يعد أحد أهم نجوم منتخب مصر في القرن الحادي والعشرين، الجوكر أحمد فتحي بدأ مسيرته من كأس العالم تحت ٢٠ سنة الإمارات ٢٠٠٣.
وكان أحمد فتحي أحد أهم عناصر فريق المدرب حسن شحاتة في الإمارات ٢٠٠٣ ، وتوج الظهير الأيمن بلقب كأس إفريقيا مع الفراعنة ثلاث مرات، ويعد فتحي هو رابع أكثر لاعب مشاركة بقميص منتخب مصر.
بداية جيل:
بعد أن وصلت كتيبة المدرب شوقي غريب إلى نصف نهائي نسخة الأرجنتين ٢٠٠١ بقيادة نجوم من أمثال حسام غالي ومحمد شوقي وجمال حمزة، نجح الفراعنة الصغار في التأهل إلى كأس العالم تحت ٢٠ سنة للمرة الثانية على التوالي في إنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة المصرية.
المجموعة التي حملت الراية في نسخة ٢٠٠٣ كانت تضم أسماء مثل حسني عبدربه وعماد متعب والراحل محمد عبدالوهاب، لكن نجمًا واحدًا من الفريق الذي قاده المدرب حسن شحاتة نجح في الاستمرار في القمة وتمثيل منتخب بلاده لأكثر من ٢٠ سنة بامتياز ليصبح قائدًا مستقبليًا وأحد النجوم التاريخيين للكرة المصرية.
فتحي ذو الـ١٩ عام كان يلعب في مركز الجناح الأيمن بالنادي الإسماعيلي بطل الدوري في الموسم السابق عندما اختاره شحاتة للمشاركة في الإمارات ٢٠٠٣.
أمام جمهور مصري غفير ملأ مدرجات استاد آل مكتوم بنادي النصر في دبي، خرج المنتخب المصري بتعادل ثمين في بداية المشوار أمام المنتخب الكولومبي العنيد الذي شارك ضمن صفوفه أسماء مثل فريدي غوارين نجم إنتر ميلان السابق.
التألق الحقيقي لفتحي جاء في ثاني المباريات أمام المنتخب الإنجليزي حيث ساهم بقوة في الدور الدفاعي والهجومي، وصنع أكثر من فرصة كما هدد شباك الخصم بتسديدة يسارية قوية تصدى لها الحارس الإنجليزي بصعوبة.
وبافتكاك ناجح من فتحي بدأت الهجمة التي سجل منها عماد متعب هدف الفوز التاريخي الذي حجز لمصر مكانًا في الدور التالي.
نهاية المغامرة جاءت على يد المنتخب الأرجنتيني حامل اللقب عن طريق الهدف الذهبي الذي سجله فرناندو كافيناجي بعد أن تعادل الفريقان إيجابًا بهدف لكل.
الجيل الذهبي:
قبل عامين من مشاركته مع منتخب الشباب، كان فتحي قد أصبح أصغر لاعب يمثل المنتخب الأول وهو في عامه السابع عشر. مرونته التكتيكية مكنته من اللعب في مركز الظهير الأيمن وفي خط الوسط وكذلك في الجناح الأيمن، مما جعله خيارًا مفضلاً للمدربين في المنتخب والأندية التي مثلها.
أفضل العناصر من الفريقين الناجحين من ٢٠٠١ و ٢٠٠٣ شكلوا تحت قيادة المدرب المخضرم شحاتة جيلاً ذهبيًا لن يتكرر في الكرة المصرية، وكان فتحي أحد الأعمدة الرئيسية في هذا الجيل رفقة القائد أحمد حسن وحارس المرمى عصام الحضري، وهم الثلاثي الأكثر تمثيلاً للفراعنة في القرن الحادي والعشرين.
توّج فتحي مع منتخب بلاده بكأس أمم إفريقيا ثلاث مرات متتالية أعوام ٢٠٠٦، ٢٠٠٨ و٢٠١٠, كما سجل هدفًا لا ينسى بتسديدة صاروخية في مرمى ساحل العاج في نصف نهائي نسخة ٢٠٠٨.
وكان أحد أفضل لاعبي منتخب مصر في المباراتين التاريخيتين في كأس العالم للقارات جنوب إفريقيا ٢٠٠٩ والتي فاز فيها الفراعنة على إيطاليا ١-٠ و خسروا من البرازيل ٤-٣ في إحدى أمتع مباريات البطولة.
لم ينجح الجيل الذهبي في التأهل إلى كأس العالم إلا أن استمرارية فتحي الاستثنائية مكنته من الحفاظ على مكانه في المنتخب والبقاء كقائد حتى حقق ذلك الحلم في روسيا ٢٠١٨ رفقة جيل محمد صلاح ومحمد النني ورفقائهم.
تجارب إحترافية:
كان اللعب خارج مصر أحد أحلام فتحي التي سعى لتحقيقها وكان له ذلك في فترات وجيزة أولها بقميص شيفيلد يونايتد الإنجليزي عام ٢٠٠٧ ثم مع هال سيتي الإنجليزي بعدها بستة أعوام، بالإضافة إلى تجربتين خليجيتين مع كاظمة الكويتي وأم صلال القطري.
جوكر الأهلي:
بعد ستة أعوام صنع فيها اسمه مع النادي الإسماعيلي، انضم فتحي إلى النادي الأهلي فور عودته من التجربة الإنجليزية الأولى، وقضى سبعة أعوام حقق فيها من البطولات ما يصعب حصره، لكن أبرزها الفوز بدوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات تحت قيادة البرتغالي مانويل جوزيه، وعاد فتحي ليكمل رحلته مع الأهلي بعد موسم في قطر ليحقق سابع بطولاته الإفريقية مع القلعة الحمراء، مضيفًا لقب دوري الأبطال الرابع إلى كأس الكونفدرالية الإفريقية وكأسي السوبر الإفريقي.
شارك فتحي مع الأهلي في كأس العالم للأندية ثلاث مرات، محققًا المركز الرابع عام ٢٠١٢.