تعيد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مثل هذا اليوم 14 هاتور بتذكار استشهد الضابط فاروس والآباء الستة النساك بجبل طيبة.
كان هذا الضابط قائداً كبيراً في جيش الإمبراطور دقلديانوس في أوائل القرن الرابع، حيث كان الاضطهاد يتصاعد ضد المسيحيين، وكان الوالي كولسيان يبطش بهم بقسوة ووحشية.
أرسل الوالي جنوده، فقبضوا على ستة من النساك المتوحدين وألقوهم في السجن فذهب إليهم الضابط فاروس ليلاً وفكّ قيودهم وقال لهم: “اطلبوا من الرب عنى يا آبائي أن يجعلني شريكاً لكم في الاستشهاد. لأنني ضابط كبير ولكني أخاف من الاعتراف بالسيد المسيح لشدة التعذيب” فصلّوا لأجله.
قاد الجنود النساك الستة إلى الوالي. وحاول الوالي إرغامهم أن يبخروا للأصنام، لكنهم رفضوا. وهنا اندفع الضابط فاروس يعترف بالسيد المسيح ويدافع عن النساك، فلاطفه الوالي ثم أمر بتعذيبه بعذابات شديدة إلى أن تمزق جسده ونال إكليل الشهادة.
أما الستة نساك، فبعد تعذيبهم كثيراً، أمر بقطع رؤوسهم، فنالوا أكاليل الشهادة. ثم أمر الوالي جنوده أن يحملوا أجساد الشهداء خارج المدينة لتأكلها الوحوش، لكنها لم تقترب إليها. فجاء المؤمنون وحملوا هذه الأجساد إلى الكنيسة وصلُّوا عليها ودفنوها بإكرام جزيل.