أوليفييه جيرو أضحى أفضل هداف في تاريخ منتخب فرنسا برصيد ٥٣ هدفاً، تواجه فرنسا المغرب في نصف نهائي كأس العالم.
في ظل غياب كريم بنزيمة، يعتمد المنتخب الفرنسي على مهاجم ميلان، مثل طائر الفينيق، وُلد أوليفييه جيرو من رماده.
وكل ذلك بسبب عضلات الفخذ، فلولا إصابة كريم بنزيمة التي حرمته من اللعب في كأس العالم، من يدري ما إذا كان أوليفييه جيرو كان سيسافر إلى قطر؟
وبعدما غاب عن التشكيلة الأساسية منذ كأس الأمم الأوروبية ٢٠٢٠، عاد مهاجم ميلان ليثبت لديدييه ديشامب نفسه اليوم كرأس حربة للديوك. لنلقي نظرة على هذه الولادة الجديدة.
منذ عودة بنزيمة إلى المنتخب الفرنسي، بدا أن أوليفييه جيرو لم يعد أكثر من مجرد بديل أو احتياطي في ذهن ديدييه ديشامب.
وكان مهاجم مونبلييه السابق مديناً باستدعائه في المواعيد الأخيرة لإصابات لاعب مدريد، لكنه دائماً ما كان يستجيب عندما كان المدرب يعتمد عليه.
قبل كأس العالم، سجل أربعة أهداف ضد ساحل العاج وجنوب أفريقيا والنمسا، وعلى الرغم من ذلك، لم يتم تأكيد حضوره في قطر، ولم يتم الحسم في انضمامه إلى المجموعة حتى اللحظة الأخيرة، عندما تأكدت إصابة بنزيما في عضلات الفخذ الرباعية.
_ نقطة الارتكاز ..
اكتسب بطل إيطاليا حديثاً، من خلال لعبه دوراً حاسماً في الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا مع فريقه ميلان، زخماً متزايداً طوال الموسم.
ومن الطبيعي أن يرتدي القميص الأزرق مرة أخرى في قطر.
وقال في المؤتمر الصحفي الأول في الدوحة:
“سأبذل كل ما في وسعي لمساعدة الفريق والقيام بعملي على أرض الملعب”، مضيفاً “دوري واضح مع المدرب. بمجرد أن يحتاجني، سأحاول تقديم الإضافة إلى الفريق، كما كنت أفعل دائماً. لكن صحيح أنه في سن الـ٣٦، الشعور هكذا (من حيث اللياقة البدنية)، أمر رائع حقاً!”.
وقد ارتدى زي المنقذ من المباراة الافتتاحية ضد أستراليا بتسجيله هدفين لإبعاد فرنسا من المتاعب (٤-١).
وبعد ذلك تشكلت ملامح الفريق، حيث أصبح جيرو نقطة الارتكاز ويقدم تكاملاً واضحاً لسرعة وبراعة الجناحين كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي وروح التضحية لأنطوان غريزمان.
إذ يمنح جيرو التوازن لمنتخب فرنسا، الذي كان قد فاز بمباراة واحدة فقط في مبارياته الست الأخيرة قبل بدء المنافسة.
_ الطريق إلى نصف النهائي: فرنسا..
الديوك يصلون إلى نصف نهائي كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، شاهدوا رحلتهم قبل مواجهة مفاجأة الكبار، المغرب.
_ دور القائد والأخ الأكبر:
بالنسبة إلى جيرو، على المستوى الفردي، كانت أيضاً نهاية مرحلة من الجفاف، الذي عاشه في كأس العالم ٢٠١٨ دون أن يسجل أدنى هدف، مستحضراً بذلك الذكريات الجميلة لستيفان غيفارش في نسخة ١٩٩٨.
فالشخص الذي يتولى دوره كـ “الأخ الأكبر” داخل المجموعة لديه عصا سحرية، في الدور ثمن النهائي، سجل في مرمى بولندا الهدف الذي ارتقى به ليصبح أفضل هداف في تاريخ منتخب فرنسا أمام تييري هنري (٥٢ هدفًا).
قال بهذا الخصوص: “هذا الرقم القياسي يذكرني بكل السنوات التي مرّت”، مستطرداً “أحد عشر عامًا في المنتخب الفرنسي؛ لحظات جميلة، جميلة جداً، وأخرى أقل جمالاً”.
وأكد علو كعبه أمام إنجلترا في ربع النهائي بتسجيله هدفاً يلخص سمته: الصمود.
فبينما كان يخوض مباراة معقدة وبدا أن ديشامب يستعد لإخراجه، ارتقى أمام ماجواير ليمنح التقدم لفرنسا في فترة حساسة (٢-١، الدقيقة ٧٨).
في هذه المباراة كما هو الحال مع الديوك، أوليفييه جيرو لم يستسلم أبداً ويبرز اليوم كواحد من التهديدات الهجومية الفرنسية الرئيسية عشية مواجهة المغرب في نصف نهائي كأس العالم.
فمن سيفوز بهذه المباراة؟ الأسود أم طائر الفينيق؟