حذر المحاسب محمد مجدى عفيفى، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، من مكامير الفحم المنتشرة في عدد كبير من المحافظات ، والتى تعتبر مصادر تلوث الهواء، فضلا عن كونها تمثل خطورة بالغة على صحة الملايين من المصريين في المحافظات، وإصابتهم بأمراض الصدر مشدداً على ضرورة إيجاد آلية أخرى لتشغيلها والتعامل معها حفاظا على الأرواح .
وأوضح في بيان له أصدره اليوم الأثنين، أن “الموت الأسود”، كما يطلق عليه تهدد ملايين المواطنين في المحافظات بسبب المكامير ، بسبب انتشار الشبورة السوداء الكثيفة من الدخان التى تبعث من كل مكان وأكوام الأخشاب المتفحمة والمتراصة. وطالب الدولة بإنتاج البديل للمكامير وهو انتاج الفحم النباتى المضغوط، بديلا عن مكامير الفحم ، مشيرا الى أنه وفقا لأحدث تقارير رسمية صادرة عن جهاز الإحصاء في مصر حيث يصل عدد المكامير فى مصر إلى 3 آلاف مكمورة، وتسيطر محافظة القليوبية على 285 مكمورة، ويصل متوسط إنتاج الواحدة نحو 10 أطنان من الفحم النباتى شهرياً.
وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات المطلوبة للحد من الأضرار الناتجة عن مكامير الفحم التى وصلت إلى 3 آلاف مكمورة، موضحا أن عدد مكامير الفحم النباتى على مستوى محافظة أسيوط وحدها بلغ نحو 30 مكمورة، وهى صناعة رائدة بالمحافظة إلا أنها شديدة الخطورة إذا كانت مناطق إنتاجه قريبة من التجمعات السكنية، حيث تنبعث منها غازات كثيرة مثل أول أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وبعض المخلفات الأخرى التى تؤثر على الثروة الزراعية والمائية، كما تؤثر على العاملين فى الإنتاج وعلى سكان المنطقة بأسرها.
وطالب “عفيفي” بتقنين أوضاع مكامير الفحم التى تضم أكثر من 5000 عامل، وجعلها صديقة للبيئة من خلال نقلها إلى منطقة صناعية يتوفر فيها مقومات الحياة من كهرباء ومياه، وليست مناطق صحراوية «مقطوعة» لا يتوافر بها عوامل الأمان للعمال، وأن توفر الحكومة أفران الفحم غير المضرة بالبيئة، والتي تعتمد على احتراق الأخشاب داخل أفران ضخمة وتنقية الدخان عن طريق أجهزة معينة وإخراجه هواء نقيا غير مضر بالبيئة.
وقال أن الضرر الرئيسي من صناعة الفحم ينتج من الاستنشاق للغازات المنبعثة من عملية الحرق، ويؤدي تفاعل أكاسيد الكبريت الناتج عن الصناعة إلى التهابات فى القصبات الهوائية، وتؤدى الغازات الهيدروكربونية، الناتجة عن الصناعة إلى أمراض سرطانية، وغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن صناعة الفحم ذو قدرة عالية على الاتحاد مع الهيموجلوبين 200 مرة أكثر من الأكسجين، وبالتالى فإنه يؤدى إلى التسمم الحاد والصداع والدوخة والغثيان والفشل التنفسى، وإذا زاد تركيز غاز ثانى أكسيد الكربون على 5% فإنه يؤدي إلى فقدان الوعي والوفاة، وتتسبب أكاسيد النيتروجين فى تهييج للحويصلات الهوائية فى الرئتين، فى حين يمكن أن يؤدى تراكم الغبار فيهما إلى التليف والوفاة.