قالت النائبة فيبي فوزي، وكيل مجلس الشيوخ، إن صناعة السياحة في مصر أثبتت جدارتها ومتانة وضعها رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها سواء بسبب الأعمال الإرهابية في بعض الفترات السابقة أو جائحة كوفيد 19، وأخيرا الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يتنافى تماما مع اعتقاد البعض وترويجها لأن السياحة في مصر هي صناعة هشة يسهل الإضرار بها.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، المنعقدة اليوم الأحد، والتي تشهد مناقشة طلبا مناقشة عامة أولهما من النائبة هبة شاروبيم و20 برلمانيا، بشأن استيضاح سياسة الحكومة حول خطة وزارة السياحة لتعظيم الإيرادات السياحية وزيادة عدد السياح، والثاني مقدم من النائبة ريهام عفيفي و20 نائبا بشأن استراتيجية قومية لتحسين الوضع السياحي بمصر وخاصة في موسم الشتاء في ظل المتغيرات الدولية التي يجب استغلالها.
وأشارت فوزي، إلي تميز السياحة المصرية بتنوع مقاصدها، فهناك السياحة الثقافية والشاطئية والترفيهية والدينية وسياحة المؤتمرات والسياحة العلاجية وغير ذلك، الأمر الذي قل إن نجد له نظيراً في اي من دول العالم بما فيها ذات الشهرة السياحية العالمية، ومن ثم يمنح مصر فرصة واسعة للاستفادة من هذا التنوع وهذا الثراء الكبير
لافته إلي أن المطلوب كما أُشيرَ في طلب المناقشة هو وجود خطة متكاملة ورؤية واضحة لدى وزارة السياحة والآثار للارتقاء بالعوائد السياحية وزيادة أعداد السائحين، الأمر الذي لا يتعلق فقط ببعض الخطط قصيرة الأجل وبعض الحملات الترويجية العالمية – على أهميتها- إذ تثمر أحياناً نتائج جيدة ولكنها مؤقتة، وانما يتطلب وجود رؤية واضحة تضع خارطة طريق مفصلة لتنمية مستدامة للقطاع السياحي .
وشددت وكيله مجلس الشيوخ، على ضرورة تكاتف كل الجهود لغرس ثقافة التعامل مع السائح في نفوس جميع فئات المواطنين ومن مختلف الأعمار، هذه الثقافة التي تعد الصورة الحقيقية والانطباع الأهم الذي يترسخ في ذهن الزائر عن مصر وعن شعبها، هنا لابد من أن تتكاتف مع جهود وزارة السياحة جهود وزارات التعليم والثقافة والمؤسسات الإعلامية بل والدينية حتى يمكن ان تتكامل الرؤية لدى المواطن المصري عن أهمية السياحة وضرورة الحفاظ عليها كأحد أهم موارد الدخل والعملات الأجنبية.
ومن جانبه أكد المستشار بهاء أبو شقة وكيل أول مجلس الشيوخ، على أهمية أن يكون هناك استراتيجية محددة للجذب السياحي، لاسيما وأن مصر قد حباها الله بمواقع كثيرة، قلما توجد في دول أخري، وذكرت في أكثر من موضع في القرآن.
وطالب وكيل مجلس الشيوخ، بالاهتمام بالسياحة الدينية التي تتميز بها مصر، حيث أن لدينا الأزهر الشريف، والكاتدرائية، ويمثلان صرحان عظيمان منفردان للوحدة الوطنية وفي هذا المقام.
وتساءل “أبو شقة” عن مشروعات وزارة السياحة بشأن مسار العائله المقدسة، لاسيما أن هذا النوع من السياحة تختص به مصر، ولا مجال للمنافسة، كما أن لدينا جبل موسى والوادى المقدس، كذلك الأمر بالنسبة للسياحة العلاجية التي لدينا فيها أماكن عدة ومنها واحة سيوة التي تصلح لأن تكون مراكز عالمية للسياحة العلاجية.
وتساءل “أبو شقة”: أين نحن من السياحة التسويقية، فالسائح لا يأتى إلى مصر لمجرد زيارة الأهرامات، لابد من ابتكار في فنون السياحة، وفي السياحة عالميا أصبحت فن وعلم واستراتيجية ليست مجرد غرف مغلقة وقرارات منفردة دون دراسة واعية يقوم بها متخصصون .
وطالب “أبو شقة” حال عدم وجود خبراء الاستعانة بخبراء أجانب، فالمسألة تمثل جزء كبير لتعظيم إيرادات الدولة، قائلاً: المستهدف الآن أن يحضر السائح إلى مصر لينفق 30 ألف جنيه على سبيل المثال، وحال وجود استراتيجية لجذب السياحة والتسويق ينفق أكثر من ذلك.