جل راندال كولو ماني، لاعب منتخب فرنسا ، الهدف الثاني (٢-٠) ضد المغرب، كان لاعب فرانكفورت ، قد خاض ٣ مباريات دولية فقط.
راندال كولو مواني سجل ثالث أسرع هدف للاعب بديل في تاريخ كأس العالم بعد 44 ثانية من دخوله كبديل، قال بخصوص هدفه في نصف النهائي “إنه حلم الطفولة”، في بعض الأحيان، لا يحتاج الأمر الكثير لتحقيق حلم الطفولة.
راندال كولو مواني، البالغ من العمر ٢٤ عامًا، يعي ذلك جيدًا. بدايةً، تلقى لاعب أينتراخت فرانكفورت الدعوة للانضمام إلى صفوف المنتخب الفرنسي المشارك في كأس العالم قطر ٢٠٢٢، عقب إصابة في الركبة اليمنى تعرض لها كريستوفر نكونكو خلال التدريبات الأخيرة للديوك قبل السفر إلى قطر.
وقبل استدعائه لتعويض لاعب نادي لايبزيج في منتصف نوفمبر، كان المهاجم الفرنسي قد خاض ١٢ دقيقة فقط مع الديوك: دقيقة واحدة ضد النمسا في دوري الأمم الأوروبية و١١ دقيقة ضد الدنمارك في نفس المسابقة، وذلك في مباراتين أقيمتا في سبتمبر ٢٠٢٢.
وبعد أسابيع قليلة، وجد نفسه يخوض مباراة بأكملها ضد تونس، في إطار الجولة الأخيرة من دور المجموعات لكأس العالم.
صحيح أن فرنسا كانت قد حسمت تأهلها، وقرر ديدييه ديشامب إقحام لاعب إف سي نانت السابق في طليعة هجوم مختلف عن المباراتين الأوليين، بيد أنه كان أحد أكثر اللاعبين نشاطًا في الأمسية، على الرغم من الهزيمة (١-٠).
وبعد أسبوعين، عاد الفائز بكأس فرنسا ٢٠٢٢ إلى الملاعب، في نصف نهائي كأس العالم! دخل بديلاً، ولكنه كان على الموعد مع التاريخ. “كانت الأولوية لكينجسلي كومان، لكنه شعر بأعراض الحمى في فترة ما بعد الظهر”، أوضح ديشان في المؤتمر الصحفي، عقب المباراة، التغيير الذي حدث في التسلسل الهرمي للمهاجمين البدلاء، مما أدى إلى إعطاء الفرصة لمهاجم نانت السابق في استاد البيت.
وتابع بالقول “قدرة كولو على الركض هي الأهم. ما فعله هو مثال جيد لجميع اللاعبين الآخرين الذين لم يلعبوا ويمكن أن يفعلوا ذلك. البدلاء مهمون للغاية. إنه أمر جيد لكولو وللمجموعة”.
ولم يكتف مواني بالتواجد في الملعب إلى جانب ماركوس تورام وكيليان مبابي، بل سجل ابن بوندي -على غرار مبابي- (ولد في ٥ ديسمبر ١٩٩٨، قبل ١٥ يومًا من هداف منتخب فرنسا في قطر) الهدف الثاني (٢-٠) في مرمى المغرب، لحسم المباراة التي عانت فيها الديوك الأمرّين أمام أسود الأطلس. وقد فعل ذلك في لمسته الأولى!
ولو أنه لم يكن يتخيل يومًا أنه من الممكن أن يجد نفسه في مثل هذا الموقف، إلا أن مواني لا يبدو متأثراً كثيراً بكل الأمور الجيدة التي تحدث حوله.
إذ قال بهدوء أمام الصحفيين الذين كانوا ينتظرونه في المنطقة المختلطة عقب نصف النهائي: “عليك أن تكون مستعدًا للدخول في أي وقت”، مضيفاً “أعتقد أن المدرب يعلم أننا جميعًا على استعداد للمشاركة وتقديم أفضل ما لدينا”.
وواصل: “هل كنت أحلم بإحراز هذا الهدف قبل ستة أشهر؟ بالطبع! حتى قبل ١٠ سنوات! إنه حلم طفولتي”.
ومن هنا نستنتج أن تحويل الحلم إلى حقيقة لا يتطلب الكثير. ومن يعلم؟ لعله يحقق حلمه الأخير الذي كان يتطلع إليه عندما كان طفلاً برفع الكأس الأغلى في غضون ثلاثة أيام.