبادرات الاهتمام والأخوة التي قمتم بها منذ بداية خدمتكم تجاه الكنيسة القبطية الكاثوليكية وراعيها البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق وسلفه الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب. وبتأسيسكم لـ”مجلس كنائس مصر” الذي يمثل علامة مهمة لرغبة جميع المؤمنين بالمسيح ليطوروا في حياتهم اليومية علاقات أكثر أخوة ويضعوا أنفسهم في خدمة المجتمع المصري بأسره إذ إنهم يشكلون جزءًا لا يتجزأ منه. إن الجهد الذي تقومون به من أجل الشركة بين المؤمنين بالمسيح، وسهركم على مصير بلدكم ودور الجماعة المسيحية في داخل المجتمع المصري يجد صدى عميقًا في قلب خليفة بطرس وقلب الجماعة الكاثوليكية بأسرها. وختم البابا فرنسيس كلمته مؤكدًا صلاته لبابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة البابا تواضرس الثاني لكي يبقى دائمًا القطيع الموكل إلى رعايته أمينًا لدعوة الرب، بشفاعة القديسين بطرس الرسول ومرقس الإنجيلي اللذين تعاونا في حياتهما بشكل فعّال لنشر الإنجيل.”.. أما البابا تواضروس فقد رحب بأخية البابا فرانسيس قائلا ” إن زيارتَكم اليوم هي خطوة جديدة على طريق المحبةِ والتآخِي بين الشعوب… فأنتم رمزٌ من رموزِ السلامِ في عالم صاخب بالصراعات والحروب، عالم يتوقُ لجهود مخلصة في نشر السلام والمحبة ونبذ العنف والتطرف… فأهلاً بكم في أرضِ مصرَنا الحبيبة، التي تدفع كل لحظة ضريبة الدم من زكِيّ الدماء وزهرةِ الشباب، لأجل أن تبقى أرضَ السلامِ للجميع، فمرحبًا بقداستكم بابا السلام في أرض السلام. إننا إذ نستقبلكم اليوم في الدار البطريركية وبمزيجٍ من المحبِة والسعادة، نتذكرُ حفاوةَ قداستِكم وكرمَ ضيافتِكم إبانَ زيارتنا لحاضرةِ الفاتيكان منذ أربعة سنوات، إذ وجدنا رجلا مملوء بروح الله، ولمسنا -والوفدُ المرافقُ لنا- جهدَكم الحثيث المبارك في سبيلِ تضفيرِ وتوثيقِ العلاقات بين اثنين من أقدم الكراسي الرسولية؛ كرسي بطرس وكرسي مرقص، وهو ما يستحقُ كلَ إعزازٍ وإجلال. ”
وتكررت المقابلة الرسولية بين البابا فرنسيس والبابا تواضروس فى يوم الصلاة العالمى فى مدينة بارى بأيطاليا يوليو عام 2018 للصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط ويقول قداسة البابا تواضروس عن هذا اللقاء انه بالحقيقة كان يوما مشهودا وربما ليس له مثيل منذ قرون عديدة، حيث اجتمعت كل مشاعر المحبة المسيحية الصادقة والتي تربط المؤمنين بأسم مخلصنا يسوع المسيح في لقاء حب وصلاة وسلام، وقد تبادل الاباء المساعدة لإعادة اكتشاف وجود المسيحي في الشرق الأوسط.، و بعد الصلاة أجتمع قادة الكنائس في الشرق الأوسط، وقد علق فى نهاية الاجتماع المغلق قداسة البابا فرانسيس قائلا ” إننا ملتزمون بالسير والصلاة والعمل، ونتضرع كي يسود فن اللقاء على استراتيجيات الصدام، وأن تحل محل علامات التهديد والسلطة علامات الرجاء”
تبقى أيام قليلة ونحتفل معاً يوم ١٠ مايو ٢٠٢٣، بمرور 50 عاما على لقاء البابا شنودة الثالث بالبابا بولس السادس، ونحتفل معا ايضا بالمحبة الاخوية شعار يوم 10 مايو من كل عام الذي رفعه البابا تواضروس في زيارته للفاتيكان عام ٢٠١٣ .. ونحن عازمون على اتّباع خطوات بابا المحبة خليقة القديس مرقس الرسول قداسة البابا تواضروس الثاني مع بابا السلام صخرة الإيمان خليفة القديس بطرس الرسول قداسة البابا فرنسيس، مدفوعين بمحبّة المسيح، الراعي الصالح، وبالاقتناع التام بأن الوحدة تنمو فيما نحن نسير معًا. لنستمدّ قوّتنا من الله، المصدر الكامل للشركة وللمحبّة.. إن هذه المحبّة تجدُ تعبيرها الأعمق في الصلاة المشتركة. فعندما يصلّي المسيحيّون معًا، يدركون أنّ ما يجمعهم هو أعظم كثيرًا ممّا يفرّق بينهم. إن توقنا للوحدة هو مستوحى من صلاة المسيح: “لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا”..