طالب الشباب في COP27 المفاوضين بمعالجة مسألة “الخسائر والأضرار” خلال المظاهرات العديدة التي جرت في مركز تونينو لامبورجيني الدولي للمؤتمرات، بشرم الشيخ، على هامش مؤتمر المناخ في دورته السابعة والعشرين، وقال ناشط أفريقي شاب: “هناك كوارث مناخية ودمار.
وقد انتهى الأمر ببلدي باقتراض الأموال من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للتعامل مع التداعيات. لا يمكن لبلداننا أن تتطور بسبب تكاليف أزمة المناخ، أن مستقبلنا يُسرق منا وهذا ظلم” .
وتشير مسألة ’الخسائر والأضرار‘ إلى التكاليف التي تتكبدها البلدان التي كانت أقل مساهمة في تغير المناخ ولكنها تتحمل العبء الأكبر من آثاره، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر والظواهر المناخية المتطرفة الشائعة بشكل متزايد.، وفي الوقت الحالي، تضطر البلدان النامية مثل باكستان وبنجلاديش وعدد كبير من الدول الأفريقية إلى دفع تكاليف باهظة للغاية للتعافي من الكوارث التي يسببها تغير المناخ، ويعتقد الشباب أن الوقت قد حان لكبار الملوثين لسداد ديونهم البيئية.
ويعرب برونو رودريجيز، الناشط الأرجنتيني خلال تظاهره قائلا:”هذه مسألة وُضعت جانبا عاما بعد عاما، ومؤتمرا بعد آخر. حقيقة أننا في بلد أفريقي هذا العام أمر مهم للغاية، أنها حقيقة علمية أن البلدان التي لديها أقل الموارد الاقتصادية والتي بالكاد تتحمل أي مسؤولية عن الانبعاثات هي التي ينتهي بها الأمر إلى المعاناة أكثر من غيرها. الأمر يتعلق بالتعويض والعدالة الاجتماعية.”
شارك الشباب والمراهقون والأطفال في COP27 في “عمليات استحواذ” مختلفة وشوهدوا – وسمعوا – في كل ركن من أركان مركز المؤتمرات تقريبا.، لقد عبروا عن أنفسهم ليس فقط من خلال الاحتجاج، ولكن أيضا بالموسيقى والرقص والملابس الملونة ورسومات الجدران مع رسائل إلى قادة العالم.
كما رددوا اغنية تهتف بـ “طرد الملوثين” حيث استنكرت ثلاث منظمات غير حكومية وجود أكثر من 600 من جماعات الضغط الخاصة بالوقود الأحفوري، بزيادة قدرها 25 في المائة مقارنة بـ العام الماضي، على قائمة المشاركين المسجلين – والتي تصل الآن إلى أكثر من 45 الفا، وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. كما انه وصلت انباء عن ان نيوزيلندا والاتحاد الاوروبي تعرقلان سير مفاوضات التعويضات عن الخسائر، وفي ذلك قد صرخت مجموعة من المتظاهرين من منظمة Kick Big Polluters Out في الساحة الرئيسية قائلة “إن تأثير جماعات الضغط العاملة في مجال الوقود الأحفوري أكبر من دول ومجتمعات الخطوط الأمامية. وتتضاءل وفود البلدان الأفريقية ومجتمعات الشعوب الأصلية أمام ممثلي مصالح الشركات”.
وكانت دعوة الشباب واضحة: إنهم يريدون إنشاء مرفق تمويل الخسائر والأضرار الذي يمكن أن يوفر تمويلا إضافيا يسهل الوصول إليه لمساعدة الدول النامية على التكيف والحد من “التأثيرات المتغيرة للحياة التي لا رجعة فيها على الشباب”.بينما كانت رسالة ناشط من الفلبين، خلال تظاهره تحمل الاتي:”نحن لا نريد قروضا. لا نريد المزيد من الديون. ادفعوا الآن لتعويض الخسائر والأضرار”
وتعليقا على ما جاء من اعتراضات شابة، صرح السفير وائل أبو المجد، الممثل الخاص للرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين خلال مؤتمر صحفي بأنه بينما لم يستطع معرفة ما إذا كان هؤلاء الحاضرين من جماعات الضغط أو مجرد أعضاء أو كيانات معينة، كان هناك بالفعل العديد من ممثلي الصناعات المساهمة في الانبعاثات الحالية، مثل شركات الأسمنت والأسمدة. غير أنه أوضح أنهم لم يشاركوا في المفاوضات. فيما يتعلق بالمفاوضات الشاملة، وقال أبو المجد إن هناك الآن نصا أوليا لمشروع قرار لبرنامج عمل التخفيف والذي يظهر “تقدما جيدا للغاية”، مشيرا إلى أن الوفود بدأت صباح يوم السبت في تقديم مدخلات للوثيقة الختامية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين.